الحب في حياة الزعماء العرب
رؤساء وملوك ارتبطوا بأكثر من إمرأة وآخرون لم يتزوجوا
عدنان البابلي: الزعيم الانسان يخفق الحب في قلبه وان جلس في أبراجه العاجية. ولرؤساء العرب وملوكهم حكايات مع المرأة والزواج. ومنهم من تزوج قبل ان يجلس على كرسي الحكم واخرون تزوجوا بعد ان اصبحوا ملوكا ورؤساء. و"إيلاف" في هذا التحقيق تقف عند اللحظات التي وجد فيها الزعيم العربي شريكة حياته. وكعادة العرب فان هناك من تزوج أكثر من إمرأة.
(صالح..الزواج من راعية الغنم)...
كان علي عبدالله صالح راعيا للغنم في مراعي بيت الاحمر حين وقع في غرام راعية فتزوجها في عام 1964 وكان عمره سبعة عشر سنة.
لكن رفيقة صباه توفيت عام 1979 بحادث سير فتركت له خمس بنات وولدين. وتزوج صالح بعد ذلك مرتين دون ان يرى وجه العروس قبل ليلة الزفاف.
وفي هذا يقول صالح : "نحن نتزوج على الوصف والاستثناء في اليمن ان يتزوج الناس بالمعرفة المباشرة بسبب وجود الفاصل الاجتماعي، بين الذكور والاناث ولكن مع تزايد المؤسسات والاماكن التي يكثر فيها التعارف والمعرفة والرؤيا نلاحظ ايضا ان هنالك عددا الان لا بأس به بدأ يعتمد فكرة الزواج المباشر.
وفي هذا يقول كامل عبد الله وهو يمني تخصص في الفولكلور ان الرئيس اليمني متواضع حتى في رواياته عن زواجه, وبساطته هذه اكسبته محبة شعبه.
(عبد الناصر وتحية)...
كان عبد الناصر يتردد على منزل صديقه عبد الحميد.. حين دخلت عليه فتاة رقيقة اسمها تحية قدمت الشاي له. وحين رآها جمال لأول مرة أعجب بها وكانت شابة صغيرة.. هادئة.. رقيقة الملامح.. ولم تكن الفتاة سوى ابنة صديقه. ومع تعدد الزيارات ازداد جمال إعجاباً بها فصارح والدها برغبته فى الارتباط بها وطلب يدها.. ورغم تردد عبد الحميد وأشقائها بحكم الوظيفة العسكرية لعبد الناصر التى لا تمنحه إلا راتباً قليلاً إلا أن تحية حسمت الموقف.. وأغلقت أبواب التردد عندما أصر جمال على معرفة رأيها فوافقت دون تردد وتم إعلان الخطبة وتم الزفاف خلال شهرين. وظلت إمرأة متواضعة قبل و بعد تولي عبد الناصر لمنصب الرئيس وظلت حياتها مكرسة لخدمة زوجها وأبنائها هدى ومنى وخالد وعبد الحميد وعبد الحكيم.
(عمر البشير و وداد)...كان الرئيس السوداني متزوجا حين وقع في حب إمرأة سودانية فاضلة ومثقفة هي وداد بابكر.
واستطاعت بابكر ان تكسب قلب البشير بشخصيتها القوية
وكانت متزوجة قبل ذلك من اللواء ابراهيم شمس الدين احمد الذي قتل في حادث سقوط طائرة هليكوبتر.
ونجحت بسرعة ان تكتسب لقب السيدة الاولى من خلال تقديمها المساعدات لمنكوبي دارفور لكنها عادت للاختفاء بعد انتقادات وجهت للبشير في انه يستغل زوجته لتلميع صورته أمام العالم، اما زوجة البشير الاولى فلا يعرف أحد عنها شيئا.
(عرفات و سهى )...نبض قلب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالحب لاول مرة حين التقى سهى خلال زيارته الاولى لفرنسا في 1989.
وكانت سهى لبقة ذات محيا مشرق وشعر متدل على الاكتاف حين قامت بالترجمة الفوريه في اجتماعات عرفات مع الحكومه الفرنسية. ووقع الحب في قلب عرفات حين طلب منها المجيء معه الى تونس. وفي البداية استعان عرفات بسهى في توجيه العلاقات العامة في منظمه التحرير الفلسطينيه لخبرتها ، ثم مالبثت ان أصبحت مستشارة عرفات لشؤون الاقتصاد. ولكن الحقيقة ان عرفات تزوجها سرا في 1990 واعلنا زواجهما بعد ذلك بعامين وكان عمرها 27 سنه. واعتنقت الاسلام قبل الزواج احتراما لزوجها الذي يعرف الانجيل عن ظهر قلب أما ما يتعلق بالرغبة في المال فتقول سها أنها من أسرة غنية , ولم أكن في حاجة الى المال للارتباط بأبي عمار.
وانجبت سهى من عرفات ابنتهما زهوة ووصفت زواجها من عرفات بانه اسعد زواج وجاء عن حب. وقالت مرة انها تزوجت من اسطورة. لكن مها شبلي وهي فلسطينية ومتخصصة في الاجتماع ترى ان الفلسطينيين لم يحبوا سهى كثيرا وان اغلبهم يراها إمرأة وصولية حسب استطلاع أجرته شبلي العام الماضي.
(كرزاي وزينات )...كانت حامد كرزاي في زيارة الى احدى معسكرات اللاجئين في افغانستان عام 1999 حين صرح بحبه لزينات التي كانت تعمل طبيية في المخيم حيث تزوجها في المنفى بباكستان..
واصبح كرزاي ابا وهو في التاسعة والاربعين من عمره
واطلق على المولود اسم مير واعظ وهو اسم لبطل تاريخي في افغانستان. ويندر ظهورها في المحافل او المناسبات العامة بسبب الطابع المحافظ لافغانستان.
(مبارك وسوزان)...كان حسني مبارك يلبي دعوة احد تلامذته فى الكلية الجوية للعشاء فى منزل أسرته بمناسبة نجاحه.
وهناك وقعت عيناه على سوزان التي تزوجها في عام 1958 و ليكتشف أنها المرأة التى يمكن أن يكمل حياته معها.
وتعرف مبارك على سوزان من خلال شقيقها منير ثابت حين التحق بالأكاديمية الجوية فى بلبيس لدراسة الطيران وكان مبارك وقتها مدرسا ومن هنا جاء تعارفه بأسرة منير ثابت وبشقيقته سوزان وتمت الخطبة وهو فى رتبة ملازم ثان طيار بالقوات الجوية.. وتزوجت منه وهى فى السابعة عشر من عمرها بعد أن أنهت دراستها الثانوية فى مدرسة " سان كلير " عام 1958.
وبعد إنجابها ولديها جمال وعلاء بدأت تفكيرها الجدي فى إتمام دراستها الجامعية.. فقدمت أوراقها للجامعة الأميركية قسم الدراسات السياسية حيث حصلت على درجة البكالوريوس فى الاقتصاد والعلوم السياسية فى الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 1977.
(الياور ونسرين)....
كان غازي الياور حديث العهد بالرئاسة ونسرين برواري مازالت اقدامها على عتبة الوزارة. وكان الياور قد التقى نسرين عدة مرات اثناء اجتماعات رسمية وغير رسمية. ويبدو ان كل واحد منهم وجد هوى في نفس الآخر فتزوجا وكان وقتها حدثا بارزا ان يتزوج رئيس عراقي مؤقت وزيرة اشغال عامة في حكومة عراقية جديدة.
و عقد القران في حفل عائلي أقيم في مدينة أربيل حيث اصطحب الياور معه عددا محدودا من الشخصيات العراقية وبعض أقاربه وكان باستقباله أفراد أسرة الوزيرة وأقاربها. وهذا الزواج هو الثالث للياور.
ونسرين برواري كردية في الثلاثينيات من عمرها وهي واحدة من 7 وزراء أكراد ضمتهم تشكيلة علاوي الوزارية. و نسرين من مواليد أربيل عام 1970 وهي خريجة كلية الهندسة جامعة بغداد عام 1991
ويرى الدكتور يحيى احمد وعمل لمدة سنتين في المنطقة الخضراء في مجال الدراسات الاجتماعية مع القوات الاميركية ان هذه الزيجة حملت اسباب فشلها منذ ولادتها لانها زيجة جاءت بالصدفة في غمرة الشعور بلذة السلطة , كما ان اختلاف الثقافات وغياب النية في تأسيس زيجة حقيقية من أسباب فشلها ايضا.
(السادات وجيهان)...تزوج انور السادات مرتين.. المرة الأولى من إقبال ماضي وأنجب منها ثلاث بنات هم رقيه, راويه, كاميليا حيث طلقها ليتزوج عام 1949 من جيهان رؤوف صفوت وأنجب منها 3 بنات وولد هم لبنى و نهى و جيهان و جمال و جيهان.
وجاءت الزيجة الأولى من إقبال تقليديةً إلى حد بعيد عن طريق الأسرة.
فوالد أنور السادات كان يرتبط بعلاقة صداقة قوية بوالد إقبال.. كما أن أنور كان صديقاً لأشقاء إقبال على الرغم من ميلاد هذه الصداقة فى ظروف غريبة.. ففي إحدى الأيام غرق أنور فى ترعة الباجورية وأوشك على الموت لولا أن شقيق إقبال أدركه وأخرجه من الترعة وأجرى له الإسعافات الأولية وبعدها عرف السادات أن صديقه الذي أنقذه له أخت جميلة إسمها إقبال ورغم أنها كانت تكبره بعام إلا أنه طلب يدها من شقيقها.. ورغم رفضه فى البداية إلا أنه تراجع بعد إلحاح السادات وعلق إتمام الزواج على شرط نجاح السادات فى الالتحاق بالكلية الحربية وبالفعل التحق أنور بها وبعد انتهائه من السنة النهائية كرر طلبه فوافق سالم على خطبة شقيقته إقبال لأنور.
ورغم عدم اقتناعها به فى البداية خاصة لانها ابنة أحد أعيان المنوفية إلا أنها وافقت على الخطبة وتمت خطبتها وكان أنور ملازماً وظلا مخطوبين ثلاث سنوات من عام 1937 وحتى عام 1940.
فى بداية زواجهما عاشا فى بيت والد السادات بكوبرى القبة فى جو يسوده التفاهم والاندماج حيث انبهرت إقبال بشخصية السادات القوية الأخاذة بالإضافة إلى خفة دمه.
ورغم الظروف الصعبة التى مرت بها مع أنور خاصة فى فترة سجنه واعتقالاته إلا أنها صبرت معه خاصة بعد إنجابها ثلاث بنات فكانت تبيع مصوغات أجهزة منزلها حتى تستطيع مشاركته فى مصاريف المنزل.
لكن دوام الحال من المحال حيث انقلبت الأحوال بسبب حب جديد سيطر على قلب السادات وهو حبه لجيهان وهو ما دفع إقبال لطلب الطلاق وتم بالفعل عام 1949 بعد تسع سنوات من الزواج.
تعرف السادات على جيهان للمرة الأولى لدى قريب فى صيف عام 1948 وكانت وقتها لا تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها وكان السادات في الثلاثين.
وقعت جيهان فى غرام السادات منذ الوهلة الأولى لكن والدتها الإنجليزية رفضت السادات فور سماعها.
إلا أن كل ذلك لم يضعف من عزيمة جيهان فى الدفاع عن حبها وبالفعل تم الزواج بعد عدة أشهر من طلاق السادات لزوجته الأولى إقبال وبعدها بأشهر عاد السادات للجيش وكان راتبه لا يتعدى الأربعين جنيهاً حيث أقاما فى شقة بـ 12 جنيهاً فى الروضة.. وكان للأحوال المالية السيئة التى عانى منها الزوجان فى البداية دافع لجيهان الفتاة المدللة التى بدأت فى تعلم كافة الأعمال المنزلية من كنس وكي وطبخ حيث كانت تحضر كتباً خاصة فى الطهو للاسترشاد بها.
(محمد السادس و سلمى)...كانت النظرة الاولى التي جمعت بين ملك وفتاة فقيرة
في حفل لشركة تملكها العائلة المالكة المغربية عام 1999حيث كانت سلمى تعمل فيها كمهندسة. و لالة سلمى شبّت يتيمة في بيت جدتها في شقة صغيرة مؤجرة بـ 800 درهم مغربي بحي القبيبات الشعبي بالرباط بعد أن ماتت والدتها وهي ابنة 36 شهرا، وكانت سلمى تذهب إلى المدرسة يوميا على متن حافلات المدينة مثل بقية فقراء المغرب، حتى تخرجت مهندسة، لتشغل منصب مهم بشركة (أونا).
وهناك التقى بها محمد السادس حينما كان لايزال أميرا، وظلت علاقتهما العاطفية ما يربو على العامين قبل أن يتزوج بها