عبد الرحمن عمار العضو الملكي
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 27/01/2011
| موضوع: رسالة مفتوحة إلى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي الأحد أبريل 17, 2011 2:20 pm | |
| رسالة مفتوحة إلى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي
عبد الرحمن عمار
أيها الشيخ الجليل.. وعلّامة هذا العصر.. السلام عليكم ورحمة الله. رسالتي إليك هي مجرد رجاء حار، لا أكثر ولا اقل.لقد عرفك المسلمون كافةَ أنك شيخٌ طاهر القلب.. صادق النية.. لا تميل عن الحق.. ولا تحابي ولا تدارى ولا تخشى في الله لومة لائم.
انطلاقاُ من هذه الصفات الحميدة وغيرها الكثير، والتي تتجلى في شخصكم الكريم، أرجو يا سيدي أن تنظر إلى العديد من سلاطين القرن الواحد والعشرين وإلى أمرائهم وبصّاصيهم وفقهائهم، كما نظر المعز بن عبد السلام إلى أمراء المماليك. لقد دخل التاريخ حين أفتى ببيع الأمراء المماليك، وأنت أيضاً دخلت التاريخ حين صلّيت صلاة الجمعة بأربعة ملايين من العرب المسلمين في ميدان التحرير بالقاهرة، ولو أفتيت ببيع العديد من سلاطين القرن الواحد والعشرين وأعوانهم، لفتح لك التاريخُ باباً آخر واسعاً لتدخل منه، وأنت محاط بالثناء والذكر المحمود.
فكما أرى ويرى الملايين من أمثالي، ليس هناك اختلاف يُذكر بين أولئك وهؤلاء، فالمماليك كانوا عبيداً.. أرقاء، تمّ بيعهم وشراؤهم في سوق النخاسة، كذلك أنظمة هذه الأيام، بل أدهى وأمرّ. فهم أولاً عبيد لكراسيّهم وعروشهم، وهي أغلى عليهم من الأوطان كلها والمواطنين كلهم. وهم ثانياً باعوا أنفسهم إلى الصهيونية ومن يأتمر بأمر الصهيونية، فأصبحوا أرقاء وعبيداً.. ينفّذون ما يُطلب منهم، ضاربين بعرض الحائط مصلحة الوطن وكرامة الأمتين؛ العربية والإسلامية.. كل ذلك من أجل الحفاظ على تلك الكراسي والعروش التي حجزوها لهم ولأولادهم وربما لأحفادهم من بعد أولادهم.
وكما أن أمراء المماليك كانوا طغاة.. ظالمين.. يسومون الناس مُرَّ القهر والعذاب.. كذلك أنظمة القرن الواحد والعشرين، بل هم أكثر ظلماً واستبداداً، فيزرعون الفتن والضغينة في السهول والجبال والوديان.. ويقتلون ويدمرون ويبطشون ويشردون دون شفقة أو رحمة، فهم أشرس من ضباع الغابة وذئابها ووحوشها، بل أشد فتكاً وقتلاً من تلك الوحوش السائبة.
وأمراء المماليك كانوا يكنزون الدنانير الذهبية والفضية في صناديق محكمة الإغلاق ويتركون الناس جائعين محرومين.. كذلك تفعل أنظمة هذا الزمان وأذنابهم، فيكدّسون المليارات من الدولارات في شتى بنوك العالم، ويتركون المواطن يبحث عن لقمة العيش، فلا يرى إلا الكرامة المهدورة في شوارع الأوطان.
فأرجوك يا سيدي أن تنظر في هذا الأمر، علّك تفعل كما فعل العز بن عبد السلام، وتفتي ببيع عدد من سلاطين القرن الواحد والعشرين وأمرائهم وبصّاصيهم وفقهائهم وأصحاب الجاه والمناصب الفاسدين أجمعين... أجمعين.
وعندئذ ستكون يا سيدي صاحب لقب " بائع السلاطين في القرن الواحد والعشرين "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: رسالة مفتوحة إلى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي الثلاثاء أبريل 19, 2011 4:42 am | |
| قرأت رسالتك أستاذ عبد الرحمن وأعدت قراءتها ولم أشعر بالاكتفاء. ذلك أنها وصفت الداء بدقة وفن وعينت الدواء الناجع حسب التشخيص المتقن, ليت رسالتك المفتوحة تصل إلى المرسل إليه, فلا أظن أنه يتأخر عن تلبية الرغبة الخيرة الدافعة للطلب, لقد سبق أن أفتى بما يليق بنيرون ليبيا السفاح في البداية ثم سكت عنه تعففا واحتراما للنفس وترفعا عن الخوض في سيرة سيئة الذكر وأيضا للعناية الواجبة ببؤر أخرى للثورة العربية المجيدة ظهرت في بقاع أخرى من وطننا الكبير. في اعتقادي أن زمنا رديئا قد ولى بلا رجعة, وبالرغم من العرقلة الكبرى التي تتعرض لها الثورة اليوم فإنها لا ريب منتصرة ولو بعد حين. لقد ظهر شباب مستوعب لدروس التاريخ وعازم على لعب الشوط حتى النهاية, وقراره الحاسم هذا ولكونه محتضنا من شعبه لا راد له, وأما المقاومة التي يرتب لها عالم الطغاة فإنه لا سبيل إلى تأثيرها على مسار الثورة التاريخية الشبابية الشعبية, ذلك ان التاريخ أقوى من اللاتاريخ ومن ثم فإن ساعة الحقيقة قد دقت في الوطن الكبير كله من الماء إلى الماء, ولا عاصم للطغاة منها سوى الاستسلام التام لحكم الشعب والتاريخ والانسحاب بهدوء قبل أن يقطع خط الرجعة ويلاقون نفس المصير الأسود لشاوسيسكو وزوجته بالسحل في الطريق على أيدي الجماهير الساخطة حتى الموت, وإن كذبوا فلينظروا إلى مصير الفرعون اللامبارك الذي رفض دعوات اللجوء متشبثا بالبقاء في محاولة يائسة بائسة مجنونة للعودة إلى سدة الحكم, فإذا به يجد نفسه وولديه وربما زوجته في المستقبل القريب وراء القضبان. دمت في خدمة أمتك المجيدة بتميز أستاذ عبد الرحمن. | |
|