عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: الخليج العربي على صفيح البركان!! الإثنين مايو 23, 2011 1:42 am | |
| الخليج العربي على صفيح البركان!!صلاح الدين يوسف 15 مايو 2011 مع تسارع الأحداث وتشابكها وزخمها الكبير، وتنوع أماكنها؛ يحصل نوع أو بالأصح أنواع من اللغط واللبس؛ وتتداخل التحليلات ببعضها البعض ويختلط الحابل بالنابل، وحضارة الإنكا ببابل. فقد طالعتنا الأخبار خلال الأيام القليلة السابقة بانضمام كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية لدول مجلس التعاون الخليجي؛ مما فتح المجال واسعا للتكهنات؛ فذهب البعض بعيدا لكون سبب ضم الأردن هو لخدمة إسرائيل!! من خلال تثبيت النظم الحاكم، وقد يكون هذا تبريرا منطقيا ولكن ومع كل الاحترام والتقدير لهذا الرأي إلا أنه يذكرنا بمقولة "وين أذنك ياجحا!!"، فلماذا تحلل هذه التحليلات البعيدة المتبعة للطريق الخارجي والصحراوي رغم أن أسرع وسيلة للوصول إلى الهدف هو الخط المستقيم!! ونقول ياسادة يا أفاضل إسرائيل ليست محوراً للكون، وليست آلهة تسيره كيفما تشاء، ولا يشترط أن كل ما يحصل في هذا العالم من تدبيرها ويصب في مصلحتها!!
بالطبع لن يختلف أحد على أنه قد تم ضم الأردن في منظومة دول الخليج لتحقيق مصالح متبادلة بين الطرفين الخليجي والأردني، فالأردن ستستفيد من الدعم الاقتصادي الكبير الذي سيدخل لميزانيتها -إن لم يسرق بسبب الفساد- ، وتستفيد كذلك من الأمان النفسي الذي سيحسه الشعب الأردني نتيجة توقعه لتحسن أوضاعه المعيشية وبالتالي حدوث استقرار أكبر للنظام الحاكم هناك على أعتبار أن الثورات العربية انطلقت شرارتها من مطالبات اجتماعية، وكذلك من أجل إيجاد فرص عمل وسوق جديد للخبرات الأردنية ذات الجودة والكفاءة العالية في منطقة الخليج على نطاق أوسع مما هي عليه الآن وهذا سيعود بالنفع أيضا على الأردن ودخول العملات الاجنبية للبلد وانتعاش السياحة.
وفي المقابل هناك فوائد من ضم الأردن لمنظومة الخليج العربي، حيث يقف الخليج اليوم على حافة كارثة حقيقية بحسب العديد من المحللين المتابعين للشأن الخليجي كامثال الدكتور عبدالله النفيسي والدكتور عادل عبدالله والمحلل السياسي مهنا الحبيل، يقول الدكتور عبدالله النفسي على قناة دليل (أتنبأ بحدوث كارثة كبيرة في الخليج خلال الشهرين القادمين. نحن الآن مثل الطائرة المخطوفة، والخاطف أمريكا، ولانعرف إلى أين ستذهب بنا؟ وأين ستحط بنا؟ وهل ستنزل بسلام أم لا؟ وإذا نزلنا هل سنكون آمنين على هذه الأرض؟). وهذا يعني أن هناك خطرا حقيقا يتهدد المنطقة، ودخول الأردن في منظومة الخليج العربي سيقوي المنظومة تجاه العدوان الخارجي المطبق الذي يتضح بشكل جلي بمتابعة المشهد الخليجي، فهناك العديد من المؤشرات لخطورة الوضع في الخليج عموماً والبحرين خصوصاً منها:
المؤشر الأول: تصريحات القادة الإيرانيين حول ما يسمونه "مجازر بحق الشيعة" على يد القوات السعودية الغازية!! وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي حول مايجري، بل والتغطية المستمرة من قبل القنوات الإيرانية كالعالم والمنار والاتجاه. تغطيات استخدمت فيها جميع أنواع وأصناف الكذب والدجل، وهذه الفبركات باتت اليوم تتكشف واحدة بعد الأخرى بعد أن استتب الأمن في البحرين بعد عملية "الفاروق" الأمنية؛ التي تم بموجبها إنهاء احتلال دوار مجلس التعاون، ومنطقة المرفأ المالي، ومجمع السلمانية الطبي. وهذه التغطية والتصريحات مستمرة رغم إعلان الملك إنتهاء حالة "السلامة الوطنية" الشبيهة بالطوارئ، ورغم أن الأوضاع في البحرين عادت لطبيعتها. وهذه التصريحات تشبه إلى حد كبير التصعيد الذي يحدث قبيل الحروب بين الدول.
المؤشر الثاني: التصريحات الإعلامية الغربية والتي تتكلم عن وضع إنساني خطير في البحرين، والتي تقوده قناة BBC، في حين يتم تجاهل العشرات من الضحايا الذين سقطوا نتيجة أعمال البلطجة التي نفذتها مايسمى بالمعارضة الشيعية من قبل هذا الإعلام ومن قبل المنظمات الحقوقية بشكل مستغرب، وهذا فيه تهيئة للرأي العام العالمي لما يمكن أن يحدث مستقبلا في المنطقة وإيجاد المبررات غير الحقيقية.
المؤشر الثالث: السفينة الانتحارية التي ستحركها قوات "الباسيج" بحجة المساعدات الإنسانية للشيعة المضطهدين على يد ما تسميه قنوات الفتنة "القوات السعودية المحتلة". وتصف وكالات الأنباء هذه السفينة بأنها على وشك تفجير حرب في المنطقة.
المؤشر الرابع: ضعف ردات الفعل الخليجية وبطئ استجابتها للتحركات العالمية والإقليمية التي يصفها الدكتور النفيسي بالسلحفاة بعكس التحركات الإيرانية الشبيهة في سرعتها بالبق. فلا زالت الحكومات الخليجية غارقة في ضحالتها الفكرية والثقافية، وبعيدة كل البعد أن الالتحام بشعوبها لمواجهة التدخلات الخارجية، ولازالت تعول كثيرا على الولايات المتحدة الأمريكية التي خذلتها كثيرا في الفترة السابقة!!
المؤشر الخامس: الزيارات التي قام بها مسؤولون إيرانيون كوزير الخارجية لدول خليجية هي عُمان وقطر، مع حدوث مواقف "غريبة" لهاتين الدولتين الخليجيتين في الوقت الحالي وخلال الأزمة البحرينية، وهناك أنباء عن عقد هاتين الدولتين لصفقات مشبوهة مع الأمريكان والإيرانيين!! فعُمان لم تقم بأرسال ولو قوة بسيطة للمشاركة في قوات درع الجزيرة، بينما قامت قطر باستضافة مقتدى الصدر ليتحدث عن أزمة البحرين!! وفي جامع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! هذا الجامع الذي يخطب فيه فضيلة العلامة يوسف القرضاوي حفظه الله. وهذه الحركة استفزت حتى الشارع القطري الذي لازال ماثلاً أمامه الفضائع التي نفذها جيش المهدي في حق أهل العراق.
المؤشر السادس: سحب القوات الأمريكية لأسطولها الخامس من البحرين وتوجيهه لعٌمان، مما يعني جعل البحرين مفتوحة أمام القوات الإيرانية. ويعتبر هذا العمل بمثابة ضوء أخضر لإيران كي تنفذ مخططها بحجة إنقاذ شيعة البحرين!! رغم أن إيران تنفذ مجازر بشعة بحق الشيعة العرب في الأحواز!! وتقف دولة إيران مع الأرمن النصارى ضد الأذربيجان الشيعة لأن مصالحها القومية مع الأرمن وليس مع الشيعة!! فالأساس الذي تقوم عليه إيران هو أساس إثني قومي بغطاء ديني.
ولا بد الإشارة لأمر هام وهو أن الوحدة العربية مطلب أساسي، وإن كان بسبب ظروف معينة طارئة، فالأصل فينا التوحد بشكل دولة كبيرة بدل أن نكون كالشظايا الممزقة التي يسهل أكلها وابتلاعها من قبل القوى الأقليمية والمشاريع الاستعمارية في المنطقة. وهذا في حد ذاته مؤشر جيد على أن موازين القوى ستتغير في المنطقة، وستخرج الدول الخليجية من أحضان العم سام الذي تخلى عنها بعد زواجه "متعة" من العروس إيران.
كلمة أخيرة:
وإن كان في رأيي ضم بعض الدول العربية لمنظومة الخليج العربي هروب للأمام، حيث أن المفروض في هذه الدول أن تقوم بمجموعة من التحركات الاستراتيجية بعيدة المدى وبشكل سريع، فالوقت لم يعد يحتمل ولعل أبرز ما يجب على منظومة الخليج فعله يتلخص بالنقاط التالية: تفعيل الكونفدرالية القائمة في منظومة الخليج العربي بتوحيد وزارات الدفاع في وزارة واحدة، وكذلك الخارجية، بالإضافة للإقتصاد؛ لتكون دول الخليج كتلة واحدة قوية لايستهان بها. أن تقيم منظومة الخليج تحالفات استراتيجية مع القوى الصاعدة والتي تشكل ثقل في المنطقة كتركيا وباكستان، بالإضافة للقوى الأخرى كالصين والهند وروسيا من باب تنويع سلال البيض. على دول الخليج العربي أن تتصالح مع شعوب المنطقة العربية، وتمد لها يد العون في محنتها، وتعمل على استباب أمنها وقيام نهضتها، وأن تصلح ما أفسده الدهر كما في الحالة المصرية واليمنية. بالإضافة لأمر هام وهو تبني مشاريع المقاومة الإسلامية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس فتقوم بدعمها ماديا ومعنويا وتفتح لها مكاتب سياسية، وبذلك تقطع الطريق على إيران التي تركب موجة المقاومة وتستفيد منها. القيام بدعم الدول العربية المترنحة نتيجة أوضاعها الداخلية المترهلة كالسودان والصومال. اتباع سياسات هجومية ضد إيران ذاتها مثل: القيام بدعم عرب الأحواز والذين يتعرضون للكثير من الاضطهاد لأنهم ينتمون للقومية العربية!! القيام بدعم البلوش وحركاتهم المقاومة للقمع الإيراني في إقليم بلوشستان. القيام بدعم التركمان والأكراد، لأن هذه القوميات تتعرض للتنكيل الشديد بسبب أعراقها ودينها. إنشاء قنوات ناطقة باللغة الفارسية موجهة للشعب الإيراني، تقوم على فضح المعتقدات الشيعية وتفنيدها بالموعظة الحسنة. | |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: الخليج العربي على صفيح البركان!! الإثنين مايو 23, 2011 2:19 am | |
| يقدر بعض الخبراء الاستراتيجيون أن الثورة العربية المنطلقة ستعم بلاد العرب وتطيح بكل أنظمتها عدا ذلك الذي يقود الثورة في بلده بنفسه معلنا التوبة طالبا الصفح من الشباب الثائر المدعم بشعبه بكل ما يملك, غير أن نظام الحكم من هذا الطراز ربما يكون قد انقرض, ومن ثم يفترض إتمام التغيير في الشكل في عشر سنوات على أقصى تقدير. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المقال خطته يد ذات ميول حزبية واضحة وهو ما كنا ننبه الرواد والمقيمين معنا إليه حتى نتحفظ على بعض الفقرات أو الجمل التي تنبري للدفاع عن اتجاه معين أو تتعمد لباس الحسم وفك الارتباط وهو حق وأمر مشروع, أود القول إن هذا المقال منقول غايته كانت الدفاع عن أهل غزة والاختفاء بينهم عوض التصدي للعدو ببسالة وقوة تملكها المنطقة ممثلة في شبابها الذي ملك الوعي ورفض - لذلك - كل أنواع الاستبداد والاستعباد. هذه هي القضية اليوم وليس التلون بلون ما قبل الأوان فعلى الجميع أن يرسوا قواعد صلبة للثورة الشعبية الديمقراطية أولا حتى إذا ما رسخت جاز حينئذ لكل الناس الانتظام في أحزاب وجمعيات حسب قناعاتهم حيث يتعين القيام بالتثقيف الديمقراطي حتى لا يأتي من يدعي ملكية الأرض ومن عليها, ويوحي بفسح المجال له ليقوم بالإنقاذ الواجب وحده ويصطنع حقا لملكية الأرض ومن عليها مجددا, وإن كان هذا يستحيل كون الثورة ماضية في تحسين مواقعها في شتى المجالات ولا تسمح بأي عبث محتمل. | |
|