جنبلاط لتحييد الجبل.. و14 آذار تعتبر الكيل طفح مع حزب الله.. عون ينصح جعجع بعدم التحرش.. والقوات تردّ: فريقك يتسلّح من ايران
لبنان: سباق تسلح.. والانفجار وشيك.. ووزراء 'امل' يعلقون مشاركتهم بجلسات الحكومة
2010-10-06
بيروت ـ 'القدس العربي' ـ من سعد الياس: يسود قلق في العاصمة اللبنانية من التوتر السياسي الحاد الذي تشهده البلاد والذي يمكن أن يؤدي الى تغيير حكومي والى توترات امنية في الشارع تضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري.
وفي المعلومات أن المعارضة بدأت تعد سيناريو شبيهاً بذلك الذي لجأت اليه قوى 14 آذار للاطاحة بحكومة الرئيس عمر كرامي بعد اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري. وستعمد قوى المعارضة الى تنظيم تجمعات شعبية ومظاهرات حول القصر الحكومي ترفع فيها صور من تتهمهم بفبركة وتمويل شهود الزور مثلما رفعت 14 آذار صور الضباط الاربعة في ساحة الشهداء وطالبت بمحاكمتهم، أما الصور التي سترفعها المعارضة فهي للنائب مروان حمادة والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا.
وابلغ وزراء حركة امل جلسة مجلس الوزراء امس تعليق مشاركتهم بجلسات الحكومة الى ان يتم طرح قضية شهود الزور.
وابلغ رئيس البرلمان زعيم حركة امل الرئيس نبيه بري رئيس الجمهورية ميشال سليمان قرار تعليق وزراء الحركة الثلاثة مشاركتهم باجتماعات الحكومة. وتوقعت المصادر ان يتبع وزراء المعارضة هذه الخطوة، مما سيؤدي لشل الحكومة خلال الاسابيع القليلة المقبلة.
بموازاة ذلك، يترقّب اللبنانيون ما ستكون عليه الاجواء الامنية في ظل الحديث عن تسلّح واتهامات متبادلة بشراء الاسلحة والتدريب داخل وخارج لبنان. وما زاد من هذه الاجواء ما نُقل عن لسان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عن 'أن قوى المعارضة والموالاة تتحضّر عسكرياً على الارض وأن القوى الحليفة لكل خندق أمدّت بالتدريبات والسلاح من مصادر مختلفة'.
واضاف جنبلاط 'ان أحد الأحزاب في الأكثرية جهز 1000 عنصر تدربوا في مصر، وباتوا على استعداد للمشاركة عندما تنطلق شرارة المواجهة'، كذلك قوله 'ان الطريق الساحلي الممتد بين صيدا وبيروت سيسيطر عليه فصيل من المعارضة السنية وتحديداً في الناعمة حيث مركز الثقل لتيار المستقبل'.
ودعا الى التواصل مع الافرقاء الدروز من الامير طلال ارسلان الى وئام وهاب والحزب السوري القومي الاجتماعي لتحييد الجبل وقال 'لا أريد ضربة كفّ'.
وفي هذا السياق، اتهم رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون ضمناً القوات اللبنانية بالتسلح، ولدى سؤاله عن كيفية تحييد المناطق المسيحية قال 'إن لم يحركش سمير جعجع سلاحه فان الامور ستبقى بخير'، مشيراً الى انه 'اذا لم يقعد جعجع عاقلاً وأراد تنظيم مظاهرات فكل شخص يتحمل مسؤولية اعماله'.
ونفى عون تلقيه أسلحة من حزب الله وايران وأوضح انه سيرفع دعوى قضائية على النائب ايلي ماروني والنائب السابق انطوان اندراوس الذي قال إنه استلم ألف بندقيّة من إيران في منطقة الكحّالة. واضاف عون 'أنا لا أملك سلاحاً، وأتّكل على القوّات الشّرعيّة في القيام بواجباتها'.
وفي رد على العماد عون، قال رئيس الهيئة التنفيذية في'القوات اللبنانية' سمير جعجع 'لم أكن أتوقع يوماً أن تصل إلى هذا الدرك، لم أكن أتوقّع أن تصل بك الأمور يوماً إلى حد دعوة حلفائك لمهاجمة منافسيك على الساحة المسيحية عسكرياً وأمنياً، لم أكن أتوقع ان تختزن هذا الكم من التلفيق والاختلاق والابتعاد عن كل واقع وحقيقة'.
وجاء في رسالة وجهها جعجع الى عون 'قل لي يا حضرة الجنرال، هل القوات هي من تملك السلاح أم حلفاؤك؟، هل القوات هي التي تدعو الناس للتمرد على السلطات الشرعية من قضائية وامنية أم أنت مباشرةً؟ قل لي يا جنرال هل القوات هي من يفترض ان ما حدث العام 2005 مع ثورة الأرز هو انقلاب يجب تصحيحه أم أنت بالذات؟ قل لي يا جنرال، هل القوات هي من يفترض بأن الدولة اصبحت غير شرعية وفاسدة وان المشكلة لم تعد أزمة حكومة بل أزمة حكم، كما ورد على لسانك البارحة بالذات أم أنت بالذات؟'.
وتابع 'لقد قلتَ البارحة أيضاً بأنَّ القضاء السوري تدخل من خلال مذكرات التوقيف الشهيرة، لأنَّ القضاء اللبناني تأخر بتأدية واجباته،' يعني أنك تقول بأن كل مواطن لبناني يعتقد بأن القضاء اللبناني قد تأخر أو تباطأ في البت بدعواه، يستطيع أن يذهب إلى أي قضاء أجنبي ليُلبّي طلباته بالسرعة المطلوبة، فهل هذه هي السيادة التي ادّعيت لعهود طويلة أنك تناضل من أجلها، والتي صدّقك مئات الشباب والشابات فيها، وبذل الكثير منهم دماءه في سبيلها، وتحمّل الكثيرون السجن والاضطهاد والملاحقة من أجلها؟'.
وختم جعجع رسالته 'صديقي العماد عون، إنَّ حبل الكذب قصير ولا يؤدي إلى أي مكان، لقد توقعتُ لك نهاية سياسية غير ناجحة، لكنني لم أتوقع لك يوماً نهاية ساقطة كالتي تعيشُها اليوم'.
وكان عضو كتلة القوات النائب انطوان زهرا رد ايضاً على اتهام عون للقوات بالتسلّح فقال 'بيت ميشال عون من زجاج، ولا يحق له التكلم لأن فريقه هو من يتسلح من إيران، وبعض الأسلحة أتت لمناصريه ووزّعت عليهم، وبيع البعض من هذا السلاح وبعض من مناصرينا اشتراه كسلاح فردي وهو كناية عن كلاشنيكوف في علبة والى جانبه 8 مماشط و4 قنابل، والذي باع هذه الأسلحة هم ضباط وعناصر حماية عون، وإذا اراد ان نسمي فليس لدينا اي مشكل'، لافتاً الى ان عون 'يعرف الفريق الذي يريد تفجير الوضع في لبنان وهو أداة في يد ذاك الفريق، وكل الأجهزة الأمنية لديها معلومات عن عمليات التسلح'. وتمنى على عون أن 'يُشفى من عقدة سمير جعجع'، مشدداً على ان 'من يستعمل السلاح هو من يمتلكه، ونحن غير مسلحين'.
من جهتها، استنكرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار 'التحريض المكشوف الذي يمارسه النائب ميشال عون على 'القوات اللبنانية' والذي وصل به إلى حدّ من الوقاحة والتزوير بنَسبِ إمكانية استخدام السلاح إليها، مدافعاً في المقابل عن المشروع الإنقلابي الجاري فصولاً بكل الوسائل وبالتهديد بالسلاح'. وأكدت الأمانة العامة ان 'كلّ التهديد الذي يوجّهه فريق 'حزب الله' إلى اللبنانيين يومياً وصبحَ مساء، من أجل ترهيبهم وثنيهم عن التمسك بانجازات انتفاضة الاستقلال ومكتسباتها، لن يحقّق أهدافه، ولهذا الفريق أن يعلم علم اليقين أنّ اللبنانيين نعم متمسّكون بالسلم الأهلي لكنهم قطعاً لا يهابون التهويل والتخويف، بل أكثر من ذلك ترى الأمانة العامة أن كَيلَ اللبنانيين طفح من كلّ الممارسات الميليشياوية، وباسمهم تعلن الأمانة العامة أنها ماضيةٌ في التعبير عنهم وفي الدعوة إلى رصّ الصفوف.. فالكيل طفح فعلاً'.