عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: مصر أكثر من تونس الإثنين فبراير 14, 2011 4:17 pm | |
|
حديث الاثنين4 مصر أكثر من تونس
وأخيرا .. ثار الشعب العربي .. فالعبرة لمن يعتبر في آخر قمة المهازل في شرم الشيخ تحت رئاسة الطاغية المخلوع صرح عبقري السياسة الخارجية للنظام المصري البائد بأن مصر ليست تونس رادا على سؤال صحفي بغضب وتشنج وغطرسة "هذا كلام فارغ مصر ليست تونس", ولم يمهله شعب مصر العظيم وشبابه الباسل سوى أيام معدودات ليأتيه الجواب الحاسم "مصر أكثر من تونس", ذلك أنها مصر وما أدراك ما هي في ثقلها العربي والجهوي والعالمي, ومن ثم فإن ثورتها وإن كان للعبقرية التونسية فيها فضل السبق والقدوة فإنها ذاهبة بعيدا بعيدا بعيد يا أبا الغيط, بعد أن ترمي بك وبأمثالك من العملاء إلى مزبلة التاريخ إن رضيت بهم, فمن غرائب الزمان وعار الحقبة السوداء الماضية في بلاد العرب أن حكامها لم يكونوا على وعي أو أن أغلبهم لا يسمع مجرد السماع عن شيء اسمه "الفيس بوك" وإن سمعوا فإنهم لا يدركون إطلاقا أنه بالإمكان أن تتأسس الثورة عليهم وتتنظم وتبدأ على صفحاته الفضائية كما وقع في تونس ثم سريعا في مصر, حيث راحوا بنفس الطريقة الغبية يحاولون عبثا غلق الفضاء أمام المواقع والفضائيات والهواتف بأنواعها حتى تنهار قيادات الشباب الثائر وتعجز عن قيادة ثورتها العارمة, فكانت النتيجة أن ازدادت الثورة تأججا وارتفع لهيبها إلى عنان السماء, إنهم لا يعلمون أن العالم أصبح قرية صغيرة, وأن فضاءه أصبح مفتوحا تماما ولا يمكن لأي طاغية أن يغلقه ويسجن شعبه كله داخل الحدود الجغرافية كما تعود منذ جلوسه على العرش, وبالتالي ارتبكوا ولم يفهموا ما يحصل ولم يهضموا الإجابات المقدمة لهم, فأخرجوا كل ما لديهم من أساليب البطش التي عفا عنها الزمن, وصمموا على البقاء حتى لو كان بارتكاب مجازر وإحراق البلد بمن فيه, لكنهم بالرغم من الجرائم التي أضافوها إلى سجلهم الحافل بالموبقات لم يستطيعوا فعل شيء أمام تصميم الشعب على طردهم شر طردة ليس من الحكم وحده بل من البلد كل البلد, ولو كانت إرادته منفذة بتمامها لحاكمهم المحاكمة العادلة ونصب لهم المشانق بطريقة قانونية شرعية نظيفة مستحقة, ولكنهم فلتوا من سؤال العدالة ولو إلى حين. والغريب في الأمر أن أمريكا والغرب والكيان الصهيوني و"المعتدلون" بمعنى عملاؤهم في المنطقة أصيبوا بذهول تام ولم يستطيعوا التصرف فوقفوا مشلولين شللا تاما من هول الصدمة التي فاجأتهم كالصاعقة من حيث لم يحتسبوا, ففشلوا فشلا ذريعا وارتاعوا مما تحمله الأيام القادمة, لقد بدأ أصدقاؤهم بل عبيدهم وعملاؤهم في السقط المهين السريع الواحد بعد الآخر, كما أنهم عجزوا عن فعل أي شيء لتوجيه الأحداث كم تعودوا وأصاب الكيان الصهيوني الرعب وتجمدت أوصاله خوفا هذه المرة على وجوده الذي كان مهتزا قبل الثورة فما بالك بعدها وأين؟؟؟ في مصر وما أدراك ما مصر, الذي كان نظامها العميل يوفر له الأمن والأمان ويطلق يده المجرمة في إبادة الفلسطينيين وإزهاق أرواح الأطفال في غزة وقبلها في لبنان, وقد اطمأن إلى أنه في طريق تأبيد ملكيته لفلسطين كل فلسطين بما فيها القدس الشريف الذي أعلنها عاصمة أبدية لكيانه, وراح يقوم سريعا بإسكان شذاد الآفاق من الصهاينة في شرقها, ويقوم بالحفريات وغيرها لهدم الأقصى الشريف, وهو في نشوة ما بعدها نشوة من حماية ظهره وسندها من النظام المصري الخائن ومن معه من "المعتدلين" العملاء المؤازرين له سرا إلى حد ما. ارتعبت أمريكا ومن معها لا بالثورة الزاحفة والتي بلغت قاهرة المعز وما أدراك ما هي فحسب, وإنما لفشل مخابراتها وهيئات الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية فيها, وما إلى ذلك مما تملكه من أقمار التجسس وسائل التنصت وبنوك المعلومات وغيرها من الوسائل المادية والبشرية الضخمة, كل ذلك وبالرغم من وقوع الصعقة الأولى في تونس لم تستطع توقع مجرد توقع ما حصل بعد أيام معدودات في مصر, والذهول ذاته حصل في الكيان الصهيوني وأوروبا والنظم العميلة في المنطقة, حتى أن أصواتا تعالت في الكيان الصهيوني داعية إلى محاسبة الموساد عن عجزه في توقع الكارثة, أصيبوا كلهم بدهشة رهيبة كونهم قد أصبحوا عاجزين عن معرفة ما يحيط بهم ولو معرفة ظنية, مما يعني أن أمنهم القومي أصبح مهددا تهديدا جديا, والأكثر من ذلك عجزهم التام عن مواجهة الوضع, مما يلزمهم بالتغيير الجذري بل الثوري في كل أدواتهم وإستراتيجياتهم وأساليب عملهم ليستطيعوا التكيف مع الثورة الكبيرة الزاحفة في المنطقة والتي استعملت التكنولوكية الرقمية كوسيلة عمل بكفاءة منقطعة النظير فضلا عن إدراكها الفكري والعملي للواقع بما في ذلك قدرتها على مواجهة النظام الطاغي العميل والانتصار عليه وعلى أنصاره في المنطقة وإصابة حماته في أمريكا والغرب والكيان الصهيوني بالشلل التام, هذه الحقائق كانت واضحة لدى شباب الشعوب الثائرة والأروع من ذلك أنه قامت بعمل سلمي لم تستعمل فيه العنف ولا التخريب والترهيب وبالرغم من ذلك واجهت البلطجية وأدوات الإجرام التي سخرها النظام لذبحهم وتخريب البلد عن آخره في تونس كما في مصر, ولكن العبقرية الثورية للشعوب بقيادة الطلائع الصامدة من شباباها المثقف الواعي استطاعت هزم كل أدوات الإجرام بصدور عارية عامرة بالإيمان ولم يستعملوا سلاحا آخر حتى الأبيض واكتفوا بالحجر. إن القوة الجبارة التي أبانت عنها الثورة العربية الزاحفة والقادرة على هزم الطغاة وأدوات إجرامهم وإرهابهم والمصيبة لأمريكا والغرب والكيان الصهيوني وعملائهم بالعجز التام وبعقدة النقص الكبيرة التي ألجمتهم وأرعبتهم, مما يعني أن هذه الثورة النبيلة الأصيلة تطرح نفسها بديلا ليس جديرا بإدارة أوطانها وأمتها ومنطقتها فحسب بل إدارة العالم بأسره, والدليل أنها نجحت حيث فشل الجميع, وأنها تصنع الأحداث بينما الآخرون ينهزمون أمام زحفها وقد فشلوا في توقعها ولم يستطيعوا لها دفعا, ومن ثم فهي الأجدر والأسبق والأهم, وستأتي الأيام القادمة القريبة بتغييرات عميقة تمليها الثورة العربية المعاصرة على العلاقات الدولية التي يتحتم عليها فسح المجال في مرحلة أولى لمكانة مرموقة فيها للعرب والمسلمين, قبل أن يصبحوا في آجال قريبة من القادة البارزين للقرية الكونية الصغيرة لتنعم الإنسانية في ظلهم بالحرية والعدل والرفاهية. بقلم عبدو المعلم | |
|