من اجل القدس الاقصى وقبة الصخرة... الكثيرون يستحقون الغضب
والغاضبون من اجل الاقصى والقدس الذين يستحقون الاجلال والاكبار , هم شباب القدس ونساؤها الذين يحافظون بحجارتهم واجسادهم ودمائهم على النزر اليسير مما تبقى لهذه الامة من صفات الدفاع عن الحرية والعّزة والكرامة.
والغاضبون الذين يستحقون التحية هم هؤلاء النفر البسيط المعتصمون في الاقصى, ومن بينهم النائب في الكنيست احمد الطيبي, وهم هؤلاء الذين يمثلهم روحهم الشيخ رائد صلاح الذي جعل ام الفحم على صورة الناصرة ايام شاعر فلسطين المناضل المرحوم توفيق زياد لسان الشعب الفلسطيني وضميره, بينما نامت المدن الاخرى على احلام المفاوضات من اجل المفاوضات وحيث انسحب المناضلون ليناموا قريري الأعين تحت رعاية أمن اجهزة كلايتون.
غير هؤلاء وهؤلاء من ثلّة المدافعين عن القدس والاقصى لا يظهر غضب وان حدث فهو من باب رفع العتب, او نشاط حزبي محدود نكاية بالحكومات, والواقع, اننا في زمن يستحق الغضب فيه كثيرون غير اسرائيل. فالاحتلال في كل الاحوال هو العدو, والغضب منه او عليه لا يستلزم يوما او يومين انما جميع الايام التي يستمر فيها احتلاله وتتواصل فيها جرائمه واعتداءاته.
من يستحق الغضب, قوات الامن الفلسطينية في الضفة الغربية ومن يقف خلفها, الذين تركوا اهل القدس, مع قِلّتهم, يقاومون وحدهم في شوارع المدينة (عاصمة فلسطين), فيما مدن وقرى الضفة الاخرى تنعم (بأمن الامن). ومن قائل, بانه لو كان هناك قوات أمن للسلطة في القدس المحتلة لما كان اهلها قادرين على ان يتظاهروا او يقاوموا كما يفعلون اليوم!!
من يستحق الغضب, حرب التصريحات والاتهامات, التي يتبادلها قادة الشعب الفلسطيني, باستغلال كارثة القدس, لتسجيل النقاط والمكاسب, لصالح الزعامات والكراسي. ولو ان هناك قيادات تاريخية, تتناسب وحجم القضية المقدسة, ومسؤوليتها الخطيرة لرأينا هذه القيادات تغضب اولا من نفسها واحوالها وما هي عليه من شقاق وانقسام, فتبادر الى اعادة اللحمة للشارع الفلسطيني ولحركة نضاله الوطنية, بما يجعل القوة الفلسطينية النضالية موحدة, لا شذرا مذرا.
من يستحق الغضب, هي الدول العربية, التي تحتاج الى اعلان يوم غضب من قبل الامة في السابع والعشرين من الشهر الحالي, بمناسبة انعقاد القمة في ليبيا. يوم غضب ضد السياسات العربية المتخاذلة والضعيفة والمتهالكة امام قوة وشراسة الهجمة الصهيونية على الامة ومقدساتها وهويتها وثقافتها وكرامتها.
ليست اسرائيل وحدها من يستحق الغضب اذا, هناك كثيرون بين صفوف القيادات الفلسطينية وقيادات الامة العربية مطالبون بالاصغاء الى الغضب المختزن خلف الصدور بين شعوب تقف مشدوهة عاجزة عن احتمال كل هذا الكم من الاهانات والاذلال الذي تتعرض له على أيدي قادة اسرائيل هؤلاء القادة الذين ما كانوا ليتقدموا الى هذا الحد من الاستهانة بالدول العربية والاسلامية, لو انهم يشعرون ان هناك من يتصدى لهم ويملأ عيونهم خوفا او يبث فيهم شيئا يسيرا من القلق ومن رد فعل له وزن وقيمة.
طاهر العدوان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ