مجزرة المعادي - هدير.. قتلوها أمام والدها ومنعوها من الوصول للإسعافهدير .. شهيدة على طريقة "محمد الدرة".. هدير
كتب - أحمد إبراهيم: تصوير - أحمد سعد
كانت تلهو في شرفة منزلها .. تتبادل الضحكات مع والدها.. تتجهز لتناول العشاء مع أسرتها..
رقية الصغيرة تتعلق بها ..
والحسن يداعبها ..
وسلسبيل تنادي عليها ..
وقناص الغدر بالمرصاد يصوب بندقيته ليوقف بسمتها.
إنها الطفلة هدير ذات الـ 13ربيعا - إحدى شهيدات ما عرف بجمعة الغضب
- والتي لقيت مصرعها وهي تقف في شرفة منزلها الكائن بشارع أحمد زكى بمنطقة المعادي،
حيث اصطادها أحد قناصة قوات أمن قسم شرطة وتأمين المعادي برصاصة اخترقت رقبتها فسال الدم من فمها.
الفرجة ممنوعة
تدفقت دماء هدير أمام أخواتها الثلاث ..
بكى الصغار وصرخت الأم ،
وهرول والدها -عادل سليمان- يحاول وقف نزيف الدم الذي تدفق بغزارة مخضبا ملابس الأسرة جميعها،
حملها مسرعا في محاولة لإنقاذها، فأوقفه رجال الشرطة وهددوه بالقتل ..
قال لهم "ابنتي تموت بين يدي .. لم تفعل شيئا" ،
فردوا عليه "وليه تخليها تتفرج".
هكذا روى والد الشهيدة تفاصيل ما حدث،
مضيفا أن المقدم ثروت المحلاوي رئيس مباحث المعادي استعان بثلاث سيارات للأمن المركزي
وأيضا قوات إدارة تأمين المعادي للسيطرة على المنطقة.
يقول: كنت وابنتي في شرفة المنزل، لم نتظاهر أو نهتف ضد أحد ،
فقط نشاهد ما يحدث في الشارع،
حيث لم تستخدم قوات الأمن أية قنابل مسيلة للدموع أو رصاص مطاطي ،
بل بدأت على الفور في إطلاق النار الحي على سكان المنطقة،
فقتلت رصاصة "هدير" ،
وأخرى قتلت ابن خالها "منصور" وهو يقف أيضا في شرفة منزله المجاور بالدور الرابع.
نقلتها مسرعا لمستشفى القوات المسلحة بالمعادي الساعة 9 مساء وتم إدخالها غرفة العمليات
لكن فاضت روحها إلى الله ،
ومازالت "رقية" الصغيرة تسأل أين هدير،
وأنا أسأل بأي ذنب قتلت ؟!.
كله يهون لحماية إسرائيل!
"حسبنا الله ونعم الوكيل .. من سمح بإطلاق الرصاص على أولادنا ..
هم خايفين على اليهود واحنا حثالة المجتمع ..
الجثث كانت مترمية في الشارع .. كنا أشبه بفلسطين ويهود بيضربونا"..
هكذا صرخت أم هدير مضيفة
" أقول للرئيس عندما مات ابن ابنك أد ايه زعلت .. ليه بتقتل ولادنا".
تتابع: ابن ثروت المحلاوي رئيس المباحث أخبر ابني أن والده جاي لتأمين نادي المعادي واليخت،
أي أنهم كانوا على استعداد وعلم بما سيفعلونه ولم أكن أتخيل ما سيحدث،
كنت أعد العشاء لهم، خرجت على صرخات أخواتها والدم ينزف بغزارة شديدة،
لكنها لفظت أنفاسها قبل أن تصل للمستشفى.
"ثمن البني آدم عندنا لا يساوي قيمة كلب من كلاب ولاد الذوات - بحسب وصفها - ،
وكان أولى بمبارك يدي ثمن الرصاص اللي ضربوه علينا للغلابة اللي مش لاقيين ياكلوا،
وحسبي الله ونعم الوكيل .. قتل أغلى ما عندي وأول فرحتي".
يكمل والد هدير: أحمل وزير الداخلية وقسم شرطة المعادى المسئولية ،
ومعي آثار طلقات رصاص "ميري" ضربت علينا وأحدثت ثقوبا بجدران الشقة
وسأسلك الطريق القانوني لأخذ حق ابنتي وحق 21 شهيدا معها.
ضحايا الشرفات
رافق"هدير" ابن خالها "منصورفتحي" 32 سنة برصاصة اخترقت جبهته،
حيث كان يقف في شرفة منزله بالدور الرابع وبجواره شقيقه "عبد الناصر"
الذي وصف المشهد بالدموي عندما وجد نافورة دم تتدفق من جبهة أخيه فقام بسدها بيديه ،
فوجد الدماء تتدفق من رأسه من الخلف حيث خرجت الطلقة من الجانب الآخر.
يوضح: نقلته مسرعا في محاولة لانقاذه،
فتصدت لنا قوات الأمن فأخبرتهم أن معي حالة بتموت
فقالوا: "وايه يعني" ، وكسروا سيارتي
فضغطت على دواسة البنزين وهربت منهم لأنقذ أخي، لكنه فارق الحياة قبل أن نصل للمستشفى.
"منصور" ترك زوجة وطفلا يدعى "يوسف"،
كما ترك شهادة وفاة تدين رئيسا قتل أبناء شعبه بطلقات نارية تفجر رؤوسهم.
مذبحة بشعة شهدتها منطقة المعادي في جمعة الغضب - لم تتكشف أسرارها بعد - وسط تجاهل وتعتيم إعلامي
رغم بشاعتها ودمويتها بشكل يفوق ما حدث في ميدان التحرير يوم الأربعاء الدامى.
أكثر من 11 شهيدا من الأطفال والشباب سقطوا برصاص قناصة انتشروا أمام قسم شرطة المعادى وفوق أسطح المنازل
في محاولة لمنع تدفق المتظاهرين نحو محيط سكني يضم منزل السفير الإسرائيلي بالقاهرة ،
واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة ورئيس مباحث المعادي المقدم ثروت المحلاوي
وقيادات أمنية بارزة تقطن ما يعرف بالحي الراقي.
لبعض يتحدث عن قناصة اسرائيليين من حرس السفير شاركوا في المذبحة
وأن ثلاجات الموتى بمستشفى مبرة المعادي كانت مليئة بشباب المعادي وهناك جثث مجهولة الهوية
وأن أعداد الضحايا يفوق المعلن بكثير،
كما أن قوات أمن المعادى بقيادة ثروت المحلاوي رئيس المباحث منعت وصول سيارات الإسعاف لنقل الجرحى.
المصدر: Iman Hammoudeh
مجموعة القدس لنا