فحوى المخطط الاستعماري الصهيوني الجديد

هناك ما يشبه الشرخ الآن في الوطن العربي, قسم من الناس وهم الأغلبية يعتبرون ما يحدث ثورة, وقسم آخر وهم في الغالب من النخب الحاكمة حتى الآن, أو التي كانت تحكم قبل الثورة في تونس ومصر, ترى فيما يجري مؤامرة صهيوأمريكية على العرب ودولهم الممانعة خاصة, وقد يكون هذا صحيحا في بعض الدول المستهدفة حقا, لكن ليس هذا هو الدافع الأساسي للأحداث, الذي هو في نظر العالم والأغلبية الشبانية الشعبية ثورة ذات دوافع محلية أساسا تتعلق بالحرية والعدالة والازدهار, ومن غير إطالة في جدل ليست هذه ظروفه أعتقد أننا نعيش أيام تغيير حقيقي وزمن انتقال تام من عصر عربي عالمي إلى عصر آخر, وقد يطول الإنجاز نسبيا نظرا للمقاومة المحلية والعالمية من أصحاب المصالح في بقاء الوضع كما كان, وبصراحة نقولها لأن الغموض في هذه الظروف التاريخية المصيرية لا يليق بنا, نقولها إنه يعز علينا ويحز في نفوسنا أن يمر النظام السوري الممانع الأول والمثالي بهذه الظروف الصعبة, لكنني شخصيا كتبت قبل هذه الظروف بشهور عن حالة هذا النظام وصديقه الإيراني, وقلت إنهما استطاعا حماية المنطقة مع المقاومة من عبث الاستعمار والصهيونية ومشروع التفتيت والهيمنة والقضاء النهائي على أي أمل في بقاء الأمة كأمة, لكن النقص الذي كنا نأمل قضاءهما عليه هو التحول الإرادي إلى الديمقراطية, فلم يعد بالإمكان استمرار نظام مستبد مهما كانت مآثره الوطنية والقومية والعالمية, ومهما كانت أمجاده الممانعة التي كانت درعا واقيا للأمة من الشرور المستطيرة التي حملتها الحقبة البوشية المجرمة خاصة, مثل هذه النظم هي اليوم للأسف في مفترق الطرق وليس أمامها إلا أن تتغير إراديا أو يكتسحها التغيير التاريخي الحتمي, ولله الأمر من قبل ومن بعد. تحياتي واحترامي سيادة العميد برهان.