انتخابات زائفة لنظام لايزال يحتقر مصر والمصريين ومرعوب من الحرية وسيادة القانون ومزق أوصال مصر وجعل السيادة فيها للبلطجية
تابع المصريون والعالم أجمع ما يسمى بانتخابات مجلس الشعب بالأمس الأحد، وشاهدوا بأنفسهم ما كنا نحذر منه ونوصفه وكأننا نراه رأي العين من تزوير وبلطجة وتسويد للبطاقات وإغلاق للجان وإرهاب للخصوم وعدم وجود أي رقابة حقيقية قضائية أو حقوقية ، هذا النظام الذي يستمر في خداعنا والكذب علينا يصر على احتقار مصر والمصريين، حيث يصر دائما اختيار الأسوأ من النظم والتشريعات والأساليب والوسائل والقرارات التي جعلت من الانتخابات مهزلة بكل المقاييس، تحتاج لإرادة سياسية ولنظام شريف يريد بالفعل النهوض بهذا البلد وليس إغراقه في مستنقع الفساد والاستبداد تنفيذا لإرادة أعداء مصر الذين لا يريدون رؤية مصر تنافس وتأخذ مكانها الذي لا يمكن أن تتبوأه وهي تحكم بهذا المستوى من الانحطاط الحضاري.
فمنذ البداية ومن اليوم الأول عزم النظام على أن يدوس على القانون ويلقي بأحكام القضاء في سلة المهملات ويصر على فرض الطغيان والاستبداد وأبعد المئات من المرشحين من المنبع بشكل لا يعكس إلا سياسة البلطجة التي باتت الآن في كل المجالات وعلى كل المستويات، فليس البلطجي هو من يمسك الجنزير والشومة أو السنجة ويمارس الاعتداء المادي وإرهاب الخصوم وأنصارهم، ولكن البلطجي الأكبر هو من ينحرف باستخدام السلطة ويجعل من السلطة أداة للسيطرة والبطش وتشريد الخصوم وانتهاك القانون كما يفعل نظام مبارك الذي أصبح خطرا على مصر لأنه أصبح منتجا لكل القيم الرديئة فهم يعلمون الشباب والأجيال أنه لا حل سوى البلطجة، وأن القانون لا قيمة له، وأن الشطارة هي بالاحتيال عليه، وأن التزوير هو من محاسن الأخلاق وبالتالي فلا يجب أن نتعجب عندما تنهار القيم والأخلاق في المجتمع.
النظام الفاسد لا يستحي الآن وهو يهلل للانتخابات التي حدثت ويصفها بأنها عرس للديمقراطية (!!!) محاولا أن يبيع الترام للناس ويعمل من الفسيخ شربات ويحاول تأسيس مشروعية على عملية فاسدة وباطلة من أولها لآخرها حيث يراهن النظام على اغتصاب المقاعد استنادا لشرعة (سيد قراره)!!!.
لقد أفسد هذا النظام كل شيء في مصر، وأخطر ما أفسدوه هو الإنسان المصري، الذي انهارت أمامه كل القيم التي تحتاجها الشعوب لكي تهض، فلم يعد ما يجري في مصر من بلطجة وعنف وشراء أصوات وسفه في الإنفاق لدرجة جعلت الناس تتساءل إذا كان هؤلاء ينفقون عشرات الملايين للحصول على النيابة والحصانة فهل يساوي المقعد بالفعل كل ما ينفق عليه، وإذا كانت الانتخابات للعصبيات الجاهلية والعائلية ولأصحاب الثروات الفاسدة فهل هذه هي الطبقة السياسية التي يمكن أن تراقب الحكومة أو تمارس التشريع، أم أنهم طبقة أخرى من الهبيشة والمفسدين الذين يريدون الحصول على نصيبهم من الكعكة وحماية مصالحهم وفسادهم هم وعائلاتهم.
مبارك ونظامه يعتقدون أنهم فازوا في الانتخابات كما هم يعتقدون أنهم مبعوثي العناية الإلهية لمصر وأنه يجب أن يستمروا في الحكم بأي وسيلة حتى يموت مبارك على الكرسي ومن بعده يرث ابنه عرش مصر، وهم قدموا ما يجعل أمريكا وإسرائيل راضية عنهم وليس مهما الشعب الذي يقمعونه بالآلة البوليسية الإرهابية، وها هي وثائق ويكيليكس قد بدأت في الظهور لتفضحهم ولتكشف للجميع مدى عمالة هذا النظام الذي يجري التستر عليه الآن دوليا، ومدى ضلوعه في التآمر حتى على الدول العربية والإسلامية نفسها.
مصر في خطر عظيم تحت نظام الطاغية العجوز المستمر في تدمير كل مقومات التقدم والتطور والنهوض.
******************************