دخلت الأزمة في مصر منعطفا جديدا يوم أمس الخميس بعد إعلان الرئيس المصري حسني مبارك عدم استعداده للرضوخ لدعوات المطالبة بتنحيه عن منصبه.
وقال مبارك في خطاب بثه التلفزيون المصري إنه سيبقى في منصبه حتى يتم إختيار خلف له في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
روابط ذات صلة
- فيديو: أحمد زويل يتحدث عن الوضع في مصرشاهد01:47
- واشنطن: الحكومة المصرية لم تلب "الحد الادنى" من مطالب المحتجين
- عمر سليمان: الحوار هو الحل الوحيد والبديل فوضى مؤسساتية
وأضاف أنه فوض نائبه عمر سليمان تولي إختصاصاته بمقتضى الدستور وأنه سيستجيب لمطالب الشعب المصري، وسيعمل على نقل السلطة بالسبل الديمقراطية بعد انتهاء ولايته في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
كما أعرب الرئيس مبارك عن أسفه العميق لأرواح الشباب التي ُأزهقت في الأحداث الأخيرة، مؤكدا أنه أمر بالتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأضاف أنه سيلغي قانون الطواريء فور استعادة النظام في البلاد. وأكد الرئيس أنه لم يسع يوما ما من أجل سلطة أو منصب وأنه يرفض الاستجابة لأي ضغوط أجنبية.
وكانت التكهنات التي تداولتها وسائل الاعلام قبيل إلقاء الخطاب تفيد بان الرئيس المصري سيعلن تنحيه عن السلطة ونقل سلطاته بالكامل الى نائبه عمر سليمان.
وقال مبارك مخاطبا الشعب المصري "استجابتي لصوتكم ومطالبكم لا رجعة فيه وعازم على الوفاء على ما تعهدت به".
واوضح "بدأنا حوارا وطنيا بناء يضم كافة القوى السياسية والحوار اسفر عن توافق مبدئي في المواقف ويتعين مواصلته للوصول الى خريطة طريق واضحة بجدول زمني".
واضاف اصدرت تعليماتي بسرعة للانتهاء من التحقيقات في احداث الاسبوع الماضي واتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة.
كما أعلن عن تعديل خمس مواد دستورية والغاء سادسة وقال ان التعديلات تستهدف تسهيل شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية وتداول السلطة.واكمل ان التعديلات تؤكد اختصاص القضاء وحده في الاشراف على الانتخابات والفصل في اي خلافات.
الخطاب أثار صدمة لدى المتظاهرين في ميدان التحرير
واختتم مبارك خطابه مؤكدا انه يريد "ان "يوارى الثرى" على ارض مصر نافيا بذلك اي نية له لمغادرة البلاد.
وتقضي المادة 82 من الدستور المصري بأنه يحق لرئيس الجمهورية، اذا ما حال حائل مؤقت دون ممارسته لمهامه، احالة صلاحياته الى نائبه باستثناء حق تعديل الدستور وحل مجلسي الشعب والشورى واقالة الحكومة.
كلمة سليمان
و بعد كلمة مبارك ، ألقى نائبه المخول من الآن باختصاصات رئيس الجمهورية عمر سليمان كلمة أكد فيها أنه ملتزم بالعمل على الانتقال السلمي للسطة وتحقيق مطالب الشعب من خلال الحوار الواعي المستنير.
وقال سليمان إن ما أعلنه الرئيس يؤكد حسه الوطنى ، وأنه يضع المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار.
ودعا الشعب المصري إلى التصرف بوعي ومسؤولية مؤكدا أن ثورة 25 يناير قد نجحت في تحقيق أهدافها.
ووصف ما أعلنه الرئيس مبارك بأنه "يؤكد حسه الوطنى وانه وضع المصالح العليا لبلاد فوق كل اعتبار".
واوضح ان التظاهرات نجحت في احداث تغيير هام باتجاه الديمقراطية وبدأ التغيير.
واضاف "فتحنا باب الحوار ووضعت خارطة طريق لتلبية المطالب ولازال الباب مفتوحا".
وأكد التزامه بـ"الحفاظ على ثورة الشباب ومكتسباتها مع احترام الدستور". مضيفا "بعد تفويض الرئيس لى، أطلب من الجميع بالنظر للمستقبل ليجعلوه مشرقا".
ووجه خطابه الى الشباب قائلا "ياشباب مصر عودوا الى دياركم واعمالكم ولا تنصتوا لمحاولات اشعال الفتن والاذاعات والفضائيات التي تسعى لاضعاف مصر".
وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر اصدر البيان رقم واحد قال فيه ان المجلس بات "في حال انعقاد دائم لبحث ما يمكن اتخاذه من اجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات شعب مصر".
غضب المتظاهرين كانت التوقعات تشير إلى أن مبارك سيعلن التنحي
هذا وقد أثار خطاب الرئيس المصري غضب الجماهير المحتشدة في ميدان التحرير في وسط القاهرة وألقى بعض المتظاهرين بالأحذية على الشاشة التي كانت تنقل الخطاب، و طالب آخرون الجيش بالانضمام اليهم في احتجاجاتهم.
وبدأ مئات المحتجين منذ الليلة الماضية اعتصاما قرب قصر الرئاسة في العروبة بمصر الجديدة.
وقال إبراهيم محمد وهو احد المتظاهرين المعتصمين بميدان التحرير إنه يجري الإعداد لمسيرة "مليونية" باتجاه قصر الرئاسة.
وقال مراسلنا عمرو جميل إن المتظاهرين يعتزمون تنظيم مظاهرات حاشدة أخرى في عدة اماكن ومحاور رئيسية في العاصمة المصرية وليس ميدان التحرير فقط.فيما اتجهت تظاهرة أخرى إلى مبنى التلفزيون المصري.
أما في مدينة الإسكندرية ، فقد خرجت مظاهرات في شوارع المدينة فور انتهاء الرئيس من خطابه وأعرب عدد من المتظاهرين عن خيبة املهم وحملوا الرئيس مبارك مسؤولية تصاعد الموقف.
تحذير البرادعيمن جهته حذر المعارض المصري محمد البرادعي على موقع تويتر من "انفجار" الوضع في مصر داعيا الجيش الى التدخل "لانقاذ البلاد"، وكان البرادعي اقترح تشكيل مجلس ثلاثي وحكومة وحدة وطنية خلفا لنظام الرئيس مبارك.
وفي مقابلة مع صحيفة "فورين بوليسي" الاميركية اعتبر البرادعي ان المرحلة الانتقالية التي كلف بها نائب الرئيس عمر سليمان لن تحمل الديمقراطية للبلاد الا "اذا واصلنا الضغط عليهم".
هجوم في رفحوفي ردود الأفعال الفورية أيضا على كلمتي مبارك وسليمان ، وقع هجوم بصواريخ آر بي جي وأسلحة آلية على قطاع الأمن المركزي في مدينة رفح من عناصر مسلحة غير معروفة ، ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الآن.
وسط القاهرة تكبير الصورة
نقلا عن الشرق الاوسط