تهاني العيد فئة خمس نجوم
(كل عام وانتم بخير)
د.محمد رحال
السويد.2010/11/14
قبيل كل عيد اعتدت على إرسال تهاني الخاصة إلى الفقراء المطحونين من أبناء أمتي ، وما أكثرهم ، وأعدادهم تتزايد مع التصاعد الهرمي لأكياس المال المسروقة من جيوبهم على يد الفساد المنظم الذي يديره النظام العربي ، وهي تهاني قلبية أرسلها إلى الأم العربية والمسلمة ، تلك الأم التي تنال من أنواع الظلم أشكالا وألوانا متفاقمة أهمها الحرمان الشديد وانتهاك كل الحقوق واستعبادها كأم منهكة ، أو عاملة مستغلة ، أو جسد يسوق له الإعلام الصهيوني كل ماانتجته مفاسد الغرب عبر الإعلام العربي الأكثر صهيونية ، من اجل إفساد آخر حصون القيم العربية والإسلامية ، ورأيت فيها الأم التي جف حليبها ونشفت عيونها من السهر على عائلة أهان النظام العربي زوجها وسرق منها أولادها وتركها في مهب الأحزان المتوالية والمصائب المتوانية.
تهاني العيد كانت تذهب من أعماق القلب وسحر العين إلى مقاوم في العراق ومجاهد في أفغانستان وشيخ قال كلمة الحق مناصحة لأمير سكير عربيد ألغى تعليم القران بحجة السعودة وأحب أن يهدي الغرب والشيطان هدايا العيد المفرحة ، فخرج الشيخ من ديوان الأمير محمولا مسجى بعد أصابته بأزمة قلبية نتيجة لرد قاس اعتاد عليه أمير مكة لأنه من أدب الأمراء في احتقار الرعية ، وخرجت روح الشيخ إلى بارئها وهي تلعن كل من دعا إلى السعودة وغيرها من دعاوى التفريق بين امة أرادها الله امة واحدة ، وأرادها جند إبليس أمما وشعوبا في كل واد عصا.
كانت تهنئة العيد ترسل إلى طفل جائع في غزة أراه يقضم كسرة خبز يابس بعد أن يأس من وصول مساعدات ظلت حبيسة الأرقام والجداول والاصفار والتي تشبه تماما أصفار التنمية العربية ، والتي يسمع بها المواطن العربي ولا يحس بها أو يراها ، وكانت تلك التهنئة تصل إلى كل المواطنين الذين هم على جانبي الحدود في البلدان العربية والتي اقفلها الحاكم الجبار العربي تنفيذا لتوصيات البروتوكولات الصهيونية ورفع على كل بلد مقسم راية تقسيم وجيش يحمي الطائفية والتقسيم ويحرم الأمة من أي أمل في التقارب أو الوحدة .
ولكني في هذا العيد فقد قررت أن لاارسلها لهؤلاء ، لأنها لا تصلهم ، فقد وصلتني آهاتهم التي تقول شكرا لك فنحن وفي ظل الحكومات العربية لايصلنا العيد أبدا ، ولانراه ، ولانعرفه ، فالعيد له رجاله وناسه ، والعيد يمر عبر وسائل الإعلام العربية مفبركا كانتصاراتها وصمودها ، ولهذا فقد قررت تصحيح العنوان وإرسال تهاني العيد إلى الطرف الآخر ، وهو الطرف القادر على شراء خروف العيد ، ولباس العيد ، والتمتع بمباهج العيد ، والتي صارت تكاليفه أرقام فلكية تتسابق مع تكاليف الحج والذي تحول إلى تجارة وصد عن سبيل الله ، بعد أن كان مجانيا ، وكانت الإقامة في مكة والمدينة مجانية قبل أن تصادر الأراضي لتبنى خوازيق وأبراج عمرانية يمتلكها مجموعات بشرية لاعلاقة لها بفرائض الحج أو الإسلام .
التهاني بمناسبة العيد هذا العام أرسلها للحاكم العربي ، وهو أهل لها ، واخص منهم حاكم سرق أموال شعبه ثم خسرها على موائد القمار في لوص انجلوص، والى حاكم عربي جعل من نفسه جاسوسا للصهيونية يعطيهم المعلومات الشخصية عن المقاومين والشرفاء لقصفهم بصواريخ القتل والإبادة ، والتهاني أرسلها لقائد عربي تقدمي لم يجد لاماكن الدعارة مكانا إلا إلى جانب جدار أقدم مسجد إسلامي في إفريقيا ، واهديها إلى حاكم عربي طيب لم يتزوج في حياته لأنه اكتفى بممارسة اللواطة مع الحسان من شباب وطنه ، واهديها لزعيم أضخم من وحيد القرن يفتخر بالاحتلال ويعتز به ، واهديها لزعيم مقاومة عربي يقاوم طوال يومه في ساحات الكباب العربي ، كما اهديها للإعلام العربي الذي ينتظر الإخبار من وكالة رويتر ، واهدي تحية العيد إلى وزير أوقاف عربي حمد الله بسبب إغلاق القنوات الدينية ، كما واهدي تحية العيد إلى مفتي بلد عربي لايحمل شهادة شرعية ، واختار له مستشارا مسيحيا ، ومع إهدائي له فاني أطالب تلك الدولة بترشيح المستشار مفتيا بدلا من المفتي ، كما واني أحب أن أوصل أعظم الإهداء إلى شيخ الإفتاء الذي أباح الرضاعة للكبير فأتاح وأباح النهود والأثداء لجياع الرضاعة ونحيفي الأجسام وأوجد حلا لنقص الكالسيوم في عظام الفقراء في امتنا.
تحية العيد اهديها لزعيم عربي نصف بلاده عشوائيات والنصف الآخر فوضويات ونصف شعبه يعمل اجيرا عند الأمم ، ودولته موزعة بين أقاربه ثم يتحدث عن الاشتراكية والصمود ويطعم شعبه شعارات القومية والعروبة والصمود ، واهدي تحية العيد لزعيم عربي مؤمن أحب نشر الهداية الربانية بين عاهرات روما فجمعهن عاريات وأهداهن القران الكريم وقبلات الهداية الربانية ، اهديها إلى زعيم عربي بلغ من العمر عمر إبليس ومازال يلهث وراء الغواني ولم يخجل حتى من أولاده.
اهدي تحية العيد إلى حاكم عربي جاهل لايعرف فك الحرف العربي ، وهوايته قتل الذباب، ومستشاريه في واشنطن وأرصدته في تل أبيب.
واهدي تحية العيد إلى الأحزاب العربية الإسلامية والتي يستمتع قادتها بسماع سب الصحابة وحملة القران ، وهذا من اجل الحفاظ على اللحمة والوحدة الإسلامية ، كما واهدي تحية العيد إلى اليسار العربي الذي اتحد ليعمل في خدمة بريمر وتحت حذائه.
اهدي تحية العيد إلى الملايين من أتباع اليسار واليمين العربي والإسلامي في بلد يستقبل فيه وفد الصهيونية ولا يحتج عليه إلا العشرات من تلك الملايين.
تحية العيد اهديها إلى الجاليات الفلسطينية في تشردها والذين لانسمع لهم صوتا في أنحاء العالم وكأنهم موتى هم وجمعياتهم ، فكيف ينصر العالم قضية مات أبناؤها أو انصرفوا إلى نقد الآخرين .
كان بودي أن أرسل تلك التحيات إلى من أحب ولكني علمت أن النظام العربي الأمني يصادر كل التحيات والتهاني ، ثم يحولها بقدرة قادر ومستبد إلى الزعيم العربي الذي لم يعد يرى أو يسمع إلا أصوات المديح من حاشية منافقة وشعب مستعبد، ولا يحلم إلا ببناء السجون يجمع بها المعارضات ليتلذذ بتحويلهم إلى بشر سلبت منهم إنسانيتهم وكرامتهم وبشريتهم ليمتهن أعراضهم صباحا ومساء ويمر عليهم الدهر الطويل وهم يتمنوا الموت ولا يجدوه، هذا الحاكم الجاهل والغبي اهديه تحية العيد قبل أن يصادرها الجهاز الأمني الحاكم رغما عني .
موضوع: تهاني العيد فئة خمس نجوم 
الأحد نوفمبر 14, 2010 9:32 am