اختفى القذافي وظهرت سفينة الأمل

المجد تركي لا ريب, فقد سجلوا اللحظة التاريخية بدمائهم الزكية ذات فجر من الواحد والثلاثين مايو 2010م على متن سفينة مرمرة العتيدة ومن خلال أسطول الحرية المجيد. ثم أخذت المبادرات والمزايدات تنطلق من هنا وهناك معلنة عن عزمها على كسر الحصار الذي سبق أن كسره تماما عظماء الترك. لكن لا بأس فليقوموا بتكريس الفتح التركي التاريخي, ولو بأضعف الإيمان, ولينالوا ما هو مناسبا لفعلهم المتأخر من الفضل. فكان أن تفاجأنا بإعلان القذافي سفره شخصيا إلى غزة لفك حصارها, وقلنا يومها أن ذلك مجرد مناورة بهلوانية لا تسمن ولا تغني من جوع, ومع ذلك استحسنا أن تتم إحراجا للآخرين من عرب أمريكا وإسرائيل, غير أن مبادرة القذافي الشخصية سقطت في الماء, فما ذا حصل يا ترى؟؟؟
هل خاف القذافي؟ ومم يخاف؟ من الراجح أنه كان سيدخل غزة برا, فما مصدر الخوف؟ هل توجس خيفة من غارة جوية إسرائيلية على موكبه؟ ربما!!! وقد يحدث ذلك بالفعل!!! فليبيا ليست تركيا ... والقذافي ليس أردوغان!!! وبالنسبة إلى العرب فإن إسرائيل تقتل بلا تردد, وفي منتهى الاطمئنان والأمان...وذاك ما أوقعها في الخطأ القاتل عندما عاملت الأتراك الأحرار الأعزاء معاملة العرب وقتلت منهم تسعة على ظهر سفينة مرمرة التاريخية, وجرحت العشرات وهي الآن تعض بنان الندم, لأن الثمن المطلوب باهظ ووجودها ذاته أصبح محل تساؤل بعد تجرئها الأحمق على أعزة الترك. فإذا كان القذافي يخاف الموت فلما ذا أعلن عن زيارته لغزة كاسرا للحصار المكسور من قبل أماجد الترك؟؟؟ أفلا تعجبه الشهادة واغتنام فرصة لحجز مقعد في الجنة بعد حكم دام أكثر من أربعين عاما وعمر ناهز السبعين؟؟؟ ألا زال القذافي متشبثا بكرسي الحكم بعد هذه المدة المديدة؟؟؟ هل يرغب في إتمام النصف قرن, وقد أوشك على ذلك؟؟؟ أم هو يريد الخلود في الحكم ولا يفكر في الموت إطلاقا, ما دام ذلك هو السبيل الوحيد لنزوله من الكرسي؟؟؟ أهذه هي فلسفة الجماهيرية العبقرية ومضمون كتابها الأخضر الشهير؟؟؟ هل الأمر يتلخص في البقاء في الحكم مدى الحياة ثم توريثه إلى الأبناء؟؟؟ أهذه هي إيديولوجية الجماهيرية العظمى الموثقة في كتاب زعيمها الأخضر الذائع الصيت؟؟؟ أم أن القذافي تعرض لضغوط لا قبل له بها من أمريكا والغرب والعرب؟؟؟
قد يكون هذا, وما ذا كان ينتظر صاحب الكتاب الأخضر عندما أراد انتهاز فرصة كسر الحصار ليتظاهر بالمشاركة فيه ويحرز فضل ذلك بالمجان؟؟؟ هل كان القذافي ينتظر طريقا مفروشا بالورود نحو غزة من طرف حلفاء إسرائيل وعملائها؟؟؟ المهم أن القذافي قد افتضح وأراد أن يداري فضيحته بسفينة الأمل التابعة لمؤسسة القذافي الخيرية التي يرأسها نجله سيف الإسلام, فهل يغطي ظهور السفينة عن غياب القذافي الذي يبدو أنه حصد الخسران عوض الكسب السريع المذهل الذي سعى إليه بإعلان الاتجاه نحو غزة ليدخلها دخول الفاتحين, بعد أن كان الترك قد سجلوا بدمائهم الزكية اللحظة التاريخية الحاسمة, وكسروا بالفعل جدار الحصار العار الجائر, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أبحرت السفينة الأمل بالأمس السبت 10 يوليو 2010م من شواطئ اليونان نحو غزة, بعد أيام من الانتظار, وقد تردد تصريح إسرائيلي طوال نهار الأمس معلنا اتفاقا إسرائيليا يونانيا بتوجيه اليونان مسار السفينة الأمل نحو ميناء العريش المصري, غير أن مناضلي السفينة كذبوا هذا الخبر... ثم ترددت أنباء عن غموض الاتجاه الفعلي للسفينة, هل هو ميناء غزة أم ميناء أسدود أم العريش مرة أخرى؟؟؟

والمهم هو أن سفينة الأمل تمخر عباب مياه شرق المتوسط متجهة في الأصل نحو غزة حاملة مساعدات لشعبها الصامد المحاصر, ومشاركة بذلك في تثبيت كسر الحصار. وبهذا المعنى يمكن للقذافي أن يفتخر, كونه ساهم بالسفينة الأمل في ترسيخ الحصار الذي كسره الأتراك ومن كان معهم في أسطول الحرية المجيد, والأهم هو أن تتواصل الحركة التي أعلنت شعوب العالم العزم على القيام بها إلى أن يزال عار الحصار الجائر المجرم, وللقذافي أن يتغني بمجد إرساله سفينة في هذا الاتجاه العالمي الشعبي المصمم على إنهاء أشنع عار عرفته البشرية في تاريخها, عار حصار شعب بأسره مدة أربع سنوات كاملة ومنع كل أسباب الحياة عنه بما في ذلك الطعام والدواء. غير أن السحر انقلب على الساحر, فلا يمكن لمثل هذه الأفعال الإجرامية أن تمر دون عقاب, وها هي النتيجة المرعبة بالنسبة للعدو الغاصب, افتضاح أمره أمام شعوب المعمورة كلها, وقد تبين للناس جميعا على كوكبنا الأرضي بفعل الحصار الجائر وبفضل كسره التركي المجيد أن هذا الكيان العنصري أخطر على البشرية من النازية والفاشية وكل أعداء الإنسانية عبر التاريخ, مما جعل الحصار يتهاوى حتما, بل إن وجود الكيان الصهيوني ذاته أصبح محل تساؤل جدي, فذاك هو ثمن جريمة محاولة تصفية شعب غزة بأسره وإبادته بالحرب المدمرة والأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا, ثم إتمام الجريمة النكراء بحصار يمنع كل شيء بما في ذلك الغذاء والدواء عن أهل غزة المجاهدين الشرفاء الصامدين.

أولا سيدتي الفاضلة روزانا شكرا جزيلا على متابعتك وحضورك الدائم والمساهمة الكبيرة في هذا الموضوع وفي غيره مما ينشر في منتدياتنا الواعدة.

ثاني, بالطبع مما يزيد في أهمية مشاركتك هو كونها تحمل وجهة نظر أخرى حتى ولو كانت مناقضة فذاك هو المطلوب في الحوار والنقاش والاثراء, وقديما قيل بأضدادها تتضح الأشياء.

أما عن كون تركيا تصدر عن مصالحها السياسية والاقتصادية فهذا ما يجب ان يكون والعيب ليس في تركيا التي تبحث عن مصالحها بكل الطرق والوسائل, بل العيب في العرب أصحاب القضية الذين باعوها بأبخس الأثمان بل زادوا من عندهم.

وبالطبع فإن الحساسيات التي كانت للعرب ولا زالت مع إيران ستنتقل إلى تركيا, ويقال لها لا تتدخلي في الشأن العربي كما قالوا لسابقتها

نعم لقد مررت يوما بلواء الإسكندرونة السوري الخصب الجميل الذي أهدته فرنسا الاستعمارية لتركيا وكان قلبي يتمزق خاصة عندما أتحدث مع سكان ذلك اللواء بالعربية فلا يردون علي ويلتفتون يمنة ويسرة خوفا من أن أكون من رجال الأمن الأتراك. لكن إذا كانت أوطاننا سائبة فالأجدر بها تركيا بدل الكيان الصهيوني الذي استولى على الجولان ولا يرى أمل في الأفق لاسترجاعه يوما. اللهم الا اذا انهار الكيان الصهيوني بفضل الاتراك والايرانيين والمقاومة العربية وتضامن وتأييد أحرار العالم من الشعوب والحكومات, وهل هناك من رؤساء العرب وملوكهم من هو في مقدمة المناصرين للقضية الفلسطينية والعربية مثل "شافيز"؟

عيب علينا وعار أن نتصدى لكل من يريد أن يقف إلى جانبنا ولو بحثا عن مصالحه وذلك من حقه وواجبه, بدعوى أنه ليس عربيا, فلو كان هناك عرب لما أتى الإيراني ولا التركي ولا فينزويلي.

طبعا إني أحترم وجهة نظرك سيدتي الكريمة روزانا كل الاحترام, لكن لي وجهة نظر بالرغم من القضايا الكبيرة المطروحة والتي ربما تكون فيها تركيا ضد مصالح العرب, لكن لا تركيا ولا إيران ولا أمريكا ولا الغرب ولا الكيان الصهيوني ولا غيرهم كان بإمكانه التجرؤ على العرب لم يفرطوا في حقوقهم وتركوا مصالحهم ومستقبلهم وأوطانهم وكرامتهم وشرفهم في أيدي ساسة أقل ما يقال فيهم أنهم مفرطون وغير مبالين ومهملين لأوكانهم وشعوبهم. والكلام كثير لا نهاية له والخطب كبير جدا وإني من شدة غيظي وألمي من هذا الوضع العربي المهين المتدهور أشيد بأي كان وأنوه به عندما يهش الذباب عن أنوفنا المرغمة في التراب. لا تذكريني سيدتي الفاضلة بالحضيض الذي هوينا فيه رجاء. شكري لك بلا حديد وتحياتي لك وتقديري سيدتي روزانا المحترمة.

أبدا أخي العزيز الشيخ وليد
تعليقك على العين والراس
ولم أر فيه غير الصواب والحق والعدل
هذا هو العجب من عرب اليوم
لا يقومون بواجباتهم نحو أنفسهم وشعوبهم وأوطانهم
ويريدون منع الآخرين من دول وشعوب إسلامية وغربية أو من مناطق أخرى من العالم من الاهتمام بشؤونهم ومناصرتهم
أليس هذا هو العجب العجاب؟؟؟
تعليقك في محله
شكرا لك أخي الداعية الإسلامي الشيخ وليد. أدام الله عزك وتميزك