قناة بنما إحدى أعظم الإنجازات الهندسية في العالم

قناة بنما إحدى أعظم الإنجازات الهندسية في العالم

قناة بنما ممر مائي يعبر برزخ بنما، ويصل ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. وتُعد هذه القناة من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم. عملت القناة ـ بعد الانتهاء من شقها عام 1914 م ـ على تقصير مسافة رحلة السفن ما بين مدينة نيويورك وسان فرانسيسكو إلى أقل من 8,370كم. وفي الفترة التي سبقت شق هذه القناة، كان على السفن التي تقوم بمثل تلك الرحلة، أن تبحر حول أمريكا الجنوبية قاطعة نحو 20,900كم، وقدارتفعت حركة المرور السنوي من حوالي 1000 سفينة خلال الايام المبكره لانشائها إلى 14702 سفينة في عام 2008

بدأت أول محاولة لبناء القناة في عام 1880 تحت القيادة الفرنسية، ولكن تم التخلي عن بنائها عام 1883 بعد أن توفي 21900 من عمال بنائها وذلك بسبب تفشي الأمراض (وخاصة الملاريا والحمى الصفراء) والانهيارات الأرضية, بعدها بدأت الولايات المتحدة جهدا حثيثا في بنائها بعد الفشل الفرنسي الذريع ولكن الثمن كان كبيرا فقد تسبب البناء في وفاة ما يزيد عن 5600 عامل ولكنه أدى في نهاية المطاف في افتتاح القناة في عام 1914. وسيطرت الولايات المتحدة على القناة والمنطقة المحيطة بها.

قامت الولايات المتحدة الأمريكية ببناء قناة بنما بتكلفة بلغت 380 مليون دولار أمريكي تقريبًا. وقد عمل آلاف العمال في هذه القناة لمدة عشر سنوات مستخدمين مجارف البحار وآلات رفع الأتربة، ليشقوا طريقهم عبر الغابات والتلال والمستنقعات وكان على أولئك العمال أن يتغلبوا على مشكلة الأمراض المدارية مثل الملاريا والحمى الصفراء.

في 1 أغسطس 1902 م اشترت أمريكا حقوق قناة بنما من الفرنسيين، حيث كان الفرنسيون هم من كلفوا أولا بشق هذه القناة، إلا أن المشروع الفرنسي تعطل لأسباب عديدة منها طريقة تصميم المشروع، فقام الأمريكيون بالمشروع في تصميم آخر معتمدين فيه على مبدأ بناية السدود على نهر تشاجرز Chagers.
منطقة قناة بنما

المنطة الصفراء هي حرم القناة التي سيطرت عليه الولايات المتحدة داخل اراضي دولة بنما
شريحة من الأرض تمتد عبر برزخ بنما، كانت تحت حكم الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1903م. وتقطع قناة بنما ـ وهي مجرى مائي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ ـ هذه المنطقة من المنتصف، وقد آلت المنطقة إلى سيطرة بنما نتيجة لاتفاقية تم إبرامها مع الولايات المتحدة، وتم العمل بها عام 1979م.
أنشئت منطقة قناة بنما عام 1903م بناء على اتفاقية بين الولايات المتحدة وبنما، حيث أعطت تلك المعاهدة الدولية الولايات المتحدة حق السيطرة الدائمة على منطقة عرضها 16كم وطولها 64كم. وقد تمت هذه المنحة من أجل إنشاء وتشغيل قناة بنما المقترحة التي أكملت الولايات المتحدة إنشاءها عام 1914م. وقد استثنت المنطقة التي حددتها الاتفاقية ما يعرف الآن ببنما وكولون. وفيما بعد أضافت الاتفاقيات بين بنما والولايات المتحدة بحيرة مادن وخليج ترينيداد إلى المنطقة الواقعة تحت السيطرة الأمريكية. وقبل أن تؤول السيطرة إلى بنما، كانت المنطقة تغطي 1,676كم² تشمل 712كم§ من المياه.

ويبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 40,000 نسمة، منهم 36,000 نسمة مواطنون أمريكيون. ويعمل معظم هؤلاء السكان إما في الجيش الأمريكي أو في حكومة منطقة القناة، أو في شركة قناة بنما، وهي شركة تابعة للحكومة الأمريكية مسؤولة عن تشغيل القناة. ويسمى المواطنون الأمريكيون في هذه المنطقة بسكان منطقة القناة (زونيانز).

نشبت عدة صراعات بين الولايات المتحدة وبنما حول سيطرة الولايات المتحدة على منطقة قناة بنما، إذ يعتبر البنميون المنطقة جزءًا من دولتهم. ففي عامي 1958 و1959م تظاهرت حشود من البنميين مطالبين بحق بلدهم في رفع علمه على أرض المنطقة. وفي عام 1962م اتفقت الولايات المتحدة وبنما على رفع علميهما جنبًا إلى جنب في أماكن مدنية معينة في منطقة القناة. كما منحت الولايات المتحدة السكان البنميين زيادة في الأجور، حيث كان البنميون في السابق يتقاضون أجورًا أقل من تلك التي يتقاضاها الأمريكيون لأداء العمل نفسه.

وفي عام 1964م، تفجرت أحداث شغب مرة أخرى، قتل فيها عشرون بنميًا وأربعة أمريكيين. ومن ثم قطعت بنما علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وبعد أن وافقت الولايات المتحدة على التفاوض من أجل إبرام اتفاقية جديدة بدلاً من اتفاقية عام 1903م، عادت العلاقات بين الدولتين إلى طبيعتها. وفي السنوات اللاحقة وضعت مسودة لثلاث اتفاقيات غير أن أيًا منها لم يحظ بموافقة الدولتين.

وفي السبعينيات من القرن العشرين الميلادي أجرت الدولتان مفاوضات أخرى للتوصل إلى معاهدة جديدة. وفي عام 1977م، وقعت الدولتان معاهدتين جديدتين، نصت إحداهما على أن تبسط بنما سلطتها الإقليمية على المنطقة. كما نصت الأخرى على أن تسيطر بنما على عمليات القناة ومنشآتها العسكرية ذات الصلة. بدءًا من 31 ديسمبر عام 1999م. وقد منحت المعاهدة الأخرى الولايات المتحدة حق الدفاع عن حياد (استقلال) القناة. وقد تمت الموافقة على المعاهدتين من قِبل الناخبين البنميين عام 1977م، ومجلس الشيوخ الأمريكي عام 1978م. وقد سرى مفعول كلتا المعاهدتين عام 1979م. وفي عام 1991م، وافقت إدارة قناة بنما،.
وصف القناة

هل تعلم ان منسوب المياه فى المحيط الأطلنطى مختلف عن منسوب المياة فى لمحيط الهادى عند منطقة بنما
لذلك فإن قناة بنما ليست مجرد قناة عادية بل معجزة هندسية حيث يتم نقل السفن العملاقة من الجهة ذات المنسوب المنخفض للمنسوب المرتفع

وتخترق القناة برزخ بنما الذي يربط بين القارتين ، حيث تمتد القناة مسافة 63,81 كم ، بدءاً من خليج ليمون على المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادئ ، ويبلغ عرض أضيق جزء من القناة في معبر جيلارد 150 مترًا فقط ، أما عرض أوسع جزء من القناة فيقع عند بحيرة جاتن، التي تبلغ مساحتها 422كم2
تؤمن القناة عملية نقل السفن خلالها وفق ثلاث مراحل تتطلب تغيير مستويات المياه في حجرات مائية خاصة ( ثلاث أطقم من الحجرات ) تدعى الأهوسة ، تعمل على رفع السفن وخفضها من مستوى إلى آخر، وقد بنيت تلك الأهوسة على شكل أزواج بغرض تمكين السفن من المرور في كلا الاتجاهين في آن واحد. يبلغ طول الهويس المستخدم 300م، وعرضه 34م، وبعمق 20م ، و تحدد أبعاد الهويس حجم السفن التي بوسعها استخدام القناة ،فعلى سبيل المثال لا تتمكن ناقلات النفط التجارية العملاقة أو حاملات الطائرات العملاقة التابعة للأسطول الأمريكي من المرور بهذه القناة ، فكانت تعد تلك المسألة إحدى عيوب القناة التي كانت سببا في عملية توسعة هائلة تكاد توازي عملية البناء الأساسية للمشروع ، ستكلف البلاد فيما بعد الكثير من المال والجهد والوقت .

تدخل السفينة المبُحْرة من المحيط الأطلسي عن طريق خليج ليمون ميناء مدينة كريستوبال بالقرب من مدينة كولون. في الوقت الذي تكون فيه السفينة لاتزال في المياه العميقة، يصعد أحد مرشدي القناة على ظهر السفينة قادمًا من قارب صغير، ولدى صعوده يصبح مسؤولاً مسؤولية كاملة عن السفينة أثناء رحلتها في القناة. وبعد المرور خلال الحاجز المنصوب في مدخل الخليج، تتجه السفينة جنوبًا في القناة لمسافة 11كم في طريقها إلى هويس جاتن.د

في عام 1986م شرعت الولايات المتحدة واليابان وبنما في إجراء دراسات لمقترحات بشأن توسيع القناة، أو شق قناة جديدة على مستوى سطح البحر. فالقناة الراهنة ليست بالاتساع الكافي لمرور ثنائي الاتجاه، وأن ممرًا مائيًا في مستوى البحر لا يتطلب وجود أهوسة. والواقع أن كثيرًا من السفن لا تتمكن من المرور عبر نظام الأهوسة الحالي. وفي عام 1992م بدأ العمل في توسعة القناة وسيكتمل بعد عشرين عامًا.