في ذكرى الانتفاضة : كفانا تدجينا لأطفال الحجارة
اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الكبرى التي استمرت سبع سنوات كاملة بالتمام والكمال من 1987 الى 1993 وقادها كما تمت تسميتهم في ذلك الوقت جنرالات الحجارة وهم أطفال صغار في عمر الزهور أيسوا من الأنظمة العربية وعلموا أنها لن تحرر لهم وطنهم من المغتصبين فقاموا بالانتفاضة على هذا الوضع المزري عربيا وعالميا بعد أن تواطأ المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة والتي أقرت التقسيم واعترفت بالكيان الصهيوني دولة غير مشروعة على أرض فلسطين العربية وكان الثمن في هذه الانتفاضة العارمة أكثر من ألف وثلاثمآئة شهيد وحوالي عشرين الف معتقل واكثر من مآئة ألف جريح ولكن المجتمع الدولي فرضت عليه معادلة جديدة مفادها أن هذا الشعب من حقه تقرير المصير وأن يتحرر من ربقة الاحتلال ولكن يقع اجهاض هذه الثورة الشعبية عن طريق تزييف ارادته في التحرر وتقرير المصير عبر مسرحية اتفاقية أوسلو التي لم تؤدي سوى الى ما نلاحظه حاليا من انقسام في الصف الفلسطيني بين من يقبل بالتفاوض مع العدو آملا أن يحصل على مكاسب وبين من يقاوم آملا أن يحرر بالسلاح ما انتزع من الأرض وتقع محاصرة المقاومين الذين قادوا انتفاضة الحجارة بعد أن كبروا وأصبحوا قادرين على حمل السلاح ورأينا نماذج من بطولاتهم النادرة وصمودهم الأسطوري في العدوان على غزة وفرض معادلة جديدة وهي أن المقاومة لها كلمتها ولها موقفها ولكن للأسف هناك تآمر عربي ودولي يتعاون من أجل حصار وتدجين هذه المقاومة وشيطنتها تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان فلم نظلم أولئك الفتية الذين بهروا العالم وهم أطفال وكذلك وهم شبان فلم لا نأخذ بيدهم الآن ونحميهم وندافع عن موقفهم ونسندهم اعلاميا و سياسيا حتى نفرض الحل الصحيح لقضية فلسطين وهي تحرير الأرض وعودة أصحابها اليها وكذلك عودة الصهاينة الى بلدانهم الأصلية وبذلك فقط نكون قد وصلنا الى حل عادل ونهائي لهذه القضية والا فان الأمور في الشرق الأوسط لن تستقر ولن يتحقق سلام ما لم يحصل ذلك ويجب ان نرفع أصواتنا بهذا الموقف عاليا ليسمعنا كل العالم ولا نخشى أن نخسر مواقف بعض الدول فأمريكا الدولة القوية والعظمى التي كانت تساند الكيان الصهيوني بكل قوة وصلف قد صارت الآن في أحلك أيامها وانها في منزلة سياسية وعسكرية وأعلامية واخلاقية لا تسمح لها بأداء ذلك الدور كما كانت سابقا وهنا ياتي دور الجماهير العربية للضغط على الحكام العرب من اجل استغلال هذا الظرف للاستفادة منه لفائدة القضية وأما الأنظمة فان الرهان عليها خاسر بعدما رأينا من مواقف الكثير منهم ان لم يكن متخاذلا أو متآمرا فانه لا مبال و لذا فان المعول عليه هو الجماهير العربية وليس غيرها وعليها أن لاتغيب عن المنازلة القادمة حيث التحرير النهائي والناجز وفك الحصار عن المقاومة ودعمها وعدم تمكين الأعداء و المتآمرين من أبناء هذه الأمة من تدجين المقاومة.
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/