علي عضو نشيط
عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 22/03/2010
| موضوع: لهذا نجحت اسرائيل في إبعاد هؤلاء السبت ديسمبر 18, 2010 7:39 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم من استطاع أن يزيح أو يزيل هذه الموانع والعقبات فلا خوف عليه .. فهو في أمان ما بقي الدهر ..من استطاع أن يعبر كل هذه الصعاب .. فلن تكون أمامه بعدها صعاب .. من كبر وصام وحمل الثقال من السلاح والهموم ورجع وهو منصور مجبور فالله معه ولن يخذله ما التزم بأسباب النصر والنجاح .. من رسم وخطط ودرب وهندس وأعد ما استطاع من قوة ثم توكل علي الله فلا بد أن يكون الله وكيله وهو حسبه ونعم الوكيل ..
إنها المعجزة التي حدثت وبهرت .. معجزة عبور أعقد مانع وجد في التاريخ .. وكما قال رئيس الأركان الإسرائيلي حينها : تحتاج مصر لعبور هذا المانع إلي سلاح المهندسين الأمريكي والسوفيتي معا لتنجح في تخطيه ان استطاعت .. إنها بدر القرن العشرين .. فبدر الأولي أول انتصار .. وبدر قرننا آول انتصاراتنا .. بل وفي قلة من الزاد والعتاد .. إن كل جندي عبر .. كان يحمل القليل من الزاد ليحمل الكثير والثقيل من السلاح والزخيرة .. كان يحمل 2 كجم من الطعام , 2,5 لتر من المياه فقط ليحمل 25 كجم من السلاح والزخيرة .. بجانب جر عربات تحمل مدافع صغيرة وزخيرة لمواجهة دبابات ومدرعات العدو بل وطائراته وألغامه في مواجهة المستحيل إلي أن يأتيه السلاح الثقيل ولا يدري متي سوف يأتيه؟!
إن مجرد إخفاء نية العبور عن العدو حتي لا يفاجأ الجندي المصري بجيش اسرائيل (18 لواء مدرع ) أمامه وهو يعبر لربما كانت كارثة .. إن ما حدث من خداع نوع من المستحيلات التي تحققت .. ( اتخذوا منهم جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض ) ( هم في رباط إلي أن تقوم الساعة ) وما عليك أخي إلا أن تبحث عن : ما معني الرباط والمرابط لتفهم مقصد من لا ينطق عن الهوي .. وها هي العقبات التي لم تصمد أمام التكبير والإيمان والإعداد الجيد والأخذ بالأسباب :
إن القناة لم تكن مشكلة العبور الوحيدة , فالعائق في الحقيقة كان مثلثا : القناة , الساتر الترابي وخط بارليف .. وكل منها عائق رهيب بما فيه الكافية , ولكل مشكلاته الاقتحامية الخاصة , واجتماع العوائق الثلاثة جعل عملية العبور في منتهي الصعوبة. وهناك ثلاثة عوائق أخري ثانوية وهي: خط أنابيب النابالم , وخط الأسلاك الشائكة وخط حقول الألغام
أما القناة , فترجع صعوبة عبورها لعدة أسباب. أولا لأنها مجري مائي ضيق بين 220 و 180 مترا مما يسهل على العدو تغطيتها بنيرانه - ثانيا هي قناة عميقة نسبيا عمقها إلي 20 مترا في بعض المواقع , كما ينخفض سطح الماء عن الشاطئ فيها بنحو المترين , مما يجعلها صعبة العبور للآليات والدبابات والسيارات المدرعة البرمائية , وهذا يستدعي بالضرورة طرز خاصة من الجسور والمعابر , وتمتاز القناة بتياراتها المائية السريعة (1.5 متر في الثانية ) وتتغير اتجاهاتها ما بين الشمال والجنوب أربع مرات في اليوم الواحد ’ وكذلك عميلة المد والجزر التي تغير منسوب المياه خلال اليوم ويصل اقصاه في الجنوب عند السويس حينما يبلغ مداه 1.5 متر , وأخيرا هناك انحدار شديد للقناة المبطنة فضلا عن ذلك بالحجارة والدبش والستائر الأسمنتية والحديدية وهو أمر يجعل نزول المركبات البرمائية وصعودها عليه أمرا في غاية الصعوبة.
أما الساتر الترابي , وموقعه الشاطئ الشرقي لقناة السويس , فهو في الحقيقة عقبة من الدرجة الأولي .. ومشكلة حقيقية جدا وتحديا أمام التكنولوجيا والهندسة العسكرية, فهذا الحائط اقامه العدو من مخلفات حفر القناة قديما وحديثا والتي كانت تؤلف ساترا ترابيا يتراوح بين 6 و 10 أمتار في ارتفاعه , وهو حائط شديد العرض والاتساع يصل في المتوسط إلي عشرات الأمتار , مثلا في القطاع الجنوبي وصل عمقه إلي نحو 200 متر , أما ارتفاعه فيصل إلي نحو 10 و 15 و 20 متر في المتوسط , يضاف إلي ذلك أنه في بعض المواضع يهوي بخط شبة عمودي إلي مياه القناة مما يصعب من عملية ارتقائه. وهو أيضا يغطي تحركات العدو الذي يستطيع بسهولة مراقبة عمليات الجيش المصري , وفي نفس الوقت يخفي وراءه الجزء الأكبر من خط بارليف. وقد أثبتت التجربة استحالة فتح ثغرات في هذا الساتر بالتدمير أو استخدام قوة المدفعية لأن التراب كاتم يمتص وقع القذائف المتفجرة.
وقد يسأل سائل : هل كان بالإمكان تجاوز كل هذه العقبات وتحقيق العبور جوا من خلال القيام بهجوم شامل محمول جوا يحقق الإسقاط خلف خطوط العدو, أي خلف خط بارليف ؟ الإجابة تقول بأن هذا الأمر مستحيل.. لماذا ؟ لأن هذه الفكرة تحتاج إلي أسطول جوي من طائرات النقل والهليكوبتر من المستحيل توفير عدده وهو أمر يفوق أيضا إمكانيات الدول الكبرى .. ولهذا لم يكن هناك مفرا من الطريق الأرضي, أي الاقتحام المباشر وليس الالتفاف .. وهو ما كانت إسرائيل تدركه , وتسكر في خمر غرورها باستحالة التفكير في العبور , والقضاء على الساتر الترابي. دون أن تدري أن على الجانب الآخر من القناة تجري معركة في الخفاء , وبالفكر المصري وأبسط الوسائل نجحنا في فك الغاز وقف العالم أمامها حائرا.
الحل العبقري يأتي من السد العالي
في يوم الخامس من أكتوبر 1973 كانت القيادة العسكرية في إسرائيل تناقش الموقف .. كانت رئيسة وزراء إسرائيل "جولدا مائير" تشك في أن مصر تعد للحرب , ولذلك استدعت ليلا الجنرال اليعازار رئيس الأركان الإسرائيلي تسائله عن إمكانية عبور المصريين لقناة السويس. طمأنها الجنرال بقوله: "المعروف دوليا أن أصعب الموانع المائية في العالم اثنان لا ثالث لهما , وهما قناة السويس وقناة بنما وذلك لطبيعة المياه والعمق والعرض . وإذا أضفنا إلي ذلك كله المواقع الحصينة في خط بارليف ومواقع الاشتعال البترولي ثم سمك الساتر الترابي فإن ذلك كله – بدون أي تفكير – كاف للدلالة على استحالة عبور المصريين للقناة ".. بل ويحتاج المصريون إلي سلاح المهندسين لدي السوفيت والأمريكان ليستطيعوا اتمام العبور ان استطاعوا
وبعد ساعات قليلة من تأكيدات الجنرال الإسرائيلي وفي الساعة الثانية ظهرا تهاوي الساتر الترابي تحت أقدام المصريين, وبسلاح لم يكن متوقعا , إذ جهز الجيش المصري 80 مدفعا للمياه نجحت في فتح ثغرات في الساتر.. وكان لهذه الفكرة قصة عجيبة.. في أكتوبر 1969 عقد اللواء أركان حرب سعد زغلول عبد الكريم اجتماعا لمناقشة كيفية العبور والقضاء على خط بارليف.. كان الحضور مشكلا من: العميد أركان حرب أبو الفتح محرم ، ورئيس العمليات اللواء أركان حرب/ طلعت مُسلم ، رئيس فرع المهندسين العقيد/ سمير خزام ، ورئيس فرع الإشارة العقيد/ صبحي اليوسف، ورئيس فرع الاستطلاع الرائد/ عادل زكريا.
بدأ اللواء سعد زغلول الحديث بعرض التفاصيل التي لديه, بعدها بدأ كل رئيس تخصص عرض وجهه نظره , منهم من قال: التغلب على الساتر الترابي يكون بقذفه بالقنابل. وقال آخر: بل نقذفه بالصواريخ والمفرقعات والمدفعيات .. سأل اللواء زغلول عن الوقت الذي تستغرقه عمليات فتح ثغرات في الساتر للتمهيد لعبور القوات المصرية خاصة أن عملية الفتح ستتم تحت ضغط نيران العدو؟! قال المجتمعون: فتح الثغرات قد يتم في خلال 12 إلي 15 ساعة .. هنا ومضت فكرة بسيطة في ذهن الضابط المهندس ذكي يوسف..
تذكر دوره كضابط أثناء معركة بناء السد العالي.. في عام 1964 كان يقوم باستخدام المياه لتجريف جبال الرمال , باستخدام قوة دفع المياه ينهار أشد الجبال ويتحول إلي حبات رمال تغرق في قاع النهر ليتم سحبها مرة أخري وشفطها في أنابيب خاصة لاستغلالها في أعمال بناء جسم السد. على الفور عرض الضابط الشاب الفكرة على اللواء زغلول: يا فندم .. ربنا حط المشكلة وجنبها الحل .. لكي نفتح ثغرات في الساتر الترابي علينا أن نوجه مدافع مياه مضغوطة إلي جسم الساتر لتجرى رماله إلى قاع القناة".
استمر في شرح فكرته الغريبة.. الصمت يلف المكان.. والدهشة تعلو وجه الحاضرين..هل يمكن بهذه الفكرة البسيطة أن تتغلب مصر على خط بارليف .. أقوي عائق طبيعي في العصر الحديث؟!. لقد أثبت عقل فلاح النيل أنه يستطيع أن يبتكر أشياء بسيطة لكنها في غاية الفاعلية.. وبعد المناقشات المستفيضة في الاجتماع شعر قائد الفرقة أن هذه الفكرة يجب أن تدرس جيدا، وخصوصا أن البدائل التي عرضت في الاجتماع لحل مشكلة العبور كانت بدائل تقليدية وقد تكون متوقعة من العدو.
وفي نهاية الاجتماع.. اتصل قائد الفرقة 19 بقائد الجيش الثالث وأطلعه على الفكرة , فطلب منه الحضور مباشرة في اليوم التالي لمناقشتها. أعجبت الفكرة قائد الجيش الثالث فطلب من زكي يوسف إعداد تقرير فني عن فكرته وكيفية تنفيذها .. وقد نال هذا التقرير أعجاب الرئيس عبد الناصر الذي أمر بتجربتها.. فقام زكى يوسف بتصميم مدفع مائي فائق القوة لقذف المياه ، في إمكانه أن يحطم ويزيل أى عائق أمامه أو أي ساتر رملي أو ترابي في زمن قياسي قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية.
وقامت إدارة المهندسين بالعديد من التجارب العملية والميدانية للفكرة زادت على 300 تجربة اعتبارا من سبتمبر عام 1969 حتى عام 1972 بجزيرة البلاح بالإسماعيلية ، حيث تم فتح ثغرة في ساتر ترابي أقيم ليماثل الموجود على الضفة الشرقية للقناة , وبناءا على ضوء النتائج المرصودة تم إقرار استخدام فكرة تجريف الرمال بالمياه المضغوطة كأسلوب عملي لفتح الثغرات في الساتر الترابي شرق القناة في عمليات العبور المنتظرة .
يقول الدكتور جمال حمدان في كتاب " 6 أكتوبر في الإستراتيجية العالمية " : "ولا يظن أحد أن هذه العملية كانت كشفا أو تطبيقا سهلا , فقد كان لابد من التوصل إلي طلمبة مياه صغيرة الحجم تعمل بالوقود , خفيفة الوزن فائقة الضخ , يمكن حملها باليد وتحميلها على قوارب ويكفي أقل عدد منها لفتح ثغرة واحدة. وقد وجد أن الحد الأدنى هو 3 طلمبات , واقتضي هذا عمل سنين .
كذلك لا ينبغي أن نتصور فتح الثغرة بعد ذلك عملية روتينية هينة , فالطين اللزج الذي تطيح به خراطيم المياه الجبارة بكميات هائلة وسرعة مخيفة لا يحيل فقط وجوه الرجال إلي السواد , ولا ينجرف إلي المجري المائي فيلزم إزاحته على الفور كذلك فحسب , ولكنه يبقي على أرضيه الثغرة وقاعها وحلا لزجا زلقا بعمق قد يصل إلي المتر مستحيل عبور الدبابات والآليات عليه إلا بعد إزاحته بالجرافات ثم فرشه بمواد جافة كالخشب أو الحجارة أو أكياس الرمل أو ألواح الصلب أو الشباك المعدنية أو غيرها بحسب طبيعة التربة".
وقد نجحت الفكرة نجاحا باهرا خلال المعركة , فقد تم الانتهاء من فتح أول ثغرة في الساتر الترابي الساعة السادسة من مساء يوم العبور , وفي الساعة العاشرة مساءا تم فتح 75 % من الممرات المستهدفة , وعبر أول لواء مدرع فى الساعة الثامنة والنصف من مساء نفس اليوم.. وتقديراً لجهوده تم منح الضابط المهندس يوسف زكي نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى تسلمه من يد الرئيس الراحل أنور السادات في فبراير 1974 ، وتسلم وسام الجمهورية من الطبقة الثانية من الرئيس حسني مبارك بمناسبة إحالته إلى التقاعد من القوات المسلحة عام 1984م.
تسلق الساتر الترابي .. بـ "سلم خشبي"
كانت من المشكلات التي ستواجه الجيش المصري على الضفة الشرقية هي تسلق الجنود للساتر الترابي, فهو يرتفع بنحو 10 و 15 و 20 متر في المتوسط , بجانب أنه يهوي في بعض المناطق بشكل شبة عمودي إلي مياه القناة , وهو أمر يصعب من عملية ارتقائه , وحتى لو تسلقه الجندي بنجاح فأنه سيبذل مجهودا خارقا في عملية التسلق وحدها , فما بالنا بالمجهود المطلوب منه بعد ذلك حينما يواجه الجندي العادي المدرعات والدبابات الإسرائيلية , وإذا أضفنا إلي ذلك أن عملية التسلق ستكون والجنود يحملون أسلحتهم والصواريخ المضادة الدبابات والذخائر والعتاد لعلمنا مقدار الجهد المطلوب لعملية التسلق وحدها.
وكان الحل للتغلب على تلك المشكلة عبقريا وبوسيلة غاية في البساطة والبدائية في آن واحد ,فقد استخدمت القوات المسلحة سلما عبارة عن حبلين بينهما عوارض خشبية , وفي بداية عبور القوات يتسلق أحد الجنود الساتر الترابي وهو يحمل هذا الحبل ملفوفا , وعندما يصعد إلي قمة الساتر الترابي يثبته فيه ويدلي الحبل ليتسلق عليه باقي زملائه.
عرفنا عمق الشاطئ الشرقي .. بقلم جاف !!
كانت خطة العبور تعتمد علي إنشاء مجموعة من الكباري والمعابر لنقل الأسلحة من دبابات ومعدات ثقيلة إلي شرق القناة .. واستلزم التخطيط لإنشاء تلك الكباري والمعابر معرفة وضع الشاطئ الشرقي للقناة.. وحينما طلبت القوات المسلحة من هيئة قناة السويس معرفة عمق الشاطئ الشرقي .. كان الرد بأن القناة مغلقة منذ سنوات وبالتأكيد لابد أن الشاطئ الشرقي قد تغيرت إبعاده وحساباته ..وكان الحل هنا عبقريا وبسيطا..
دفعت القوات المسلحة بعدة دوريات في مناطق الكباري والمعابر .. كل منها تتكون من فردين اثنين يجيدان السباحة ولا يحملان أي معدات حديثة . فقط "قلم جاف".. وفي الليالي المظلمة يعبر الجنديان .. ويتسلق أحدهما فوق الساتر ليراقب دوريات العدو .. والآخر يبقي في المياه ليحدد المقطع المائي.. يقف علي أول الشط ويحدد علامة بالقلم الجاف عند سطح وتماس المياه علي سطح "الأفرول" – الزى الذي يرتديه الجندي - ثم يتحرك خطوة إلي داخل المياه ويكرر التحديد مرة ثالثة ورابعة حتي تصل المياه إلي عنقه .. هنا يكون عمق القناة مثر ونصف المتر.. ثم يعود الجنديان ليجدا ضابط استطلاع هندسي في انتظارهما ليقيس خطوات الفرد والعلامات على ملابسه .. وبهذه الطريقة البدائية والبسيطة والعبقرية نجحنا في معرفة عمق الشاطئ الشرقي للقناة.
خزانات النابالم
كان من أصعب المشاكل التي يمكن ان تواجه عمليه العبور خزانات النابالم على الضفة الشرقية للقناة .. فقد وضع العدو الإسرائيلي "خزانات للنابالم" في بعض النقاط الحصينة .. تخرج منها مواسير تمتد تحت سطح مياه القناة .. وإذا ما حدث العبور تتحول القناة إلي نار الجحيم وتصل درجة الحرارة إلي 700 درجة مئوية.. وقد أخطأت إسرائيل حينما أقدمت على تجربة هذا السلاح قبل الحرب لإرهاب الجيش المصري وردعه عن مجرد التفكير في عبور القناة .. وكانت هذه التجربة سببا في معرفة المصريين بهذا السلاح الخطير .. وبدون ذلك لفوجئ الجنود وهو يعبرون القناة وقد تحولت إلي نيران مشتعلة تلتهم كل ما على سطحها خاصة أن الجنود سيعبرون في قوارب مطاطية لا تتحمل مقدارا بسيطا من تلك الحرارة , ولتحولت القناة إلي أكبر مقبرة عسكرية في التاريخ كله , ولانتهت عملية العبور قبل أن تطأ قدم جندي واحد أرض سيناء.
بدأت القوات المصرية تبحث عن حل للخزانات, حتى أسرت يوما ضابطا ومهندسا بالجيش الإسرائيلي , ولحسن الحظ كان هذا الضابط مسئولا عن النابالم , ومنه عرفنا أماكن مواسير النابالم وتوزيعها بطول الجبهة , وتأكدت مصر من صدق المعلومات التي قالها الضابط بأن أرسلت دوريات استطلاعية , وتجاهلت مصر تلك الخزانات حتى ليلة العبور.. في تلك الليلة تم دفع دوريات عبارة عن فرد واحد في مواجهة كل ماسورة للنابالم , يحمل في جيبه "خابور كاوتش" بحجم فتحة الماسورة وفي نهايته كيس بلاستيكي به مادة أسمنتية تتصلب علي المياه المالحة.
وعند العبور ..قامت القوات الإسرائيلية بمحاولة فتح أنابيب النابالم .. وكم كانت دهشتهم .. فلم يعمل أي واحدا منها... ولأن الخيبة كانت كارثية ... فقد تجاهلت إسرائيل الحديث تماما عن أنابيب النابالم في وسائل إعلامها .. حتى اليوم .. لقد نجحت مصر في إخراج ذلك السلاح الرهيب الحارق من المعركة قبل أن تبدأ و"أحرقته" تماما.
أما خط بارليف فكلّف إنشاؤه 238 مليون دولار أي ما يقرب من نصف تكاليف السد العالي .. وأقاموا خط بارليف من 22 موقعا حصينا يضم 31 نقطة بلغت مساحة كل منها حوالي 4000 متر مربع تقريبا، وأحاط الأعداء هذه النقاط بنطاقات كثيفة من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام المضادة للدبابات والأفراد، وحرصوا بالطبع في اختيار مواقع هذه النقاط أن تغطي جميع النقاط الصالحة للعبور.وخط بارليف كان هو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة وهو من خطين: يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، بطول 170 كم على طول قناة السويس، وكانت إسرائيل قد قامت بعد عام 1967 ببناء خط بارليف، والذي إقترحه حاييم بارليف رئيس الاركان الإسرائيلي في الفترة ما بعد حرب 1967 من أجل تأمين الجيش الإسرائيلي المحتل لشبه جزيرة سيناء.. ضم خط بارليف 22 موقعا دفاعيا ، 26 نقطة حصينة، وتم تحصين مبانيها بالاسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية ضد كل أعمال القصف، كما كانت كل نقطة تضم 26 دشمة للرشاشات، 24ملجأ للافراد بالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابض للدبابات والهاونات ،و 15 نطاقا من الأسلاك الشائكة ومناطق الألغام وكل نقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق وتغوص في باطن الأرض ومساحتها تبلغ 4000 متراً مربعا وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أي جزء من الأجزاء المجاورة، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيا ولاسلكيا بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية في إسرائيل ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثة منزله في إسرائيل.. روجت إسرائيل طويلا لهذا الخط علي أنة مستحيل العبور وأنه يسطيع إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس، كما أدعت أنه أقوى من خط ماجينوه الذي بناه الفرنسيون في الحرب العالمية.
الجندي في مقابل دبابة
من عجائب هذه الحرب أن الجندي المصري , فرد المشاة هو الذي تحمل لوحده الصدمة الأولي من القوات الإسرائيلية ريثما تكون باقي الأسلحة قد عبرت القناة , فقد عبر الجنود في قواربهم المطاطية وتسلقوا الساتر الترابي , وكان عليهم هنا أن يواجهوا لمدة تقترب من الست أو الثمانية ساعات القوات التي وضعتها إسرائيل في خط بارليف , حتى يكون سلاح المهندسين قد نجح في إقامة المعابر والكباري والمعديات لعبور الأسلحة الثقيلة.. ولهذا فقد انبهر العالم وصعقت إسرائيل حينما سقط خط بارليف على أيدي الجنود المشاة , ولم تكن سائر الأسلحة إلا عوامل مساعدة , وذلك بحكم طبيعة تلك الحصون التي تستعصي على المدفعية الثقيلة . وكان الجنود مزودة فقط بالقنابل اليدوية والمدافع الرشاشة والصواريخ المضادة للدبابات .
وطالما تبجحت إسرائيل بتفوق سلاح مدرعاتها .. حتى جاءت اللحظة التي سجلها التاريخ .. وفوجئت إسرائيل بالجندي المصري يواجه الدبابة ..واستطاعت أطقم قنص الدبابات من تدمير عدد لا يستهان به من الدبابات .. ولأول مرة في تاريخ الحروب الحديثة يواجه جندي المشاة الدبابة بسلاح خفيف "الآر. بي. جي" .. ولم يستطع قادة المدرعات الإسرائيلية استيعاب هذه المفاجأة , وتكبدوا خسائر فادحة لم يعوضهم عنها إلا الاستعانة بمدرعات ودبابات تابعة للولايات المتحدة الأمريكية عبر الجسر الجوي المباشر من أمريكا إلي ساحة المعركة في سيناء.
| |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: لهذا نجحت إسرائيل في إبعاد هؤلاء الأحد ديسمبر 19, 2010 12:47 pm | |
| العبقرية العسكرية المصرية وغير العسكرية لا غبار عليها, ومن دون شك فإن العرب بدون مصر لا شيء والعكس صحيح فمصر من غير العرب لا شيء. والذي حدث بعد ذلك النصر التاريخي العظيم أن الجهات المعادية نجحت في إخراج مصر من الصراع أو لنقل النظام المصري فلا الشعب المصري ولا واحد من شعوب العرب والمسلمين خرج من المعركة المصيرية, لكن انسحاب النظام المصري نتج عنه ما نراه من كوارث اليوم, وليس بالإمكان أن تعود المياه إلى مجاريها ويستأنف النزاع العربي الصهيوني كما كان وأشد من ذلك وأوقع إلا بعودة النظام المصري إلى ميدان المواجهة, وذلك غير مستحيل بل ضروري وحيوي وقضية حياة أوموت بالنسبة إلى شعوب العرب والمسلمين, وسيحدث ذلك يوما وما المسألة إلا قضية وقت لأنه لا حل بالإمكان غير ذلك, فالصراع حتمي والوصول يوما إلى حسمه لصالح الأقصى المبارك وفلسطين الحبيبة وشعوب العرب والمسلمين ضرورة لا بديل لها. نعم أخي الكريم علي إننا في انتظار يتحرق شوقا لذلك اليوم الذي يعود فيه الصراع إلى طبيعته بقيادة النظام المصري الذي يكون معبرا أصدق تعبير عن إرادة شعبه ومنفذا لها وبمؤازرة جميع الأنظمة العربية التي تكون قد أصبحت هي الأخرى المرآة العاكسة لإرادة شعوبها ومصالحها العليا, إن الشعوب سليمة النية وبريئة المقصد وليس لها غير طريق واحد هو طريق النضال والكفاح والدفاع عن الوجود الكريم والمقدسات والشرف وستظل تلح في هذا الاتجاه إلى أن تستطيع إفراز نظام عربي شعبي ديمقراطي مؤمن يمثلها أصدق تمثيل ويتحرك بأرادتها ويدافع مستميتا عن مصالحها العليا وازدهارها وعزتها. لقد عشنا مع قصة الانتصار العظيم التي رويتها لنا باقتدار أخي الفاضل علي وتمتعنا بما أثارته في نفوسنا من نخوة واعتزاز ووثوق مجددا بقدرات عبقريتنا العسكرية والحضارية الفذة والتاريخ على ذلك أصدق الشاهدين. بارك الله فيك أخي الكريم ودام عزك وتألقك | |
|