عبد الرحمن عمار العضو الملكي
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 27/01/2011
| موضوع: جابر عصفور.. وزيراً..!!. الثلاثاء فبراير 15, 2011 1:41 pm | |
| جابر عصفور.. وزيراً..!!!. بقلم: عبد الرحمن عمار د. جابر عصفور أديب وناقد مهم، وأنا من متابعي قراءة مقالاته الشهرية التي تنشرها مجلة العربي الكويتية، إلا أنني لاحظت منذ عدة سنوات أنه يعزف على وتر ما ترغب به إدارة المجلة، وها أنذا أوضح كيفية هذا العازف والمعزف، بعد أن تحدثتُ عنه بشكل مفصل في كتابي " قضية الإرهاب بين الحق والباطل " الصادر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 2003.
في العدد 480 تشرين الثاني 1998 كتب رئيس تحرير مجلة العربي الدكتور محمد الرميحي مقالاً بعنوان " إرهابيون عبر التاريخ " وتحدث فيه عن " جماعة الحشاشين " ورأى أنهم كانوا أخطر جماعة إرهابية عرفها التاريخ الإسلامي الوسيط، ثم ذكر فرسان الهيكل في أوروبا، بوصفهم من الجماعات الإرهابية، ولكنه أشار من طرف خفي أن هذه الجماعة تأثرت بالأسلوب الإرهابي المستخدم من قبل " الحشاشين ". ومن يقرأ مقال الرميحي يستخلص أن الإرهاب في نظر الرميحي هو صناعة عربية ـــــ إسلامية بامتياز..!!!.
وبما أن مجلة العربي قد أفردت للدكتور جابر عصفور مساحة واسعة وثابتة في كل عدد، فقد طلع علينا بعد ثلاثة أشهر من نشر مقال الرميحي بثلاث مقالات متتابعة في الأعداد 483 و484 و 485، شباط وآذار ونيسان، من عام 1999، وتحمل هذه المقالات الثلاث عنواناً عاماً هو " الكتابة عن الإرهاب ". وفيها درس رواية " تلك الأيام " للروائي المصري فتحي غانم. والمهم في الأمر أن جابر عصفور قد أقحم مصطلح الإرهاب قصداً أو من غير قصد، لا أدري، عند الحديث عن شخصيات الرواية وغيرها من روايات أخرى كرواية في " بيتنا رجل " لإحسان عبد القدوس و" قصة حب " ليوسف إدريس.
وهناك عدة ملاحظات سجلتها على مقالات جابر عصفور أذكر اثنتين منها:
الملاحظة الأولى هي أنه استخدم مصطلح الإرهاب خارج سياقه التاريخي، فرواية فتحي غانم صدرت في العام 1963، ومفردة الإرهاب لم تكن متداولة في ذلك الوقت، ولم يستخدمها الروائي فتحي غانم في روايته، وإنما، فيما أعتقد، قد استخدم مفردات أخرى كانت متداولة في تلك المرحلة، فمصطلح الإرهاب، كما بيّنت في كتابي المذكور، لم يتم استخدامه ولم ينتشر بشكل واسع إلا في بداية الثمانينات من القرن العشرين وما بعد، حيث أخذت الآلة السياسية والإعلامية الغربية تضخ هذا المصطلح باستمرار، وتلصقه بالعرب والمسلمين، حتى شمل كل شكل من أشكال المقاومات التي تسعى إلى تحرير الأرض والوطن من أي محتل غاصب.
والملاحظة الثانية أن الكاتب لم يفرّق بين من يناهض السلطة ومن يناهض الاستعمار، فهو عندما يشير إلى بطلي رواية إحسان عبد القدوس وقصة يوسف إدريس، يلصق صفة " الإرهابي " بكل بساطة على كل من يقاوم الاستعمار البريطاني، فهو على سبيل المثال حين يتحدث في عرضه لرواية " تلك الأيام " عما حدث بعد ثورة تموز عام 1952 يقول: ".. وفي هذه الأثناء تُفرج حكومة الثورة عن المعتقلين السياسيين الذين اعتقلوا في عهد الملكية والاستعمار، ومنهم الذين اتهموا بممارسة الإرهاب الذي قضى على الكثيرين من جنود الاحتلال وأعوانه، فيسعى ( بطل رواية فتحي غانم ) إلى التعرف على واحد من هؤلاء الإرهابيين.. ويلتقي بالإرهابي.. فيدعوه إلى بيته.. ويأخذ في تعمق معرفة الإرهابي ، ومن ثم الإرهاب ". هذا ما قاله جابر عصفور عمن كانوا يقاومون المستعمر البريطاني، وهنا يحق لنا أن نعتقد أن التأكيد على مفردة الإرهاب ومشتقاتها وتكرارها، يدل عن قناعة جابر عصفور أن كل من يقاوم المحتل هو إرهابي دون شك..!!. بينما نجد بالمقابل الناقدين سامي خشبه وغالي شكري يصنّفان بطل قصة يوسف إدريس وبطل رواية إحسان عبد القدوس في خانة الإبطال الإيجابيين، كونهما لعبا دورين مهمين في مقاومة الاستعمار، فهما إذن يدخلان في باب الأدب المقاوم، وليس الأدب الإرهابي، كما يرى جابر عصفور.
ثم بعد سنوات قليلة.. أي بعد الاحتلال الأميركي للعراق، يطالعنا جابر عصفور بدراسة عن رواية لأحد الأدباء العراقيين، وفيها يسهب في تحليل ما حدث لبطل الرواية السجين، أثناء وجوده في سجون النظام العراقي السابق. وكما يشرح جابر عصفور ويحلل، فقد عانى ذلك السجين المعارض لنظام صدام حسين، الكثير.. الكثير من التعذيب الوحشي، فقد ظل زمناً طويلاً يعيش في زنزانة إفرادية لا يُطاق العيشُ فيها.
إن مثل هذه الدراسة، لو نشرت في مجلة أخرى غير مجلة العربي، وفي مكان آخر غير الكويت، لما توقف الإنسان عندها كثيراً، فهي وجهة نظر نقدية في رواية ما، ولكن المؤلم هو أن ما يقصده جابر عصفور من تحليل هذه الرواية هو بالطبع دغدغة مشاعر القائمين على مجلة العربي، فالعداء بين العراق وبين الكويت كان واضحاً، وأسبابه معروفة. وما يؤلم أكثر هو في توقيت عرض تلك الرواية، فالعراق رزح ويرزح تحت وطأة المحتل الأميركي، وهو يؤجج الفتن ويغذيها بين فئات الشعب العراقي، حتى وصلت تلك الفتن في ذلك الوقت الذي تم فيه عرض الرواية إلى مداها الأقصى، ففي كل يوم كانت عشرات الجثث لأشخاص مجهولي الهوية تتبعثر في شوارع بغداد وغيرها من المدن العراقية، أو ملقية في حاويات القمامة. فلنقارن بين ما حدث للشعب العراقي أثناء نشر المقالة وبين ما كان ما حدث لتلك الشخصية الروائية التي كان جابر عصفور يتباكى عليها، نظراً لما عاناه ذلك السجين من اضطهاد وتعذيب وزجّ في زنزانة إفرادية، ونسي جابر عصفور أن المحتل الأميركي تسبب ولا يزال بمقتل مئات الآلاف من العراقيين وتشريد الملايين داخل العراق وخارجه، كل ذلك لم يلتفت إليه جابر عصفور، وإنما راح يتحدث عن معانة مجرد شخصية روائية واحدة كانت في سجون النظام العراقي السابق.
وإذا ما انتقلنا إلى ما قامت به ثورة الشباب في مصر من فعل ثوري حضاري رائع أذهلت العالم.. كل العالم، فإننا نجد هذه الثورة قد أجبرت سيادة الريّس في جمعة الغضب على إقالة وزارة وتشكيل أخرى، ودخل فيها الدكتور جابر عصفور ليصبح زيراً للثقافة.. وهكذا وقف باستعداد أمام رئيس الجمهورية الذي لم يعد الآن لا رئيساً للجمهورية ولا من يحزنون، ومد يده اليمنى وأقسم اليمين الروتيني في الوقت الذي كانت المظاهرات الشعبية في القاهرة وغيرها من مدن مصر تصل إلى أسماع الكرة الأرضية، وهي تطالب برحيل الطاغية عن أرض الكنانة.
وقد تفاجأ أو بتعبير أدق استغرب الكثيرون في الأوساط الثقافية والأدبية العربية ممن يعرفون جابر عصفور شخصياً أو ممن قرأوا القليل أو الكثير من كتاباته الأدبية، وتمنوا، وهم متأسفون، أن لا يكون انجرف ووقع في هذه الحفرة المهلكة " أدبياً واجتماعياً " على أقل تقدير.
أما أنا، وأقولها بحق فلم أتفاجأ من قبول جابر عصفور ذلك المنصب الوزاري في وزارة متقلقلة كأن الريح تحتها، لأنني أعرف بعض خلفية جابر عصفور، على الشكل الذي ذكرته سابقاً، ومع ذلك كنت أتمنى كغيري أن لا ينجرف إلى هذا المستوى، فقد أهلك الرجل نفسه بحق. فليس من المعقول أن جابر عصفور لا يعرف نظامَ حسني مبارك الذي أجمع العرب من محيطهم إلى خليجهم على أنه نظام ذليل.. عميل.. عليل، فياما أضر بقضايا العرب الأساسية، ولا سيما قضية فلسطين، ومن لم يصدقني فليسأل أهل غزة الذين ذاقوا الأمرين من ممارساته وحصاره الذي فرضه عليهم، ولو أنه كان يستطيع أن يقطع نسمة الهواء عنهم لما كان قصّر في ذلك.. ولو أردنا أن نذكر أفعاله الملحمية..!!! لاستغرق الأمر منا صفحات وصفحات، ولكننا ننوه فقط هنا بمواقفه المخزية من المقاومة اللبنانية أثناء العدوان الصهيوني على جنوب لبنان في تموز عام 2006. وأيضاً أثناء العدوان على قطاع غزة أواخر عام 2008 وبداية عام 2009.
ولنعد الآن إلى وزارة جابر عصفور لنقول: صحيح أنه استقال بعد أيام قلائل، وصحيح أيضاً أنه حاول ترقيع الثوب الممزق الذي ألبسه لنفسه بنفسه، دون أن يجبره على ذلك أحد.. وصحيح أنه برّر دخوله الوزارة بأنه كان يريد ويطمح أن يُصلح بعضاً مما أفسده الدهر في ذلك النظام المتهالك، ولكن الصحيح.. الصحيح أن ذلك التبرير قد جاء أقبح من أي ذنب صغير.. صغير. أما الثوب الذي خاطه عصفور بنفسه، ولبسه عن رضا وقناعة.. فبقي وسيبقى مهلهلاً وممزقاً لا يزول، والترقيع الذي قام به سيبقى ترقيعاً لا يُمحى، وستظل فعلته بقبول الوزارة موسومة على جبينه كالنقطة السوداء.
أخيراً أقول: إن بعض الناس، وأنا منهم، قد يظلوا يحترمونك يا دكتور جابر بوصفك واحداً من الأدباء المتميزين، ولكن لا تطمح أبداً أن تنال من أحد ولو ذرة واحدة من الاحترام بوصفك وزيراً للثقافة سابقاً.
abdalrahmanammar@maktoob.com | |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: جابر عضفور .. وزيرا .. !!. الثلاثاء فبراير 15, 2011 2:19 pm | |
| كتب أحدهم مرة خلال العام الماضي عن النخب العربية وعلى رأسها بالطبع النخبة المثقفة أنها خانت شعوبها وراحت تقتات من فتات موائد السلطان باحثة عن مصيرها الشخصي وراضية بالقليل متجاهلة مسؤوليتها التارخية نحو شعوبها وأوطانها مما يؤهلها بجدارة واستحقاق لمرتبة الخيانة والاستقرار مع أسيادها الطغاة في نهاية المطاف في مزابل التاريخ, إلا ما رحم ربك منها, فلو تحملت هذه النخب المثقفة مسؤولياتها في مصر مثلا لما عبث هذا الطاغية اللعين بشعبه وأمته ووطنه ثلاثة عقود وبقي في السلطة المطلقة يفعل ما يشاء ويبيع البلاد والعباد كما يشاء سادته بأبخس الأثمان, فما كان له أن يستمر أكثر من ثلاث سنين على الأكثر. وجابر عصفور واحد من هؤلاء الذين رضوا بهذا المصير المشؤوم أو اختاروه بكل حرية ورغبة جامحة وطمع وجشع وأمثال هؤلاء مهما علا كعبهم في مجال ما من مجالات العلم والمعرفة والثقافة لا يمكن اعتبارهم ممن يعيشون ثقافتهم فهم يحملونها على أكتافهم وظهورهم لكنهم يتصرفون بطرق أخرى في سلوكهم الاجتماعي والسياسي ربما أسوأ من عامة الناس الذين يحفظون نماذج من القيم والعادات والتقاليد لا يحيدون عنها أبدا ولو كلفهم ذلك حياتهم, فإذا ارتضينا بتعريف الثقافة على أنها "السلوك الإنساني", فإننا نواجه تناقضا حادا في اعتبار أمثال عصفور مثقفين اللهم إلا إذا جاز ضمهم لنماذج تاريخية معروفة يمكن أن يطلق عليها اسم المثقفين الشواذ أو المنحرفين بمعنى من المعاني. فالحصول على المجد لا تكفي فيه الثقافة وحدها لكنه يقتضي تضحيات أساسية أحيانا كما وقع لمثقفين كبار عرفهم التاريخ وافتخر بهم وسجلهم بأحرف من ذهب في صفحاته الخالدة, نعم أخي الكريم الأستاذ عبد الرحمن, لن يذكر عصفور إلا بما فعل إيجابيا أي إنتاجه الأدبي إن كان صالحا, لكنه لن يذكر إلا ذما بسقوطه وانحرافه وقبوله لمنصب أحسن ما يقال فيه إنه كان في قلب العاصفة. | |
|
fromgermany عضو نشيط
عدد المساهمات : 630 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 الموقع :
| موضوع: رد: جابر عصفور.. وزيراً..!!. الأربعاء فبراير 16, 2011 1:45 am | |
| يجب ان يكفل حق الرد لل د. عصفور | |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: جابر عصفور..وزيرا..!!. الأربعاء فبراير 16, 2011 1:50 am | |
| ولم لا؟ وما المانع إن كان يرغب في ذلك؟ | |
|