عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: المعاني الدلالية السبت نوفمبر 13, 2010 12:10 am | |
| المعاني الدلالية
بقلم: جودت مناع
نوفمبر, 2010 10:02 م أن يعيش الكاتب وحيداً على أرض ذهنية متوهجة وحسي مزدوج وهو يمعن النظر في سمائه مكان تألق الكون في أحضان يدير ظهره إلى النصف اللآخر من هذا الكون، بذلك يقرأ الكون عبر كلمات مصهرة فإنه يرحل فكراً في فضائها.
البحر هادئ لكنه يسافر..جزءاً منه إلى الأرض يضرب الشواطئ داخله هادئ بقايا كرسات الأمواج تختفي على اليابسة.
هذه العلاقة بين البحر وشواطئه لاتختلف عن علاقة الإنسان بالكلمات..إنها أشبه بتكر أمواج ناعمة على رمال بيضاء تقبل على الرمال ثم تتراجع إلى أطراف البحر تتبدل مياهه كأنها عناق يترك بللاً على الكتف ويكشف حبات رمل سوداء في محيطها الأبيض.
الكلمات رموز مثل صور الطبيعة لكنها ليست شبيهة بلوحة فنية رسمها فنان بريشة مبللة بالألوان، الأولى قد يطول فهمها..هي بحاجة إلى بصيرة وليس بصر لفهم أصل الوجود لكن الثانية يسهل فهم إيحاءاتها سوف يستغرقه وقتا أقل.
الكلمات أشد وقعا على العقل..هي رموز مباشرة يحولها العقل إلى معاني بسرعة. ومثلما المعاني هي ترجمة للرموز والإيحاءات إلا أنها متعددة ومتغيره في آن والإنسان مثل الطبيعة تماماً فالنسبية موجودة يحدد مستواها النشاط الفكري في محال العقل بمعنى أن الجمال له بصماته على النتيجة والنسبية لكنه نصف الكون..ر ينبثق عن الذات التي هي الأصل.
من هنا نشأت العلاقة بين القارئ والكتاب..أو الصحيفة أو الرموز المرسلة من وسائل إعلام أخرى كالراديو أو التلفزيون إلخ.
لعل تجميل الرموز والإحاءات وصولا لمعاني مستهدفة هو تعرض لعمليات خفاؤها قذر مثل مياه البحر المحتقنة مياها آسنة تماما هو فعل الإنسان الذي يمارس الدعاية والإقناع أو الاستمالة لعقل الإنسان في عملية استقطاب سلبية شاذة نراها في الطبيعة بألوان وروائح طيبة لكن مذاقها كطعم السم مع أنني لم أذقه لكنه معروف عنه بأنه يميت.
هناك فرق بين ردود الأفعال عن الانطباع القرائي فالبعض يكتفي يتوصيل الموز شفاهة، البعض الآخر كتابة وهو ما يميزها عن بعضها. الأولى مثل مسودة لفكرة أو قصيدة شعرية يقطعها الكاتب أما الثانية فتواكب روح العصر توثق رموزا بواسطة الحاسوب وهو ما يسمح لأجيال قادمة بالاطلاع عليها.
خلال قراءتي لكتاب جون ميرل الإعلام وسيلة وليس غاية صدر عام 1998 ذكر في صفحاته أن عهد تقليب الصفحات قد انتهى.
لم يكن ميرل ليعلم آنذاك أن تطور جهاز الحاسوب والانترنت لهذا المستوى والبدء بتخزين ملايين الكتب بواسطتها قد سمح بتصفحها.
إن الحركات الصادرة عن الإنسان تماماً مثل الحركات التي تصدر عن الطبيعة بحاجة إلى إلقاء الفكر في القاع لأخذ عينات والبحث ثم استخلاص النتائج>
تقليب صفحات الورق بالأصابع لا يختلف عن تقليبها بالـ (فارة) التي تؤدي وظيفة الأصابع ذاتها.
العنصر الجديد في العملية هو الإضاءة الصادرة عن شاشة الحاسوب مثل الورق بأنواعه المختلفة العادي والملون واللامع والمط إلخ. كلها مؤثرات تلقي بظلالها على الرموز لكنها تؤدي وظيفة ثابتة مما يبرز فرقا واضحا بين الوظيفة والفهم.
وهكذا فإن العلماء نجحوا بتحويل أفكارهم إلى حقيقة مضيئة عندما استحدثوا الصوت في الحاسوب بدلا من ىلة بريل التي تقرأ نقاطها باللمس على الورق لكنها في نفس الوقت الوظيفة ذاتها التي تقلب بها الصفحات الورقية والحاسوبية وهكذا يرسل البحر أمواجاً يتغير لون مياهها عندما تتكسر على الشاطئ ستظل مبهمة إلى أن يكتشف غموضها. ومن ذلك تغير لون المياه عند تكسرها على شاطئ البحر إلى الأبيض بدلا من اللون الأزرق.
كاتب صحفي ومستشار في الإعلام
Jawdat_manna@yahoo.co.uk | |
|