عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: انتهى الدرس يا سادة - فهمي هويدي السبت أغسطس 07, 2010 1:01 am | |
| سذاجة سياسية ما بعدها سذاجة نحو خمسين شخصية سياسية مصرية من كل ألوان الطيف السياسي في أرض الكنانة, اعتزمت السعي إلى مقابلة رئيس النظام المصري من أجل إصلاح النظام السياسي وجعله ديمقراطيا رشيدا راشدا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكأن رئيس النظام المصري لا يعرف هذا وفي حاجة إلى من ينبهه إلى ما يجب أن يكون, لقد ذكرني هذا التصرف الغريب بأيام الدراسة والنضال الطلابي وقتها في سبيل ترقية الحياة الثقافية والعلمية والاجتماعية عموما, حيث كنا نسعى إلى مقابلة الرئيس هواري بومدين وما أدراك ما هو, وأذكر أن ذلك المسعى نجح مرة, وكان الموضوع الرئيسي هو تعريب الجامعة أو التعليم العالي, كما أتذكر جواب الرئيس بومدين الرائع الذي لم نفهمه أيامها, واعتبرناه رفضا للتعريب وتنكرا لتضحيات الشهداء والشعب من أجل الجزائر العربية المسلمة, وهي سذاجة ما بعدها سذاجة في فهم كلام سياسي لم نكن نفقه فيه شيئا آنذاك, لقد كان جواب الرئيس بومدين للوفد الطلابي هو ما معناه: " عليكم أن تناضلوا من أجل قضيتكم أو قضاياكم وتضحوا وتتظاهرون ويقمعكم الأمن ويضربكم ويعتقل منكم الكثير ويدخلهم السجن إلخ..." فكانت خيبة أمل الوفد والطلاب عامة كبيرة, معتبرين الرئيس ضد التعريب وضد المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء بدمائهم الزكية الطاهرة, ومنحاز مصلحيا لذوي النفوذ من دعاة الفرنسة والتغريب, وما إلى ذلك من التعبير عن الانكسار والغضب وفقدان الأمل في الرئيس, هذا الذي أراد أن يقول ببساطة ووضوح إن الشعب الجزائري قد ضحى من أجل الاستقلال بمليون ونصف المليون من الشهداء وما يتبعه من ملايين الأرامل والثكالى والأيتام والمعوقين ولا نتحدث عن الجانب المادي الذي اتبع حياله الاستعمار البغيض سياسة الأرض المحروقة, حيث كانت هناك مناطق شاسعة من الوطن ممنوعة حتى على الحيوانات البرية, من يتحرك فيها يموت فورا بقصف جوي وبري وبحري حتى ولو كان قطا. أراد الرئيس أن يقول للطلاب وأنتم الآن تريدون أن أنحاز إلى صفكم في الصراع الثقافي والاجتماعي الدائر في الوطن هكذا مجانا من غير أي تضحيات تقدمونها لفرض خياركم على الجميع؟؟؟ فأكون حينذاك مجبرا على السير في اتجاهكم حتى لو كرهت, لأنه لا شيء في السياسة بالمجان, ولا شيء يمكن الحصول عليه إلا بالتضحية والقوة, بمعنى أن السياسة السائدة هي تعبير عن إرادة القوي وترجمة لمصالحه. مع العلم أن الرئيس الراحل كان مصنفا ثقافيا من بين المعربين, وأذكر أنه بعد اعتلائه سدة الحكم بالانقلاب على الرئيس بن بلة ومعارضة مصر عبد الناصر لذلك معارضة شديدة, أن الصحافي الخاص بحكم عبد الناصر الأستاذ: حسنين هيكل كتب سلسلة من المقالات ضد الرئيس بومدين, لكنه في نهاية المطاف قال في آخر مقال له في الموضوع: "وبالرغم من كل شيء فإن بومدين ضروري لعروبة الجزائر", وقد كان الأمر كذلك بالفعل, فلولاه لما رسخت أقدام لغة الضاد في الجزائر واحتلت مكانتها اللائقة بها كلغة وطنية كانت من بين المبادئ الأساسية لثورة التحرير الكبرى, التي كان أهمها "العروبة والإسلام". هل أن النخبة السياسية المعارضة في مصر بهذا المستوى من الوعي السياسي المتدني؟؟؟ مستوى طلاب لا تجربة لهم ولا تكوين ولا ممارسة وخبرة في السياسة والحياة العملية والاجتماعية عموما؟؟؟ هل يمكن إحداث تغيير سياسي بحجم التغيير الديمقراطي واستبدال الاستبداد بالحرية بمجرد مقابلة بين الرئيس ووفد من المعارضة, على فرض أنها بالإمكان أن تتم؟؟؟ شيء مبكي مضحك أن يكون هذا هو مستوى التفكير السياسي لدى المعارضة العربية عموما؟؟؟ أعتقد أن الأستاذ الكبير فهمي هويدي قد أعطى الموضوع ما يستحق ولو بشيء من التعميم والرمزية أحيانا وهو أمر مفهوم لاتقاء مشاكل الاستبداد السياسي الذي يرزح تحته كغيره من مواطني أم الدنيا وغيرهم من شعوب العرب عامة. نتوجه بالشكر إلى موقع "القدس لنا" الذي بعث إلينا بهذا المقال, إليكم عزيزاتي أعزائي المقال الهام: عبدو المعلم ****************************************** صحيفة السبيل الأردنيه السبت 26 شعبان 1431- 7 أغسطس 2010 انتهى الدرس يا سادة – فهمي هويدي ******************************************* لست أشك في حسن نية مجموعة السياسيين المصريين الذين سيطلبون لقاء الرئيس مبارك لعرض مقترحاتهم الخاصة بضمان نزاهة الانتخابات، لكني أشك كثيرا في حسن تقديرهم. ولا أعرف مدى دقة الخبر الذي نشرته صحيفة «الشروق» يوم 2 أغسطس الحالي، لكن الذي أعرفه أن تصرف إخواننا هؤلاء اتسم ببراءة مفرطة، تعطي انطباعا بأنهم قادمون من كوكب آخر، رغم أن بعضهم يتمتعون بعضوية مجلس الشعب، وشاهدوا بأنفسهم كيف تدار الأمور في بر مصر منذ انتخابهم قبل خمس سنوات. الذي أعرفه أيضا أن أولئك البعض حاولوا أن يعرضوا على مجلس الشعب قبل انتهاء دورته تعديل 21 مادة من قانون مباشرة الحقوق الأساسية، ولكن رئيس مجلس الشعب رفض مناقشة التعديل، في إطار ممارسته لدوره التقليدي في قمع المعارضة والدفاع عن سياسة الحكومة، التي يفترض أن يكون المجلس رقيبا عليها.
خلاصة الخبر المنشور كالتالي: تم الاتفاق بين 50 شخصية عامة في مصر، بينهم نواب بالبرلمان ورؤساء أحزاب وسياسيون على طلب لقاء الرئيس لإطلاعه على تعديلات يرغبون في إدخالها على قانون مباشرة الحقوق السياسية، وضمانات مقترحة لنزاهة الانتخابات. ومن بين التعديلات المقترحة وجود قاضٍ في كل مركز اقتراع. والسماح بإشراف ورقابة دولية على الانتخابات المقبلة، وإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات بحيث يصبح جميع أعضائها من القضاة باستثناء عضوين يتم اختيارهما من المحامين والصحفيين، وأن يتم السماح بالتصويت في الانتخابات ببطاقة الرقم القومي. ونقل الخبر عن النائب المستقل الدكتور جمال زهران أنه تم الاتفاق على تقديم مذكرة رسمية لرئاسة الجمهورية تتضمن هذه المقترحات، مع طلب عقد لقاء مع الرئيس يمثل فيه المجموعة ستة أشخاص من بينهم نائب عن الإخوان وآخر وفدي وثالث ناصري ورابع من حزب التجمع اليساري وخامس يمثل المستقلين. وأعرب النائب زهران عن أمله في أن يستجيب الرئيس لطلبهم. وأن يبعد أجهزة الأمن عن العملية الانتخابية، بما يؤكد الحرص على نزاهة الانتخابات.
لا أعرف كيف استقبلت مؤسسة الرئاسة هذه الفكرة، وإن كنت أرجح أنها لم تأخذها على محمل الجد، واعتبرت الكلام المنشور مجرد "كلام جرايد"، يطلق في النهار وينسى في الليل. بل إنني لا أعرف كيف واتت الفكرة تلك المجموعة من الشخصيات العامة، وكنت قد سمعت بأمرها من بعضهم قبل حين. إذ ذكرت عَرَضا خلال مناقشة حول إمكانية الخروج من أزمة الواقع المصري. وكان تعليق أحد الجالسين أن لقاء الرئيس من رابع المستحيلات ليس فقط لأن المجموعة تضم معارضين ومستقلين، ولكن لأن فيهم واحدا يمثل الإخوان، وهؤلاء ليس بينهم وبين النظام «معاهدة سلام» تبرر اللقاء. وعقب آخر قائلا إن القيادة السياسية في البلد لا تلتقي السياسيين، ولكن أمر هؤلاء متروك بالكلية لمباحث أمن الدولة التي تمسك بملف السياسة في البلد.
ما خطر لي أن تصبح الفكرة خبرا حتى وجدت الكلام منشورا يومذاك. ورغم اقتناعي بتعذر إتمام ذلك اللقاء، وبأن الأمر في أحسن فروضه سيتولاه أحد ضباط أمن الدولة، ولا أستبعد أن يكون الجهاز قد حصل على نسخة من المذكرة المراد تقديمها إلى الرئيس قبل أن تكتب (لا تسألني كيف)، لكن وجدت جانبا في الموضوع يستحق أن يناقش بشكل جاد. لن أتوقف عند التفاصيل التي أتحفظ على بعضها؛ مثل حكاية الرقابة الدولية التي باتت تلاحقنا في كل صوب، وإنما أكثر ما يعنيني هو مبدأ المراهنة على إمكانية إجراء انتخابات نزيهة والقيام بإصلاح سياسي في ظل الأوضاع الراهنة. ذلك أنني أزعم أننا ينبغي أن نتعلم شيئا من خبرة الثلاثين عاما التي مضت. وأهم دروس تلك الخبرة أننا فقدنا الأمل في إجراء أي انتخابات نزيهة على مستوى اتحاد الطلبة، فما بالك بالتشريعية والرئاسية؟! كما أننا استهلكنا كل مفردات قاموس الإصلاح، وتلقينا ما لا حصر له من خطب ووعود الإصلاح، ومع ذلك لم يتحقق منه شيء، رغم أننا أقمنا الكثير من المهرجانات والهياكل والسرادقات. وبدا أننا ركضنا كثيرا، لكننا لم نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، وإنما تراجعنا خطوات إلى الوراء.
إذا صح ذلك فإنه يصبح من السذاجة والتبسيط المخل أن نتجاهل تلك الخبرة ونسقطها من الذاكرة، رغم الثمن الباهظ الذي دفعناه جراءها من حريات الناس وأحلامهم ومن كرامة الوطن وتقدمه. من ثم ليس بوسعنا ولا يجوز لنا أن ندعي أن ما فات مات، وأننا أبناء اليوم ونريد أن نبدأ صفحة جديدة. إن محو الذاكرة في هذه الحالة يغدو خطيئة في حق الوطن لا تغتفر. وهو ما يدفع الغيورين عليه لأن يعيدوا النظر في خياراتهم ومراهناتهم، بحيث ينصرف جهدهم إلى إحياء الحلم وليس الاشتراك في استمرار اغتياله وإجهاضه. لقد انتهى الدرس أيها السادة، ولا سبيل إلى تدوير اسطوانته من جديد. | |
|
عبير البرازي مديرة
عدد المساهمات : 7200 تاريخ التسجيل : 02/03/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: رد: انتهى الدرس يا سادة - فهمي هويدي السبت أغسطس 07, 2010 9:09 am | |
| شتان الفرق ما بين مفهوم شعب الجزائر والشعب المصري,وذلك نتيجة الاوضاع لكل منهما,
فالشعب الجزائري عاش ويعيش لاجل النضال وقدم تضحيات بالغة عبر الازمان,لوجود قضية لديه
اما الشعب المصري فتعود سياسة القمع والاضطهاد , والتسيس لخدمة الحكام,
والا يكون مصيره في عالم المجهول,هناك فرق ما بين ارادة شعب لاجل النضال, وارادة شعب لاجل البقاء.
اما عن زيارة الوفد الكبير فما هي الا مهرجانات وافتعالات سياسية وهمية لاجل اظهار الديموقراطية المزيفة.
اشكرك جزيل الشكر استاذ عبدوو المحترم
لهذا الشرح والتوضيح الجميل ولوضعك المقال الهادف الذي يمس انسانيتنا بما نعانيه من ازمة الحكام عامة,
دمت بالخير وما حرمنا من مداد قلمك المميز
وتقبل مني كل التقدير والاحترام | |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: انتهى الرس يا سادة - فهمي هويدي السبت أغسطس 07, 2010 11:13 am | |
| شكرا سيدتي الفاضلة روزانا مديرة المنتديات على اهتمامك. الكارثة هي أن هؤلاء لا يعرفون أن رئيس النظام الذين يزمعون طلب التغيير منه هو السبب الرئيسي فيما هو حاصل في بلدهم, وهم يريدون أن يزيدوه قوة بجعله الخصم والحكم, ولا أدري إن كانوا يدركون أن التغيير السياسي لا يكون إلا بقوة فعلية تفرض نفسها فرضا ولا فضل لأحد على قبول ما تراه مناسبا مرغما. تحياتي سيدتي الكريمة. | |
|