أسرار الزوجة وأسرار الزوج

هل أخفيت سراً عن زوجك يتعلق بماضيك أو«حاضرك»؟ أو هل فاجأك زوجك بسرَّ من أسراره؟! هنا الأزواج يزيحون النقاب عن أكبر ما لديهم من مفاجآت إلى جانب أنهم يتعلمون أي الأسرار يفشونها وأيها يحتفظون بها لأنفسهم.

في أي علاقة مثالية ستجدين أنك لا تخفين سراً عن زوجك وبالمقابل لن ينتابك شعور بالقلق إن كان يخفي عنك شيئاً، لأن حياته هو أيضاً ستكون بمثابة كتاب مفتوح بالنسبة لك.

إلا أننا نعيش الواقع، ومن ثم نجد أن الأزواج الأكثر مثالية أيضاً يخفون بعض الأشياء عن بعضهم بعضاً. بالنسبة لغالبيتنا نجد أن السرَّ الذي من شأنه إنهاء كل الأسرار «والعديد من الزيجات» هو وجود علاقة – وأن أحداً لن يتهرب من العواقب الوخيمة للخيانة.. لكن حتى الأمور البسيطة من الخداع بوسعها إنهاء أي علاقة، ووقتها يصعب وضع خط فاصل بين ما هو ضار وما هو غير ضار.

وبغض النظر عن أي شيء، فإن إخفاء الأسرار إنما هو دروب الحماية. فالسرُّ قد يكون مجرد محاولة لوقاية نفسك من الطريق، إخفاء أمر ما لا تريد أن يعرفه شريك حياتك، «على سبيل المثال بعض الصور الفوتوغرافية قبل الارتباط الفعلي بشريك حياتك» وقد يكون الغرض من إخفاء الأسرار هو حماية الشخص وتجنيبه الشعور بالقلق أو الغيرة من دون ضرورة وهذا كله ليس أمراً سيئاً. السرُّ البسيط قد يتسم بالإثارة. لكن كيف تزيح النقاب عن شيء يمكن أن يمرَّ بسلام وعن شيء آخر قد يستوجب اعترافاً.

تقول ميرا كيرشينبوم، خبيرة العلاقات ومؤلفة كتاب (هل هو هذا الزوج المثالي الذي لا يخطئ): لو أن هناك سراً من شأنه التأثير على مستقبل الشريك أو على حياته معك إذاً فإن له الحق في معرفته. وهذا يشمل أي شيء من الماضي له انعكاسات في الحاضر «مثل الديون، حالة طبية مزمنة، علاقات عاطفية أو جنسية في الماضي» أو أي شيء في الحاضر قد يؤثر في المستقبل «قلق بشأن الصحة أو تدهور بالوضع المهني».

كحال العديد من الأزواج الذين يكتشفون بعد فوات الأوان أنه عندما تخفي سراً يكون له تأثير كبير على أسرتك، فإنك تواجه تأثيراً مزدوجاَ حين ينكشف هذا السر في النهاية. فبعد أن تعصف أمواج الصدمة الأولى بكيان الأسرة فإنك تعاني من هزات تابعة أحدثتها مشاعر الخيانة وعدم الثقة. فحين تفاجأ بهذا السر الكبير فإنه من الطبيعي أن يجول بخاطرك السؤال التالي: لماذا لم تخبرني؟ فأنا الشخص الوحيد في هذا العالم الذي من المفترض أن يعرف ويفهم! ولكن حسب ما يقول الخبراء فإن الأسباب التي يخفي من أجلها الرجال – على وجه الخصوص – الأسرار إنما هي أسباب متعددة المستويات.

حتى لو كان السرُّ يبدو بالنسبة لك أمراً هيَّناً أو تافهاً، لكن لا بد أن تكون منفتحاً مع شريكك، خاصة لو تعلق الأمر بموضوع أبدى شريكك فضولا بشأنه أو كان له رأي قوي فيه.

وينصح الدكتور هارفيل هيندركس، مؤلف كتاب (الحصول على الحب الذي تريده)، بمجرد أن تكون جاداً في علاقتك مع شخص ما ابدأ بسؤاله «هل هناك شيء تود معرفته عني وأنا لم أخبرك به بعد؟! فتلك هي أسلم الطرق لتحصين العلاقة الزوجية من أي أسرار قد تبدو لصاحبها تافهة، لكن شريكك لا يراها كذلك!

ويؤكد الخبراء أيضاً أنه على الرغم من أن الشفافية هي أمر أساسي في أي علاقة صحية، إلا أنه مع ذلك فهم يرون أن هناك أسراراً لن تقتله.

بالتأكيد الإخلاص هو أفضل سياسة – وهذا أمر سمعنا به منذ أن كنا في مراحل الدراسة الأولى وهذا لا يزال حقيقة. لكن بالنسبة لأي شخص كانت له علاقة طويلة الأمد فإنه يعرف أنه توجد ـ لا محالة ـ مساحة مذبذبة حين يتعلق الأمر بالاحتفاظ ببعض الأمور الشخصية، شرط ألا تكون ضارة ليس بها أكاذيب صريحة. فربما تكون ربحت علاوة أو مبلغاً إضافياً أو قمت بشراء سترة جلدية بهذا المبلغ من دون إخبار زوجك. وتقول كيرشينبوم: «حتى نحن المتزوجون فهناك أشياء خاصة بكل منا. إنه لأمر صحي أن يكون هناك شعور بأن هذا الأمر يخصني وحدي وليس أي شخص آخر». في الحقيقة أن الاحتفاظ بجزء بسيط عن خصوصيتك يضفي بريقاً على علاقة شريكك حيث إنه لو عرف كل صغيرة وكبيرة عن حياتك فمن أين يمكن أن تأتي روح المرح نتيجة إفشاء سر المستقبل؟

ولكن كيف نكشف النقاب عن جزء طالما أخفيناه في حياتنا؟ وبصورة أخرى.. كيف تفشي سراً طالما احتفظت به؟!

من الممكن البدء بتحديد موعد معه بحيث لا يتم الموضوع بتلقائية قد تسبب في الكشف عن هذا السر في وقت يكون هو فيه غير مستعد لسماعه. ومن الممكن أن تتم بهذه الطريقة: «هناك أمر مهم أود مناقشته معك، فهل من الممكن أن نتحدث الليلة معاً»؟

ويجب اختيار المكان المناسب ومن المهم تجنب إفشاء السرِّ في مكان عام مثل مطعم أو حجرة نومك التي يفترض أن تكون مكاناً للتجارب الإيجابية فقط!. يجب أن يكون هذا المكان آمناً وحيادياً، وعلى سبيل المثال: مكان خال أو حديقة.

ودائماً كوني مستعدة للاعتذار. تقول مستشارة الزواج ميرا كيرشينبوم: من الخطأ الكبير أن تحاولي إفشاء سر وكأنه ليس ذا أهمية.. عليك أن تقولي أنا آسفة، هناك شيء كان لا بد أن أخبرك به منذ فترة، لكن الخجل منعني، أتمنى أن تسامحني.

أيضاً من الأفضل استدعاء طرف ثالث محايد، أفضل طريقة لإفشاء سر كبير يتم في وجود حكم. أحضر صديقاً يثق فيه كلاكما، وفي حال إفشاء مفاجأة من العيار الثقيل مثل دخولك في علاقة مع شريك آخر على سبيل المثال، فعليك إحضار مستشار زواج وليس مجرد صديق.

مراعاة طريقة إفشاء الأسرار قد تساعد في التخلص من هم وحمل ثقيلين. وهذا الحمل من الممكن أن يتحول إلى كارثة إذا لم تتم معالجته على قدر كبير من الحساسية والشعور بالحاجة إلى إشراك الطرف الآخر فيه.