مقال للكاتب مصطفى محمدأبو السعود كاتب من فلسطين

أمريكا هي أمريكا
لكن للعرب أحلاما لا أساس لها من الواقع
أمريكا بلد ديمقراطي له مؤسساته التنفيذية والتشريعية والقضائية الراسخة الأرجل في الأرض والمستقلة عن بعضها في أدائها وإذا حصل بينها اتفاق فإنه اتفاق حر وليس اتفاق خضوع طرف إلى الآخر, وهم لا يتفقون إلا على ما هو في مصلحة أمريكا. فماذا يبقى للرئيس أي كان من هامش لحرية الحركة؟ ولماذا يتصور العرب حالمين أن هذا الرئيس الأمريكي أو ذاك يتعاطف معهم بالرغم من تناقض ذلك مع المصالح الأمريكية العليا والمصالح السياسية لشخص الرئيس وأشخاص السلطات الاخرى ذات الارتباط الوثيق بضغوط وإغراءات اللوبي الصهيوني المتغلغل في الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها؟؟؟ إنها أحلام وتصورات عربية مرضية للأسف الشديد!!! غير أن المثقفين العرب والرأي العام العربي نفسه بدأوا يدركون هذه الحقيقة بفعل مبالغة أمريكا في مساندة إسرائيل علنا كما لم يسبق لها أن فعلت وربما يكون ذلك متزامنا مع الوضع الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومته وعن الاستسلام العربي الرسمي المهين بعد هزيمة حزيران 1967م. الإيجابي في الموضوع هو هذا الوعي الذي بدأ يتبلور في الرأي العام العربي عن الدور الأمريكي المعادي كل العداء بانحيازه التام لجانب العدو الصهيوني. مساهمة هامة سيدتي الفاضلة روزانا مديرة المنتديات دام عزك وتألقك.