الشروق " تعاين حالة الذعر بشوارع باريس بعد تهديدات " الجماعة السلفية "

2010.10.06 مبعوثة الشروق إلى باريس : نوارة باشوش

تعيش فرنسا، خاصة العاصمة باريس هذه الأيام، حالة ذعر وخوف كبيرة بسبب تهديدات تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، حيث فرضت قوات الأمن الفرنسية المنتشرة بكثافة سواء بالزي الرسمي أو المدني حراسة مشددة على مناطق التجمعات السكنية والأماكن العامة كمحطات الميترو وكذا المناطق السياحية مثل المعالم الشهيرة كبرج إيفل وكتدرائية نوتردام ونهر السين، خاصة بعد تسجيل العديد من البلاغات الكاذبة على وجود قنابل في مناطق مختلفة من العاصمة مما جعل الفرنسيين يعيشون الفزع وعدم الإستقرار.


وفي هذا السياق، اتخذت السلطات الفرنسية على رأسها وزارة الداخلية الفرنسية عدة إجراءات أهمها الإعلان عن استنفار أمني واسع في بعض الضواحي التي تشكل "بؤرا حساسة" و"مواقع مستهدفة" من التنظيم الإرهابي، أبرزها دور العبادة، الفضاءات السياحية الرمزية، المواقع التي تستضيف التظاهرات، إلى جانب المراكز التجارية والمحلات التي تستقطب المواطنين الفرنسيين، حيث أمر وزير الداخلية الفرنسية "بريس أورتوفو" على هامش الملتقى الوطني 117 لرجال الحماية المدنية بمقاطعة لاشارونت "مدينة أونجولام" على توخي الحذر والتحلي باليقظة خوفا من تكرار سيناريو تفجيرات باريس 1995 .
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "إن التهديد الإرهابي في فرنسا يبقى مرتفعا ومستوى الإنذار على حاله من دون تغيير عند المستوى الأحمر"، وأكد "أن الحوار وتبادل المعلومات الاستخبارية مع شركاء فرنسا في مجال مكافحة الإرهاب يتم بشكل منتظم".
كما صرح وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران لوسائل الإعلام الفرنسية بداية هذا الأسبوع أن " التهديد الإرهابي قائم ويمكن ان نتعرض له في أية لحظة ".
وتعكس خطوة إقدام الحكومة الفرنسية على إحداث تغييرات هامة في عمل مخططها الأمني المعتمد للتصدي لأية عملية إرهابية محتملة، درجة تخوفاتها من ردة فعل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذي تحول إلى هاجس يطارد مصالحها المنتشرة عبر دول العالم ويضعف أمنها الداخلي.
كما تثبت الإجراءات الأمنية المشددة المتخذة في كامل المدن الفرنسية أن السلطات الفرنسية أخذت على محمل الجد التهديدات التي أطلقتها "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" باستهداف العاصمة الفرنسية وعدم الاكتفاء باختطاف الفرنسيين في منطقة الساحل، بدليل تجاوبها السريع مع فحوى البيان الذي نشره هذا الأخير على عدد من " المنتديات الجهادية " واتجاهها نحو تغيير خطتها الأمنية ومد شبكتها على كافة مناطق جنوب الساحل وشبه الجزيرة العربية .
يحدث هذا، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر مطلعة لـ"الشروق" أن بعض الأوساط الفرنسية تحذر الرئيس ساركوزي من مخالفة الجزائر فيما يخص قانون دفع الفدية للإرهابيين، خاصة أن هذا الأخير يبذل كل جهده من اجل إطلاق سراح الرهائن، ويلعب كل أوراقه من اجل حفظ ماء الوجه، ولو اقتضى الأمر الخضوع لكل مطالب الإرهابيين، بعد الفشل الذي سجله خلال عمليات الخطف الأولى والثانية، أين تدنت شعبيته إلى حدها الأدنى، خصوصا أن الرهائن هذه المرة عددهم خمسة .