الاتصالات اللبنانية: بإمكان اسرائيل اختراق شبكة الهاتف اللبنانية تسريبات تربط بين حزب الله ومسؤول حماية رفيق الحريري
عقد في وزارة الاتصالات اللبنانية يوم الثلاثاء مؤتمر صحفي بحضور وزير الاتصالات شربل نحاس والنائب في حزب الله حسن فضل الله، شرح فيه مهندسون السبل التى يمكن من خلالها لاسرائيل ان تخترق تقنيا شبكة التخابر اللبنانية.
وافادت مراسلة بي بي سي في بيروت ندى عبد الصمد ان هذا المؤتمر يأتي بعد يومين على بث تلفزيون "سي بي سي" الكندي تقريرا مثيرا للجدل تناول فيه معلومات ووثائق يقول انه حصل عليها من مصادر في الأمم المتحدة على علاقة بالتحقيقات الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري.
وتطرق تحقيق "سي بي سي" الى معلومات نشرت مؤخرا عن تغيب العقيد وسام الحسن المقرب من رئيس الحكومة الحالية سعد الحريري يوم اغتيال والده في 14 فبراير/ شباط 2005.
الا ان أوساطا مقربة من رئيس الوزراء اللبناني شككت مباشرة في صحة هذه المعلومات حسبما تفيد مراسلتنا.
وتنقل مراسلتنا عن هذه الأوساط وصفها لهذه المعلومات بالمفبركة، وإشارتها إلى أن الحسن سبق أن أعلن أن غيابه في ذلك اليوم كان بسبب تكليفه من قبل رئيس الحكومة المغتال ببعض المهام.
وقالت المحطة في تقريرها إن هناك شكوك تحوم حول الحسن مسؤول حماية رفيق الحريري حينئذ ورئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي حاليا ـ باعتبار أن حجة غيابه يوم الاغتيال كانت ضعيفة.
يذكر أنه لم يصدر في بيروت أي تعليق رسمي حول التقرير المذكور.
الامم المتحدة قلقة
وقالت سي بي سي الكندية في برنامجها الوثائقي إن حزب الله "متورط بشكل مباشر في اغتيال الحريري"، فيما أعربت الامم المتحدة عن قلقها ازاء التسريبات التي تتداولها وسائل الاعلام وقالت "ان هذه التسريبات قد تؤثر على التحقيق الذي يقوم فريق الامم المتحدة".
ورفضت الامم المتحدة التعليق على ما جاء في البرنامج الذي بثته المحطة الاثنين لكن فرحان حق، احد المتحدثين باسم المنظمة الدولية، اعلن ان "الامم المتحدة طلبت من المحطة تسليمها الوثائق التي بحوزتها لكي يقوم المحققون الدوليون بتقييمها".
وقال البرنامج إن المحققين الدوليين يشكّون بوجود تعاون بين الحسن وحزب الله في عملية الاغتيال.
وأضاف أن الادلة التي حصل عليها تشمل ارقام الهواتف النقالة وغيرها من وسائل الاتصال التي تم استخدامها في عملية التفجير التي اودت بحياة الحريري و22 شخصا اخر.
وأوضح البرنامج ان المحققين الدوليين استعانوا بشركة بريطانية تعمل في مجال الاتصالات لرصد ثمانية ارقام هواتف نقالة استخدمت في عملية الاغتيال، وان الشركة توصلت الى الارقام الثمانية التي استخدمت في عملية رصد ومراقبة الحريري لعدة اسابيع قبل الاغتيال.
واشار الوثائقي الى ان الضابط المهندس في قوى الامن الداخلي في لبنان وسام عيد عثر بعد تحقيق مطول على ادلة تربط بين حزب الله وعملية الاغتيال، لكن عيد ما لبث ان اغتيل بعد ايام من ابلاغه المحققين الدوليين بما توصل اليه، ما دفع التلفزيون الكندي للقول ان فريق التحقيق "يرى ان حزب الله تمكن من اختراق التحقيقات التي كان يقوم بها المحققون الدوليون في لبنان وهو ما قاد الى اغتيال وسام عيد".
كما تحدث التقرير عن ان التحقيقات التقنية في شبكة الاتصالات قبيل وبعيد اغتيال الحريري اظهرت ان اتصالات حصلت مع هاتف في جامع الرسول الاعظم في ضاحية بيروت الجنوبية.
وكان امين عام حزب الله حسن نصر الله قد اعلن منذ فترة ان القرار الظني في هذه الجريمة يرتكز بشكل اساسي على الاتصالات الهاتفية التى حصلت قبيل وبعيد اغتيال الحريري، مشككا في هذه الاسس، ومعتبرا ان اسرائيل يمكن ان تخترق تلك الشبكة لتوجيه الاتهام لحزب الله.
نقلا عن الشرق الاوسط