خلافات بشأن تطوير العمل بقمة سرت القادة العرب يبحثون تفعيل العمل العربي المشترك (الفرنسية)
كشفت القمة العربية الاستثنائية المنعقدة في مدينة سرت الليبية عن انقسام المجتمعين بشأن تطوير آليات العمل العربي المشترك، وإصلاح جامعة الدول العربية بين مطالب بإيقاع سريع للإصلاح وآخر على نقيضه وثالث بينهما، وتبحث القمة أيضا مستجدات الملف الفلسطيني والوضع في السودان.
عن التوقعات بنتائج القمة -التي تختتم اليوم- قال مراسل الجزيرة محمد بابا ولد أشفغ إن الأجواء توحي بوجود خلافات حول وثيقة آليات تطوير العمل العربي المشترك وإصلاح الجامعة العربية، مما يضع احتمالات تبني الوثيقة دون تعديل موضع الشك، وهو ما يمهد لتعديل الوثيقة أو تأجيل البت فيها للقمة العربية العادية المقبلة.
وفي السياق قال الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي للجزيرة إن إصلاح الجامعة لن يكون مهيأ إلا إذا توفرت الإرادة السياسية، وأشار إلى انقسام الدول العربية إلى ثلاث فئات بشأن الإصلاحات، فريق يقوده ليبيا واليمن ويريد إيقاعا سريعا للإصلاحات ويطرح تحويل الجامعة إلى اتحاد عربي ومفوضيات.
أما الفريق الثاني -وفق زكي- فهو على النقيض لا يريد أن يمضي قدما في هذا الطريق، باعتبار أن الأوضاع غير مهيأة الآن.
ويوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أن بلاده تقع بين هذين الاتجاهين مع غالبية من الدول العربية، وتدعو إلى تطوير في العمل العربي المشترك يتواءم مع الوضع العربي الحالي، أي التدرج في الإصلاح، مشيرا إلى اتجاه وسطي تبنته القمة الخماسية قبل أشهر باعتباره قاسما مشتركا لتطوير لصالح المواطن وليس لصالح ما أسماها هيكلات لا معنى لها.
وأعرب عن أمله بأن تنجح مصر بإقناع الدول العربية بالعمل على قاسم مشترك، مشيرا إلى سعيها إلى المحافظة على إطار الجامعة موحدا للعرب وليس العكس.
القذافي ذكر القادة بقراراتهم السابقة (الفرنسية
تذكير بالإصلاح
وقد بدأت أعمال القمة العربية الاستثنائية في سرت بعد تأخير دام أكثر من ثلاث ساعات عن الموعد المقرر للجلسة الافتتاحية، وذكر الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمة الافتتاح القادة العرب بقرارهم الذي اتخذوه أثناء قمتهم العادية التي عقدت بسرت في مارس/آذار الماضي من أجل إنهاء مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك ومؤسسة الجامعة العربية حاليا.
وفي كلمته عقب افتتاح القمة قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن قمة سرت الاستثنائية تعقد في أول تطبيق لتوافق الرأي على عقد قمتين في العام والذي توقع صدور القرار بشأنه في قمة اليوم، مشيرا إلى أن جدول أعمال القمة يركز على العمل العربى المشترك وتطويره من الناحية التنظيمية والحركية والمبادرة السياسية.
وبشأن ما سبق تبحث القمة -وفق موسى- ثلاث وثائق، أولاها توصيات اللجنة الخماسية على مستوى القمة التي انعقدت في العاصمة الليبية طرابلس في يونيو/حزيران الماضي، وهى 16 توصية، ثم مشروع لبرتوكول يترجم هذه التوصيات إلى خطوات تنفيذية، وكذلك خلاصة مداولات اجتماع مجلس الوزراء التحضيرى لهذه القمة بشأن مقترحات التطوير.
وبعد أن أعطى الزعيم الليبي الكلام للرئيس الفلسطيني محمود عباس توقف البث التلفزيوني وأعلن عن تحول الجلسة إلى مغلقة.
الملف الفلسطيني
وبشأن الملف الفلسطيني نقلت وكالة رويترز للأنباء عن أحد مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله إن الأخير أبلغ القادة العرب بأنه سيطلب من الولايات المتحدة اعترافا رسميا بدولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 في حال استمرار توقف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بسبب رفضها تجميد الاستيطان.
ولفت المصدر الفلسطيني إلى أن الفكرة طرحت في اجتماع لجنة المتابعة العربية في سرت أمس الجمعة بهدف ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لوقف الاستيطان في الضفة الغربية.
وكانت لجنة المتابعة قد دعت في ختام اجتماعها إلى عقد اجتماع خلال شهر للنظر في البدائل التي طرحها الرئيس الفلسطيني للتعامل مع توقف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان الإسرائيلي.
وكشف صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية للجزيرة أن البدائل المقترحة تشمل دعوة الإدارة الأميركية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67، إضافة إلى إمكانية الذهاب إلى مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وشدد على أن السلطة الفلسطينية تريد وقفا تاما للاستيطان لا مجرد تجميد.
يشار إلى أن سرت ستستضيف غدا الأحد أعمال القمة العربية الأفريقية.
المصدر: الجزيرة + وكالات
أخبار الجزيرة