«التخريب» على زيارة نجاد: استهداف سليمان ومنع الاستفادة من عرض التسليح والمساعدات

لو كان هناك حد أدنى من النضج السياسي لدى بعض القوى لما تم شن حملة على زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد المرتقبة في 13 الشهر الحالي، لجعلها أحد عناصر التوتير للوضع الداخلي، بدل التعامل معها كأي زيارة يقوم بها رئيس دولة للبنان.. ولعل الأكثر نفورا حضور من يمثل رئيس الحكومة سعد الحريري في اجتماع قوى 14 آذار وتبنيه الموقف الصادر عن الأمانة العامة بكل ما تضمنه من اساءات للزيارة، علما أن نجاد سيلتقي الحريري الذي كان قد أبلغ الايرانيين أكثر من مرة نيته تلبية الدعوة الرسمية الموجهة اليه لزيارة طهران. في هذا السياق يستغرب مصدر رسمي لبناني اجواء التعبئة والتحريض والتوتير ضد زيارة نجاد، وخاصة الحملة التي اطلقتها «قوى 14 آذار» مجتمعة فجأة وذلك على خط موازٍ ومتزامن مع اجواء التهويل على الناس وتخويفها من توترات امنية مرتقبة، ورسم سيناريوهات لخطط ومواجهات مرتقبة في بيروت وطرابلس ومحاولة إلباسها لـ«حزب الله»! وثمة من يعتبر ان هذه الاجواء المرافقة للتحضيرات لزيارة نجاد، انما تهدف الى تصوير ان ايران تقع في صلب الخلاف اللبناني الداخلي وان الزيارة جاءت لتكرس هذا الخلاف... وسوى ذلك من مصطلحات تفيد في ادارة المعركة القائمة ضد «حزب الله» والمقاومة. الاّ ان الجهات الرسمية المتابعة للزيارة تشير الى ان موعدها مقرراصلا منذ مدة طويلة بعد الدعوة التي وجهها الرئيس ميشال سليمان للرئيس نجاد خلال زيارة الاول الى طهران في العام 2008، وتأخرت تلبيتها بسبب الظروف التي مرت بها ايران وأحيانا لأسباب لبنانية. وتوضح المصادر الرسمية ان نجاد يقوم بزيارة من دولة الى دولة ولن يدخل في الزواريب اللبنانية الفئوية والجهوية، وان برنامج الزيارة يشمل لقاءات مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، وشخصيات رسمية وسياسية بارزة، غير أن الزيارة تكتسب رمزية معينة من خلال البرنامج الجنوبي الذي حسمت منه حتى الآن محطتان هما قانا بدعوة من حركة «امل» وبنت جبيل بدعوة من «حزب الله» حيث سيقام مهرجان كبير في «ملعب التحرير».
غاصب المختار