بوادر تمرد في الجيش التونسي: بن علي يحاكي شاوشيسكو
بشير البكر
محتجون يشتبكون مع عناصر من الشرطة في حي التضامن على مقربة من العاصمة التونسية (رويترز)
الدم التونسي يجبر زين العابدين بن علي على التراجع خطوة إلى الوراء، هي الأولى في مسيرة التراجعات. وقرر أمس إقالة وزير الداخلية، في الوقت الذي وصلت فيه الانتفاضة إلى العاصمة، التي باتت تحت سيطرة مباشرة للجيش. وبات واضحاً أن النظام أصبح أمام خيارين، فهو كلما تراجع قويت الاحتجاجات، وكلما أوغل في القتل ازدادت التظاهرات
أربعة أحداث تمثّل نقلة نوعية في الانتفاضة التونسية. الأول هو قرار الرئيس زين العابدين بن علي أمس بإقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم وتعيين أحمد فريعة في مكانه. وأرفق بن علي إقالة الحمروني بالإفراج عن جميع معتقلي الاحتجاجات، وذلك يمثّل رضوخاً للضغوط الداخلية والخارجية في الأيام الاخيرة، التي أجمعت على ضرورة إقالة الوزير. وفسر معارضون تونسيون الخطوة بأنها تراجع من طرف بن علي، الذي تعرض خطابه الأخير لانتقادات واسعة، ورفض محلي لعدم تضمنه أي إشارة إلى المسؤولية عن العدد الكبير من القتلى.
انتحار وقتلى جدد... وضغط دولي لاتخاذ خطوات انفراجيّة
كانت الانتفاضة التونسية على جدول أعمال قمة الرئيسين الأميركي والفرنسي في واشنطن، في وقت بدأت فيه أميركا وفرنسا تشعران بالحرج بسبب اتباع النظام سياسة القتل لإجهاض الانتفاضة الشعبية. ولم يفلح خطاب بن علي في تهدئة الموقف، بل تصاعدت الاحتجاجات الشعبية
خطاب بن علي يؤجّج الاحتجاجات
بشير البكر
كان وقع الإطلالة التلفزيونية للرئيس التونسي زين العابدين بن علي سلبياً في الخارج والداخل. وبدلاً من أن ينزع فتيل الانفجار، صبّ الزيت على النار، الأمر الذي أثار قلقاً في واشنطن وباريس وعدد من العواصم الغربية، واستدعى بحث الموقف من طرف الرئيسين الأميركي باراك أوباما ونيكولا ساركوزي خلال قمة أول من أمس في واشنطن.
العدد 1312 من الخبر اللبنانية