عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: سورية: القمع لا يصنع هيبة - عبد الباري عطوان السبت أبريل 23, 2011 2:33 am | |
| سورية: القمع لا يصنع هيبة عبد الباري عطوان أظهرت الاحتجاجات الصاخبة التي حملت اسم 'الجمعة العظيمة' وشملت مختلف انحاء سورية يوم امس، ان الثقة بين النظام والشعب، أو غالبيته العظمى، شبه معدومة أو معدومة كليا، لعدة أسباب أبرزها ان هذه الاحتجاجات جاءت بعد يوم واحد من الغاء قانون الطوارئ ومحكمة الأمن العليا، وان أكثر من حوالي خمسين شهيدا سقطوا خلالها، وهو الرقم الاعلى منذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية السورية قبل شهرين تقريبا. صحيح ان مدينتي درعا وحمص شهدتا الزخم الأكبر في هذه الاحتجاجات، من حيث عدد المشاركين الذين يقدرهم بعض المراقبين بعشرات الآلاف، ولكن ما هو أهم من ذلك انها، أي المظاهرات، وصلت الى مدن سورية ظلت هادئة طوال الاسابيع الماضية، ولم يشارك ابناؤها مطلقا فيها، مثل مدينتي حماه وحلب. من الواضح ان الشعب لم يصدق مقولة الغاء قوانين الطوارئ، ولم يصدق ان نهج الاجهزة الامنية سيتغير من حيث التعاطي بدموية مع المظاهرات والمشاركين فيها، ومعه كل الحق في ذلك، وسقوط أكثر من خمسين شهيدا يؤكد انه لم يتغير أي شيء على أرض الواقع. الشعب مستمر في التمسك بمطالبه، والأمن مصّر على التصدي بخشونة لاحتجاجاته، الامر الذي يعني ان الازمة في سورية ستطول، وربما تدخل مراحل اكثر دموية في الايام او الاسابيع المقبلة، حتى يرفع أحد الطرفين، الشعب أو الحكومة، الراية البيضاء مستسلما ومعترفا بالهزيمة. اللافت ان نغمة المطالبة باسقاط النظام كانت الاعلى نبرة في مظاهرات الامس، وهو ما لم يكن عليه الحال في سابقتها، حيث كانت الشعارات في معظمها، تطالب بالاصلاح السياسي، واطلاق الحريات، وتعديل الدستور واصدار قوانين جديدة للاعلام والتعددية الحزبية، مما يعني ان سقف المطالب يرتفع بصورة غير مسبوقة، وان الهوة تتسع، بين الحاكم والمحكومين، لدرجة انه بات من الصعب تجسيرها في المستقبل المنظور. النظام السوري تلكأ في تطبيق الاصلاحات السياسية على مدى أربعين عاما من حكمه، واعتمد على اجهزة امنية دموية لفرض هيبته، وترويع مواطنيه، ولكن من الواضح ان هيبة هذا النظام بدأت تتآكل في مقابل سقوط ثقافة الخوف في أوساط معارضيه، وهي معادلة ستغير وجه سورية القديم وتبرز وجها آخر مختلفا كليا من حيث ملامحه واستراتيجيته وعلاقاته الاقليمية والدولية. ' ' ' النظام الذي يفرض هيبته من خلال أجهزة الأمن، والسياسات القمعية، قد يعمر أطول من غيره، ولكن نهايته تكون أكثر مأساوية، وهناك العديد من الامثلة في هذا المضمار، بعضها دولي مثل نظام تشاوشيسكو في رومانيا، وفرانكو في اسبانيا، وبعضها الآخر عــربي مثل النظامين التونسي والمصري. هناك مخاوف متزايدة من امكانية انفجار حرب طائفية في سورية اذا ما تواصلت الاحتجاجات، وتدخلت اطراف خارجية، عربية ودولية، في محاولة لتوظيفها لتمزيق النسيج الاجتماعي، والوحدة الوطنية السورية، وهذا أمر ممكن، ولدينا مثال واضح فيما يجري حاليا للثورة الليبية. ونحن نتحدث هنا عن ارسال الولايات المتحدة الامريكية لطائرات بدون طيار لمواجهة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، واصطياد انصارها وقواتها داخل المدن، وكذلك ايفاد كل من بريطانيا وفرنسا وايطاليا مستشارين ومدربين عسكريين كخطوة اولى، او مقدمة، لارسال قوات أرضية. الانتفاضة أو الثورة السورية، سمها كيفما شئت، تميزت بكونها سلمية كليا، وقاوم المشاركون فيها، مثل نظرائهم المصريين واليمنيين والتونسيين كل الضغوط، من قبل النظام أو رعاة المؤامرات الخارجية لعسكرتها، ودفع قطاعات منها للجوء الى السلاح للدفاع عنها في مواجهة تغول النظام وأجهزته الامنية. وكان لافتا ان هناك حرصا في أوساط المتظاهرين على تكريس الوحدة الوطنية، وتجنب خطر الوقوع في المصيدة الطائفية، وهذا ينعكس بصورة واضحة من خلال مشاركة كل انواع الطيف السياسي والمذهبي والديني والقومي فيها دون أي استثناء. من الصعب علينا انكار وجود قاعدة صلبة مؤيدة للنظام داخل المجتمع السوري، فبعد اربعين عاما من الحكم المطلق، تكونت طبقة مستفيدة، يرتبط مستقبلها بل ووجودها واستمرارها باستمرار النظام وقوته وصلابة هيمنته على مقدرات البلاد، فبعد انهيار نظام الرئيس المصري حسني مبارك بفعل ثورة شباب التحرير شاهدنا النظام الانتقالي الجديد يعتقل معظم رموز الحقبة السابقة بمن في ذلك الرئيس مبارك نفسه واولاده وحل الحزب الحاكم ومصادرة جميع أصوله وأمواله وممتلكاته. ولذلك ستستميت قاعدة النظام السوري في الدفاع عنه، والحفاظ على استمراريته بكل الطرق والوسائل، الامر الذي قد يؤدي الى اطالة أمد الازمة، وانزلاقها الى مواجهات دموية في نهاية المطاف اذا لم يتغلب العقل، ومصلحة سورية لدى جميع اللاعبين الرئيسيين في الحكم أو المعارضة. ' ' ' الخطيئة الكبرى التي ارتكبها النظام السوري في رأينا تتمثل في اهانة اجهزته الأمنية لغالبية افراد الشعب، ونخبه الثقافية والسياسية، والاستهانة بقدرات هؤلاء وردود فعلهم، والرهان على الحلول الامنية لكل القضايا والمواقف، صغيرة كانت أم كبيرة، وهو الآن يدفع ثمن هذه الخطيئة من أمنه واستقراره. لا نملك بلورة سحرية، ولا نقرأ الطالع حتى نستطيع تقديم نبوءة تحدد ملامح المستقبل في سورية، وكل ما نستطيع ان نقوله بأن ما شاهدناه أمس، وما شاهدناه طوال الاسابيع الستة الماضية، من رفض النظام للاصلاحات الجذرية لا يبعث على التفاؤل. كانت هناك فرص عديدة امام النظام لكي يطمئن الشعب، ويؤكد على جدية نواياه نحو الاصلاح، كان آخرها قبل عشرة أيام عندما كان بصدد تشكيل الحكومة السورية الجديدة، ولكنه اضاعها، مثلما اضاع الكثير من الفرص السابقة. يتهمنا البعض، في اوساط النظام خاصة، بل ويعيب علينا، تقديم النصائح حول ضرورة الاصلاح وكيفيته، فماذا يمكننا ان نفعل غير ذلك، ونحن نرى الشارع السوري يغلي مطالبا بالتغيير، ويقدم الشهداء بالعشرات، بل المئات، للوصول الى اهدافه المشروعة. شخصيا كنت أتمنى لو ان شخصا مثل الدكتور عارف دليلة، أو أي شخصية مستقلة أخرى من المعارضة، أوكل اليها تشكيل حكومة وحدة وطنية من وجوه تضم مختلف اطياف الفسيفساء السورية، ومشهود لها بالنظافة والخبرة والقدرة على التغيير، ولكن ما نتمناه شيء، وما حدث ويحدث على أرض الواقع شيء مختلف تماما، نقولها وفي حلوقنا غصة، ولذلك نضع أيدينا على قلوبنا خوفا مما هو قادم. | |
|
ashafak2010 المشرف المميز
عدد المساهمات : 953 تاريخ التسجيل : 08/03/2010 العمر : 57
| موضوع: رد: سورية: القمع لا يصنع هيبة - عبد الباري عطوان السبت أبريل 23, 2011 4:34 am | |
| أخي لأستاذ عبدو العزيز
كنت لا أتمنى أن يحدث في سورية ما يحدث لطالما أنها داعمة للمقاومة ضد المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.. ولكن هذا لا يعني أنه يحق لمن يحمل السلاح قتل متظاهرين عزل من السلاح ولو كانوا مخطئين . وهذا الأمر لا يقبل ولا يعذر في الدنيا وعند المحكمة الإلهية في الآخر ومن يتبناه فقد ظلم نفسه. أخي لأستاذ عبدو العزيز أنا على بصيرة مما يحدث لأني اهتدي بهدي النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام فلقد أخبرنا بما يحدث الآن وأخبرنا ماذا سيحدث في السنوات القريبة من خير للأمة وإليك وللأخوة والأخوات الحديث النبوي الصادق.
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله الكرام : ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة وحتى يملأ الأرض جورا وظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم (نحن هنا في زمن شدة البلاء من حكامنا .. تابع الحديث ماذا سيحدث بعد ذلك في الزمن القريب إن شاء الله تعالى) فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا يعيش فيها سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (المستدرك على الصحيحين )
الخلاصة : أن هذه الشدة التي يجدها عامة الناس من حكامهم وهذا الظلم الذي ملأ الأرض لن يبقى ولن يطول فراية الإسلام وعدالته سيستقبلها الناس بالترحيب والرضى تحت قيادة ذرية النبي محمد عليه وعلى آله وذريته الصلاة والسلام.. أخي عبدو لقد علمنا أن حرف الفاء يدل على التوالي والقرب الشديد وهذه إشارة لا تخفى على نحوي وقد أشار إليها نبي الحق في قوله من الحديث المذكور : فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي .. فيبعث .. فيبعث ونحن ننتظر البعد الزمن لحرف الفاء .
جاء فلان وفلان تدل على البعد .. جاء فلان ففلان تدل على التعاقب المباشر. والله أعلم .. الخير قادم ولكن قبله مجازر مخيفة ودماء بكثرة. نسأل الله السلامة
| |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: القمع لا يصنع هيبة - عبد الباري عطوان السبت أبريل 23, 2011 3:02 pm | |
| زيارتك أسعدتني أخي العزيز وليد نعم كلنا كنا نتمنى أن يبادر النظام السوري بالإصلاح قبل وصول الزحف الثوري إليه حتما, لكنه لم يفعل لا لغباء كما يقول البعض وإنما لعجز تام كون المسؤول لا يستطيع أن يتحرر من النظام وهذا عاجز عن تطوير نفسه لأنه في جوهره استبدادي قمعي ويستحيل عليه بطبيعته التغير إلى شيء آخر هذه هي الوضعية فضلا عن كون المسألة بالنسبة إلى الكثير من مكوناته البشرية مسألة مصير أي حياة أو موت لأنه لو وقع التغيير المنشود وتحول النظام إلى الديمقراطية فإن تلك النماذج الوصولية تخرج ضرورة من المشهد السياسي الذي هي سبب تلويثه وانحطاطه. إن التغيير لا مفر منه وشعب سوريا لن يرضى بأن يكون أقل من التونسيين والمصريين, ثم إن ساعة الحقيقة قد دقت ودرجة الوعي بلغت مرتبة الثورة ولا شيء يوقفها إلا إنجاز أهدافها كاملة غير منقوصة, ولا سبيل إلى ذلك إلا بإسقاط النظام وهو ما دوت بطلبه حناجر الجماهير بالأمس يوم الجمعة العظيمة. تبقى أن طبيعة النظام تفرض تضحيات كبيرة نعم ولا بد مما ليس منه بد ولا طريق آخر للشعب السوريي الصامد إلا دفع الفاتورة الباهظة المستحقة. تعليقك كالعادة أخي الكريم وليد أضاف إلى الموضوع ذلك البعد الديني الأصيل المكمل والمتوج للطرح العام فبارك الله في علمك الغزير ودمت مصباحا منيرا لجماهير الأمة تدلها على سبيل الرشاد وتمييز الحق من الباطل والمسلك الصحيح نحو سعادتها في الدارين. دمت متميزا شيخنا الفاضل الداعية الإسلامي وليد عدنان علامة. | |
|