ربي أتيت إلى رحابك شعر: محمد اسحق الريفي
ربّـــي أتـيــت إلـــي رحـابــك أضـــرعُ
وبـــذلـــةٍ كــــــفّ الــضــراعـــة أرفـــــــعُ
قـــد جـئــتُ للـبـيـت العـتـيـق ملـبّـيـاً
ومــنَ الـذنـوب إلـيـك قلـبـي يُـهــرعُ
روحـي تعانـق طـيـفَ أحـمـدَ كلّـمـا
طـــاف الحـجـيـج ولـلإلــه تـضـرّعـوا
وثـمـار هــدي محـمّـدٍ قـــد أيـنـعـت
فـــــي كــــــلّ نــاحــيــةٍ أراه وأســـمـــعُ
بيـن الصفـا والمـروة القلـبُ الــذي
قـد تـاه يسعـى عــلّ سعـيـي يشـفـعُ
فاغـفـر ذنـوبـاً كالجـبـال تـنــوء بـــي
أخشى العذاب فإنّ عفـوك أوسـعُ
لـلـكـعـبــة الأرواحُ تـــهــــوي دائـــمــــاً
هـــي بــــاب عــفــوٍ لـلـعـبـاد مُــشــرّعُ
رسَم الحجيجُ جمـالَ دِيـنٍ حولهـا
مـــطّـــوّفــــون وعـــاكـــفــــون وركّــــــــــعُ
نفـحـات ربّــي فــي رحــاب بهـائـهـا
للنـاس نـورٌ فــي القـلـوب يشعـشـعُ
كم ماء زمزم قـد روى حبّـي لمـن
سـكـنــوا بــــوادٍ مــجــدبٍ لا يُـــــزرعُ
أحيـاه ربُّ البيـت فاخـضـرّ الـثـرى
فـالــديــن والإنــســـان حــــــيٌ يـــرتـــعُ
عرفات زادُ الرُّوحِ كي تقوى على
شيـطـان كـفـرٍ والـوســاوسَ تـصـفـعُ
سجدتْ دموعُ التائبين علـى ثـرى
عـرفــات والتـسـبـيـحُ بــابَــك يــقــرعُ
أجـثـو عـلـى عتـبـات عـفـوك نـادمـاً
وألــــــحّ ربّـــــــي راجـــيــــاً لا أجـــــــزعُ
وغسلت في بحـر الندامـة حوبتـي
عــلّ الـفـؤادَ عـــن المـعـاصـي يـقـلـعُ
يــــا هــــذه الـدنـيــا رمـيــتــكِ عــازمـــاً
وطفقـتُ حبَّـكِ مــن فــؤادي أنــزعُ
نــفــحــات طَــيْــبــة لــلــفــؤاد بـــــــراءةٌ
إنّــــي بــحــبّ هــــواك طَـيْـبــة مــولـــعُ
ورجـعـت مــن تـلـك الـديــار متـيّـمـاً
والـقـلـب يــــا ربّــــي بـحـبّــك مــتــرعُ
شوقـي إلـى البـيـت العتـيـق تـضَـرّعٌ
لله مــــــن قـــلــــبٍ يـــئــــنّ ويــخــشـــعُ
أن فاض شوقي والحنينُ بأضلعي
يـدمـي الـفــؤادَ ومـنــه عـيـنـي تـدمــعُ
يـهـوي إلــى أمّ الـقـرى قلـبـي كـمــا
يـهــوي إلــــى الأمّ الــــرؤومِ الــرّضّــعُ
وتذوب من فرط الحنين إلى مِنى
فـي يــوم تـرويـة الحجـيـج الأضـلـعُ
فــأحِــجَّ عــبـــداً يـــــا إلــهـــي رُوحُـــــه
ظـلّــت تـحــجّ الـبـيـتَ أنّــــى تَــرجــعُ