الأنفاق أوالصراع المرير من أجل البقاء في غزة

روى صحفي للخبر كان ضمن القافلة البرية الجزائرية العائدة من غزة قصة الأنفاق المثيرة والصراع المرير من أجل البقاء بما يشبه العجب أو قل إنه اكثر من العجب. فكل ما ازداد الإجرام الصهيوني ازدادت حيل المقاومة وشراستها, وانبثقت عبقريتها وازداد صراعها, ومن ذلك قصة الأنفاق الرهيبة, حكاية التحدي الكبير في مواجهة جريمة فريدة من نوعها, جريمة لم يشهد لها العصر بل التاريخ كله مثيلا, إنها جريمة نكراء بشعة إلى أقصى حدود البشاعة مقززة غاية التقزز, إنهم الصهاينة وحلفاؤهم يريدون إبادة شعب بأسره جوعا ومرضا وتشردا, على هؤلاء المتوحشين لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
عبدو المعلم

توصف بأنها طريق الموت والحياة

يصفها الكثيرون ممن مروا عبرها بأنها الطريق المجهول نحو الموت، ولكن لا أحد منهم يشك في أنها مصدر رزقه ورزق عياله الوحيد الذي أصبح متاحا في ظل الحصار المفروض على غزة وأهلها، وفرصة عمل للآلاف من العاطلين عن العمل، وأصبحت أخيرا مؤسسة نقل تجاري قائمة بذاتها، تنقل البضائع من كل الأصناف، يدفع المشرفون عليها رسوما وحقوق تأمين الحفارين والعمال ودية لأهله إذا لقي حتفه.
على مسافة 14 كيلومترا تصل الحدود الفلسطينية المصرية من أقصى نقطة غربا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى الشرق، حيث معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال الإسرائيلية في حدود فلسطين المحتلة سنة .1948 في هذه المسافة وجد التجار ضالتهم فاستعانوا بملاك الأراضي هناك لحفر الأنفاق، فتركز العمل على مسافة لا تزيد عن ثلث الطول الإجمالي لتلك الحدود.