رأس الطغيان ورأس الأفعى يفجران مصر؟

رأس الطغيان ورأس الأفعى يفجران مصر؟

بقلم خالد حسن

ما أسهل على المغامرين وأهل الشرور والفتن إشعال الأوضاع في بلادنا. يكفي تفجير سيارة ملغمة أو حزام ناسف، لتقلب الأوضاع رأسا على عقب، لك أن تنشر بيانا على النت وتحرض على طائفة معينة أو تحدد هدفا للنسف، فإذا بالأمر يتحقق دون تلكؤ. ليخرج بعدها رأس الإفساد مهددا قطع رأس الأفعى، وهكذا يجتمع الرأسان على مصر، فيرديانها صريعة غارقة في أوحال الدماء والفساد.

استباح نظام مبارك مصر فاغتصب حقوق شعبها، واستباح الصهاينة أرض مصر، فملؤوها جواسيس وتخريب، واستباح المراهنون على التوتر والاحتقان الطائفي، فجروا كنيسة للنصارى في الإسكندرية، فأكثروا فيها الهيجان والغليان، ووجهوا الساحة وشحنوها بالتوتر والتضييق وأثَروا في مجرى الأحداث.

الأوضاع في مصر هشة مهيأة للاشتعال، والحكم أرعن بليد الحس، يصب الزيت على النار، وأهل الطيش كثر، أولهم محرض على النت وآخرهم عبثي يتقرب إلى الله بالجرائم والتفجيرات، والصهاينة أقر مبارك أعينهم بإضعاف مصر والإجهاز على خيراتها ومقدراتها.

معضلة مصر، في اهتراء النظام الحاكم في عجزه وعقمه. يشغل الناس بالفاعل والحادث والمطاردة والتنقيب عن الجريمة، بينما رأس الإجرام وصانعه يرقب الوضع عن كثب يسند مبارك ويشد من أزره ويثبته على كرسي البطش والطغيان، ويصور له الإرهاب مجموعة أفراد تفجر كنيسة وتخرب وتدمر في نطاق معين، فلا إرهاب إلا ما يصنعه أهل العته والطيش، وتغذيه بالمخاوف والهذيان.

والطريق نحو تحرير مصر من قبضة مختطفيها طويل، وتفجير هنا وهناك، على قبحه وبشاعته، لا يعزف العقلاء والمصلحين عن مواصلة مشوارهم، والصوارف تترى والإلهاء لا ينقطع، والمغامرون يتوالدون وأهل الطيش يأكل بعضهم بعضا، والصهاينة النازيون أدلاء لتطويع مصر وإخضاعها، والبلد تفجعه عملية تفجير الكنيسة لكن لن تخرب نسيجه، بينما الطغيان والقمع، يحطم شعبا برمته، والعاقل يدين الجرم الأصغر والأكبر، ولا تصرفه الصوارف مهما ثقلت عن مراده.

***************

» رأس الأفعى التي لم تقطعها الثورة
» خطر التشيع وتغيير مشيخة الأزهر يفجران علاقة القرضاوي بالإخوان