من فجر كنيسة القديسَيْن...!!!؟.

• من فجر كنيسة القديسَيْن..!!؟.
  

عبد الرحمن عمار



من فجر كنيسة القديسين في الإسكندرية..!!؟ ومن يزرع الفتن بين المسلمين والمسيحيين في مصر وغير مصر..!!؟ ومن له مصلحة في ذلك..!!؟.

هذه الأسئلة بدأت تتوضح معالم إجاباتها شيئاً فشيئاً بعد اندلاع ثورة الشباب، وانتصارها على نظام حسني مبارك.

وبداية أقول: إن من قام بتفجير كنيسة القديسَيْن، اختاروا اليوم الذي يسبق عيد الميلاد الشرقي، ليكون أشدّ وقعاً وإيلاماً في النفوس، ويومها ضجّت الدنيا لهذه الجريمة النكراء التي خلّفت وراءها خمسة وعشرين ضحية ونحو مائة جريح، وغضب المسيحيون في مصر وغير مصر، وبيدهم حق أن يغضبوا، فهذه جريمة بشعة بكل المقاييس الإنسانية، وأثناء احتفالات عيد الميلاد، حضرت قداسَ الاحتفال شخصياتٌ رسمية مصرية عديدة، وقدمت العزاء للبابا شنودة، وقد انطبق على بعض أولئك الشخصيات الرسمية قول المثل الشعبي " يقتل القتيل ويمشي في جنازته ".

ولكن ردود الفعل القادمة من وراء البحار كانت قوية وملفتة، حيث ارتفعت الأصوات عالية وألقت التهم جزافاً هنا وهناك، وأخذت تطالب بحماية الأقباط في مصر، لأنهم معرضون للإبادة..!!!. وعلى رأس هذه الأصوات الأسطة ساركوزي رئيس فرنسا، والذي لست بحاجة الآن لأكشف عن أصله وفصله وجنسه.

إن المطالبة بحماية الأقباط يا سادة.. يا كرام تعني أولاً التحرّش في شؤون مصر الداخلية باسم حماية الأقباط.. وحماية الأقباط تعني ثانياً إرسال حاملات الطائرات والبوارج الحربية، ومختلف أنواع الأسلحة الفتاكة الزكية والغبية، من أجل الهيمنة على مصر وشعب مصر، ورسم خريطة متقنة لإنشاء دولة قبطية في محيط الإسكندرية.

ولكنّ عدل الله أعظم من نظام حسني وأشباهه، والله يمهل ولا يهمل..

أما كيف تم تفجير الكنيسة، ومن هم الأبطال..!!! الحقيقيون الذين خططوا ونفّذوا هذه الجريمة، فالجواب عند ذلك الدبلوماسي البريطاني حيث ننقل باختصار ما صرح به أمام دوائر قصر الإليزيه الفرنسي عندما سئل عن سبب إصرار إنكلترا على المطالبة برحيل الرئيس المصري وفريقه، خصوصاً أجهزة وزارة الداخلية التي كان يديرها الوزير حبيب العدلي فقال:

المخابرات البريطانية تأكدت، ومن المستندات الرسمية المصرية الصوتية والورقية، أن وزير الداخلية المصري المقال حبيب العدلي كان قد شكل منذ ست سنوات جهازاً خاصاً يديره اثنان وعشرون ضابطاً، وأفراده من بعض الجماعات الإسلامية التي قضت سنوات في سجون الداخلية، وعدد من تجار المخدرات وفرق الشركات الأمنية وأصحاب السوابق.

وهكذا تم التخطيط لهذه العملية من قبل ضابط مقرب من وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، فقام ذلك الضابط بتجنيد ثلاثة رجال وكلفهم بتنفيذ عملية التفجير، وبأسلوب درامي متقن، حيث تم وضع المتفجرات في إحدى السيارات، وطلب ذلك الضابط من أحد الثلاثة المكلفين بالعملية بقيادة السيارة ووضعها قرب الكنيسة، وأوهموه أن يتركها هناك ويغادر المكان، وعندما وصلت السيارة إلى المكان المحدد تم تفجيرها هي والسائق بجهاز خاص يحمله الضابط المذكور نفسه.

وبعد تنفيذ العملية قام ذلك الضابط باعتقال الاثنين الآخرين، ونقلهما بسيارة إسعاف حديثة إلى القاهرة، حيث تم حجز الاثنين. وعندما حدثت الثورة الشبابية، وانهارت قوى الأمن المصري في الثامن من كانون الثاني، قامت بعض تلك القوى الأمنية بفتح السجون لبث الفوضى نكاية بالوطن والمواطنين، فتمكن الأثنان من الهرب ولجآ إلى السفارة البريطانية في القاهرة، وهناك سردا الحكاية " من طأطأ لسلام عليكم "

وكان من خططوا ونفّذوا عملية التفجير قد فَبْرَكوا اتهاماً منمقاً وألصقوه بمن أطلقوا عليه "جند الله ". فماذا يعني هذا الاتهام..!!؟. وما الهدف منه..!!؟.

إن الهدف من وراء ذلك، وحسبما نُقل عن الدبلوماسي البريطاني يكمن في أن اتهام (جند الله) الغزاوي بالقيام بالعملية:

1 ــــ يشكل نوعاً من تخفيف الضغط على النظام من قبل الداخل المصري والخارج العربي والإسلامي، كما يشكل غطاء أخلاقياً لمواصلة محاصرة مدينة غزة.

2 ـــــ ويقدم هدية قيّمة للعدو الصهيوني ليواصل حصاره على غزة، والتحضير لعملية عدوانية كبيرة عليها، وأيضاً للتماس الدعم من القادة الصهاينة لترشيح جمال مبارك لرئاسة مصر.

3 ـــــ كما يعطي الحق للنظام المصري باتهام الإسلاميين بالتطرف والاعتداء على المسيحيين، ومن ثمة اعتقالهم دون تزمّر دولي، وهذا ما حدث فعلاً، فقد بلغ عدد المعتقلين بعد تفجير الكنيسة أكثر من أربعة آلاف مصري.

وبعد هذه المعطيات ماذا تقول يا أسطة ساركوزي.. ..!!؟. يا من لا أريد أن أنبش أصلك.. وفصلك.. ونَسْلك ..!!؟. ألم تزل مصرّاً على حماية الأقباط في مصر العربية....!!؟.

حسناً.. إنني أعفيك من الجواب يا أسطة ساركوزي، ولكنني فقط أريد أن أذكرك بما حدث أثناء هذه الثورة الرائعة.. في مصر الرائعة.

كان شعب مصر كله.. من مسلمين ومسيحيين يشتركون معاً جنباً إلى جنب في المظاهرات والاحتجاج، وما حدث في يوم الجمعة الثانية من عمر الثورة كان عملاً يدعو إلى الفخر والاعتزاز بالوطن المصري والمواطنين المصريين من مسلمين ومسيحيين، فعندما حان وقت صلاة الجمعة اصطف المسلمون للصلاة، أما إخوانهم المسيحيون فقد تحلقوا حولهم ليحرسوهم من أيّ أذى قد يصيبهم، فقد كانت فلول البلطجية لا تزال تحاول أن تثبت وجودها وتغتنم أية فرصة للهجوم على المتظاهرين؛ مسلمين ومسيحيين. وهذا مثال واحد من عديد الأمثلة الدالة على ذلك التلاحم العفوي الصادق بين فئات الشعب المصري.

هذه هي طبيعة الشعب المصري يا أسطة ساركوزي، وهذه هي القاعدة الأساسية منذ ألف وخمسمائة عام، فالشعب العربي بكل أطيافه وفئاته عاش في ودّ وتآلف واحترام متبادل. أما الاستثناء فهو من صنعكم أنتم في أورومبا وأميركا يا أسطة ساركوزي. لقد حاولتم بشتى الطرق أن تبثّوا الفرقة والتباغض بين فئات الشعب العربي من محيطه إلى خليجه، فنجحتم بعض النجاح، حين أوعزتم إلى عملائكم بالقيام بتفجيرٍ هنا وتفجير هناك، ثم أخذتم تتهمون " المتشددين الإسلاميين " بتنفيذ هذه التفجيرات.. كل ذلك بغرض زرع الفتنة بين فئات الشعب الواحد وتشويه سمعة الإسلام والمسلمين.

لكنما في النهاية لا يصح إلا الصحيح يا أسطة ساركوزي، فقد انجلت الحقيقة، وهي أن مَن فجر كنيسة القديسَيْن هم عناصر من وزارة الداخلية المصرية، بتوجيه من الوزير حبيب العدلي، والذي تقول عنه الأخبار الطازجة في هذا المساء 17 / 2 / 2011 أنه زُجّ في السجن على ذمة التحقيق.. فهل أنت مبسوط في سجنك يا حبّوب..!!!؟.

[color=#0000cc]أما أنت يا ساركوزي فأعود لأسألك سؤالاً، لا سؤال بعده، ولك عهد مني أن أعفيك مرة أخرى من الإجابة عنه: هل ما زلت متعنّتاً ومصرّاً ومصمماً على حماية الأقباط يا أسطة ساركوزي..!!!!؟.



abdalrahmanammar@maktoob.com

اشكرك اخي الكريم لهذا التوضيح ولطريقة سردك الرائعة للموضوع
نعم الله يمهل ولا يهمل,وقد عانينا الكثير من لعبة فرق تسد ومن العنصرية المزعومة
التي يغرسوها كل يوم عن يوم بشتى البلاد
بالرغم من معرفة الشعب بحقائقها واهدافها الا ان الزعماء يأججوها ويصعدوها لتحقيق ماربهم الخسيسة
الحمد لله له الشكر , كوننا الان بفترة الاجتساس والمحاسبة والنهضة الشعبية الواعية
دمت بتالقك اخي المحترم ودامت مقالاتك لنا نورا

موضوع : رد على رد " من فجر كنيسة القديسن "

الأخت العزيزة روزانا
لك مني التحية والتقدير، وشكراً لك على هذا التعقيب الجميل على مقالتي، وأرجو أن يمدنا الله بالقوة والعافية والحيوية الفكرية، لنتابع رسالتنا في نشر ما نؤمن به من حرص على تحرير الوطن العربي من الظلم ومن التبعية المذلة للغرب عموماً وأميركا خصوصاً.
صدقيني يا سيدتي الكريمة أن موقعكم الهادف ونشاطكم المستمر وتواصلكم اللطيف مع كتابات الآخرين، يدل دلالة صريحة على خلقكم العالي واحترامكم لكل قلم جاد شريف.
وصدقيني يا سيدتي أيضاً أن موقعكم كان " قدمه أخضر " عليّ، كما يقول المثل الشعبي ، فمنذ أن تعرفت على هذا الموقع الجميل، بدأت الثورات الشعبية تنطلق من تونس.. إلى مصر.. إلى ليبيا.. إلى اليمن.. إلى.. إلى...
وأرجو أن تعم الوطن العربي بأكمله، حتى نستطيع أن ننهض من جديد ونستعيد حريتنا وحضارتنا العربية الإنسانية، وتعود فلسطين إلى أهلها العرب، ولم يعد ذلك وهماً من الأوهام بعد أن هبّ الشعب العربي في مغربه ومشرقه.
أخيراً.. اعذريني إن قصرت في الرد على تعقيباتكم على هذه المقالة أو تلك، فعندنا فتح شبكة الإيصال " الأنترنت " أهون من فتح باب اسطنبول، وسرعته في إرسال المعلومة أو التقاطها، أقل من سرعة " طنبر " قادم إلينا من القرون الوسطى.
تحية من القلب لك ولكلماتك الشفافة والرقيقة.

عبد الرحمن عمار

موضوع: رد على رد " من فجر كنيسة القديسين "

الاستاذ عبدو المعلم، سلاماً وتحية.
منذ أن جاء بوش الثاني كانت استراتيجية أميركا أن تمزق الوطن العربي وتطبق ما يسمى " الشرق الأوسط الجديد " ولكن أميركا والغرب والصهيونية خططوا وأرادوا، وكادوا ينجحون في ذلك، ولكن الشعب العربي هو الآن يفعل ما يريد. فبعد صبر واحتقان دام عشرات السنين بدأت ثورة الشعب العربي تنتشر هنا و هناك، وبشكل حضاري أذهل العالم.. كل العالم. وما هي إلا خطوات قليلة حتى يتم تهديم كل ما خططت له أميركا والعدو الصهيوني. لقد بدأ الفجر العربي يشرق من جديد.
مع صادق تحيتي.

عبد الرحمن عمار