عبد الرحمن عمار العضو الملكي
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 27/01/2011
| موضوع: اصبر..يا.. ريّس السبت فبراير 12, 2011 11:29 pm | |
| اصبر يا... ريس..!! بقلم: عبد الرحمن عمارأنت تعلم يا ريس أكثر
مني ومن الملاين من أمثالي أن الأمر.. أي أمر
لا يستقر ولا يهدأ إلا على ركائز ثلاث، وهذه الركائز تسمى عند العرب: ثالثة الأثافي، ومعناها
الأمر العظيم والداهية التي لا تُحتمل، ومن أمثالهم " رماه بثالثة الأثافي " أي بما يهلكهم. ويقول الشاعر فروة بن مسيك المرادي: فما أن أبوا إلا
علينا رميناهم بثالثة الأثافيوأنت البارحة رميت شعبك العظيم
بثالثة الأثافي يا سيادة الريس.. فارتدّ السهم عليك، والحمد لله.وأصل الحكاية أنه في الخامس
والعشرين من كانون الثاني الماضي خرج عليك بعض الفوضويين، على حد تعبير وزير خارجيتك
أبو الغائط، وأساءوا الأدب معك، وهم كما تقول العديد من المصادر الموثوقة، قلة قليلة.. لا يزيدون
عن بضعة ملايين من الفوضويين، وأخذوا يزرعون الفوضى في حكمك العادل، ويعيثون فيه فساداً
وتشهيراً، وهكذا اشمأزت نفسك واضطرب جسدك وتجهم وجهك، فخرجت عليهم بخطاب طنان..
رنان، وغيّرتَ شكل الوزارة وأبقيت على مضمونها، وهذه أولى الأثافي يا ريس. ثم أردفته بخطاب
أكثر طنيناً ورنيناً من الخطاب الأول، ووعدتهم كما يعد إبليس نفسه بالجنة، ببعض الفتات
الدستورية، وهذه ثانية الأثافي يا ريس، وقد ظننت أنك ضحكت عليهم، ومنّيتَ نفسك بأن ينفضّ
الجمْعُ من ساحات مصر وشوارعها، ويأوي أولئك الفوضويون القلائل إلى جحورهم وأوكارهم
وأعشاشهم، ويتركونك تستمر في الترّبع على عرش السلطنة، وتعيش في رغد رغيد من العيش حتى
قيام الساعة...!!!!..
ملاحظة
: إن مفردات؛ الجحور والأوكار والأعشاش وما شابه، ليست
من مفردات كاتب هذه السطور، وإنما هي مما توسوس نفسُك لنفسِك يا ريس.
المهم... وانتظرتَ أياماً وأياماً يا
ريس، علّ الجمعَ ينفضّ، ويرجع كل واحد منهم إلى معاقرة الجوع والبطالة، ولكنهم لم ينصاعوا،
وأحجموا عن الرحيل من ساحة التحرير وغيرها من ساحات مدن مصر، بل قللوا الأدب معك،
وأصرّوا على رحيلك أنت شخصياً يا ريس.. تصور..!!. بل إن أولئك الملايين من الفوضويين
المدفوعين من قبل القوى المعادية في الخارج والداخل، أخذوا يمْلُون عليك الرحيل إملاء، ويفرضونه
عليك فرضاً.. فتصور.. وتصور يا سيادة الريس..!!.
وبما أنك من الرجال العظماء يا
ريس..!! ومن الشجعان المعدودين في ساحات المعارك جواً وبراً وبحراً، فقد أبَتْ نفسك الأبية أن
ترضخ لإرادة الفوضويين العملاء، كما أبتْ نفسك أن تُملي عليك أيةُ قوة عظمى في العالم أمراً من
الأمور أو طلباً من المطالب مهما كان هيناً وبسيطاً وصغيراً، ورفضت نصائحهم المغرضة بكل
بحزم وعزم وجزم، ولذلك طلعت على أولئك " الفوضويين الرعاع " بثالثة الأثافي يا ريس.
لقد ألقيت يا ريس خطبتك
الميمونة الثالثة بعد طول انتظار، كما هي العادة، وبما أنك في خطبتك الأولى والثانية، أي في أولى
الأثافي وثانيتها، لم تذكر دماء الشهداء التي سالت على تراب أرض الكنانة بفضل بلطجيتك "
الأمنية " المدربة جيداً على تعذيب الناس وقتلهم، وبفضل بلطجية آخرين، تمّ لملمتهم من حاويات
الإجرام وأودية الارتزاق. إلا أنك في خطبتك الثالثة، أي في ثالثة الأثافي يا ريس، أظهرت حزناً
على الشهداء ما بعده حزن، وتعاطفاً مع أسرهم ما بعده تعاطف، وأخذت عضلات وجهك ترتعش
كما يرتعش النائم في كوابيس أحلامه، والدمع ينسال سخّياً شفّافاً كقطرات الندى، لا من عينيك
وقلبك، بل من منخريك، ومن أطراف شفتيك، ثم رميت كسرة صغيرة من الوعود هي أقل من ربع
رغيف واحد، ولكن أولئك الملايين من الفوضويين، سامحهم الله، رفعوا الجِزَمَ والشحاحيط عالياً في
وجهك احتجاجاً وغضباً على ما تفوّهتَ به من كلمات لم تعجبهم ولم يرضوا عنها.. ومرة أخرى
أقول: سامحهم الله.
والآن.. ماذا أنت فاعل يا
ريس..!!!؟.
أنا أقول لك: اصمد حتى ولو قال
لك الملايين من الفوضويين ارحل مش عاوزينك.." ثم أصمد حتى ولو رفع أحدهم لافتة تقول:
ارحل بقى..عاوز أغيّر.. " ثم اصمد حتى ولو رفع فوضوي آخر لافتة تقول: ارحل.. الوِلِيّة
عايْزةْ تُوْلِد.. والولد مش عايز ينزل ويشوفك...
ثم اصمد.. ولا تخف من أولئك "
الفوضويين والغوغاء " فهم مجرد بضعة ملايين، وأنت شجاع غضنفر، وقادر أنت وزبانيتك على
مجابهتهم بعنادك ورعونتك، وإذا احتاج الأمر أن تنصُب عند باب كل عمارة مشنقة، وأن توجه إلى
كل رأس بشري صاروخاً فافعل.. ولا تترد. وأنا واثق كل الثقة أن الذل والبهْدلة سيكونان حليفان
لك، فبلاد العم سام وأورومبا تغمزانك من تحت الطاولة، وتقولان: نحن إلى جانبك.. فاصمد،
وإسرائيل تشد أزرك وتشجعك، وتقول: أصمد.. والأنظمة العربية المعتدلة وغير المعتدلة تسند
ظهرك سراً وعلانية، وتقول: أصمد.. وحامي حمى الحرمين يعِدُك بحِجّتين وثلاث عشرة عُمْرة
على نفقته الخاصة، مع الإقامة عند جلالته عدة سنوات مصطافاً ومتنزهاً في وسط الربع الخالي،
فاصمد.. واصمد.. واصمد..!!!!.
وإذا ما حدث وحاصرك أولئك
الملايين من " الفوضويين " فانطلق فوراً واجعل من شرم الشيخ خط القتال الثاني.. وانتبه جيداً،
وضع استراتيجية بديلة، فربما يزحف إلى ذلك الشرم اللعين ثمانون مليوناً قادمين بدءاً من صعيد
مصر.. إلى الإسكندرية.. إلى القاهرة.. إلى بور سعيد.. إلى المنصورة.. إلى رفح.. إلى.. إلى..
وإلى.. ليحاصروك هناك ـــــــ وأرجو أن يفعلوا ذلك ـــــــ فعندئذ لن يكون أمامك يا ريّس سوى
زقاق واحد ضيّق.. يؤدي إلى ملاذ واحد أوحد.. هو اللجوء إلى صديقك " نتن ـــ يا.. هو " في تل
أبيب.
والآن وداعاً يا.. ريس.. فالساعة
الآن السادسة وعشر دقائق من مساء يوم الجمعة 11 /2 / 2011، والفضول يشدني لأسمع من
أروع فضائية عربية خبرَ خَلْعك عن سدة الحكم.. يا أيها الرئيس المخلوع..
فالله.. الله يا مصر.. يا أرض
الكنانة.. كم أشتهي الآن أن أقبّل ترابك المقدس.
فالله .. الله يا شعب مصر ما
أروعك.. وما أعظمك.. كم أشتهي أن أبكي بين أحضانك بكاء السابح في بحيرة من الفرح.
******
وأخيراً.. هناك سؤال يطرح
نفسه الآن: الدور على مين يا جماعة..!!!!!!؟.
عبد الرحمن عمار
abdalrahmanammar@maktoob.com | |
|
عبير البرازي مديرة
عدد المساهمات : 7200 تاريخ التسجيل : 02/03/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: رد: اصبر..يا.. ريّس الأحد فبراير 13, 2011 10:48 am | |
| اخي العزيز عمار
بارك الله فيك لطرحك الساخر الرائع
الذي يثلج الصدور
الحقيقة كنت اقرا وانا باسمة فرحة
لهذا الذل من بعد العز
اسمحلي ان اضحك بعالي الصوت
لفرحتي مع شعبنا بمصر الحبيبة
لقد تناولت مقالك بالشرح المفصل
والدقيق,سلمت يداك على ما خطتت
من ابداع وتميز عن عدة مقالات قرأتها
لهذه الفترة
والى اللقاء مع سقوط طاغية جديد
من مسلسل العصر,الذي اخشى ان يصبح كالمسلسلات التركية
هههه لا نهاية له سريعة والاحداث تدور بنفس السيناريو بالحوار وتكرار المشاهد, مع المفاجأت ههه.
رحم الله شهداء الانتفاضات السابقون والاحقون, وبارك الله لنا بقلمك المبدع
وفكرك النيير اخي الكريم الكاتب عبد الرحمن عمار
وتقبل خالص التقدير والاحترام | |
|
ashafak2010 المشرف المميز
عدد المساهمات : 953 تاريخ التسجيل : 08/03/2010 العمر : 57
| موضوع: رد: اصبر..يا.. ريّس الأحد فبراير 13, 2011 8:41 pm | |
| مازل الإسرائيلي بأقلام وحكّام الخونة يروجون أنهم قادرون على فعل شيء
هل مازال في عالمنا غبي يصدق هذا الكلام بعد سقوط الغبي الكبير مبارك الذي كان الحليف القوي لهم .
تحية لأخي عبد الرحمن عمار. د: وليد علامة | |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: اصبر..يا.. ريّس الإثنين فبراير 14, 2011 1:54 am | |
|
عشنا تلك الملحمة بثوانيها طوال ثمانية عشر يوما..ورأينا بأم أعيننا ذلك التناقض الصارخ بين البشر الثائر والطاغية الماكر..كان الأمل مخضبا بالدموع والدماء والمعاناة واستخفاف وازدراء الريس..كان وهو كبيرهم الذي علمهم السحر مثلهم لا يسمع عن شيء اسمه الشعب.. حتى قيل إنهم قالوا له اخطب في الشعب مودعا فأجاب "هو الشعب رايح فين؟"..كانت حقبة من التاريخ كالحة السواد..حكمنا فيها رهط من هؤلاء العاضين على السلطة بالنواجذ لا لشيء إلا لمزيد من النهب والسلب والتنكيل والبطش وطاعة الغرب وقرة عينه الكيان الصهيوني ظنا منهم أن تلك ضمانة لخلودهم على العرش, وقد فهموا الآن بعد فوات الآوان أن الغرب وربيبته المدللة لا يحمون أي منهم لثانية واحدة, حتى أن بعض المعتدلين بالإضافة إلى الكيان الغالي على قلوبهم ضغطوا على أمريكا وما أدراك ما أمريكا لكي لا تتخلى عن الطاغية المترنح للسقوط. واقع كالحلم هذا الذي حل بنا فجأة ولن يفارقنا مدى الدهر ما دمنا قد اكتشفنا السر. ونحن في نشوتنا الكبرى هم الآن في حزن عميق بدءا من ذلك الذي روي عنه حكاية الدعوة إلى مؤتمر قمة لإلغاء يوم الجمعة.. إلى أساطين الاعتدال إلى الكيان الصهيوني أكبر المنكوبين الذي كان مهددا في وجوده قبل هذا الحدث المدوي فكيف به الآن؟ كما أن الطريق قد ضاع من رجل زعيمتهم أمريكا وراحت أوروبا تبحث عن مخرج وتتمنى ما تتمنى مما طويت صفحته إلى يوم يبعثون. لقد انطلق قطار التغيير بسرعة البرق لا يلوي على شيء وفي زعمي أن الصغار الباقين سيرحلون بالجملة وفي أحسن الآجال, وقد استعادت العروبة وجهها الجميل ولن يضيع منها بعد اليوم, وعلى العالم كله أن يعيد حساباته كلها ويعرف أن الذي يحكم شعوبنا منذ الآن هي نفسها ولن تكون العلاقة معها الا على اساس واحد هو مصالحها العليا والتبادل العادل في كل شيء يصلح للتبادل على قدم المساواة والاحترام المتبادل وعلى الكيان الصهيوني الذي زلزلت الأرض من تحت أقدامه أن ينسى عهد التمتع بالغاز المصري بثمن أقل من كلفة إنتاجه والحلم بنصيب وافر من مياه النهر الخالد وغير هذا وذاك كثير. المهم فيما حدث هو أن الطاغية وزملاؤه المنتظرون فهموا لأول مرة أن هناك شيء موجود إسمه الشعب بل إنه أكثر من ذلك قرر أن يقرر مصيره بنفسه ويتولى شؤونه بعد أن طفح به الكيل من تصرفاتهم البلهاء المفرطة المتخاذلة المتآمرة على الشعب والوطن. سررت كثيرا لقراءة ما خطت يدك أخي الفاضل الأستاذ عبد الرحمن, لقد سجلت اللحظة التاريخية بدقة وبرؤية ثاقبة وتعبير فني رائع أضاف إلى جمالها رونقا. مرحبا بك في بيتك أخي الكريم. | |
|