لقاء حار..!!! مع السيد مخبر

لقاء حار..!!! مع السيد مخبر

عبد الرحمن عمار

أنا واحد من الذين لا يعرفون من هم المخبرون، ولا شكلهم.. ولا لونهم.. وهل هم مخلوقات بشرية أم مخلوقات حيوانية وحشية.. ولا أعرف كيف يتصرفون.. أو يكتبون التقارير عن أبناء وطنهم.. فقط كنت أسمع أن خطهم جميل ومنمّق في كتابة التقارير التي تقدَّم إلى الجهات الأمنية.. والويل لمن يقع تحت رحمتهم..!!!.. فهم يحوّلون الحق باطلاً والباطل حقاً..

ولكن.. منذ يومين رأيت مخبراًللأجهزة الأمنية.. رأيته شخصيّاً.. بشحمه ولحمه.. وجلست معه مصادفة بحضور بعض الناس.. وجرى بيننا نقاش حادّ وقصير.

فبعد أن ذكر أحد الحاضرين أن أهل حوران حرقوا بيت الواطي خالد عبود صاحب نظرية المربعات السياسية والإعلامية.. والذي يقول عن نفسه: أنا عضو مجلس الشعب.. أنا منتخب.. وأنا أتحدث باسم الشعب..

وأنا هنا أقول: عليّ الطربوش، وأنا لا أحلف بالطربوش إلا عند الشديد القوي.. لو كانت هناك انتخابات حرة ونزيهة لَما نال ذلك المدعو خالد عبود عشرة أصوات، وربما زوجته تشطب اسمه من قائمة المرشحين.

المهم.. بعد أن ذكر أحد الحاضرين أن أهل بلدته قاموا بحرق بيت ذلك المغضوب.. ولا أدري مدى صحة هذا الخبر.. وإذ فجأة انتقل السيد مخبر إلى ذكر هيثم منّاع الناطق الرسمي باسم لجنة حقوق الإنسان العربية، وقال: أيضاً أهل درعا يتوعدون هيثم مناع فيما لو حضر إلى درعا.

وهنا أسمح لنفسي أن أصيغ الحوار القصير والحاد الذي جرى بيني وبين السيد مخبر بأسلوب فنيّ خاص، دون أن أبتعد كثيراً أو قليلاً عن مضمون الحوار.

قلت له: يا أيها المخبر العظيم.. لماذا أهل درعا يتوعدون هيثم مناع..!!؟.

فقال المخبر العظيم: لأنه منذ عدة أيام زار سورية بدعوة من القصر الجمهوري، واجتمع بالسيد الرئيس.

فقلت له: كلامك هذا غير صحيح يا سيد مخبر.

فقال السيد المخبر: بل صحيح.. وبالعلامة أن أحد ضباط القصر الجمهوري كان في استقباله في المطار.

قلت له بحدة : يا سيد مخبر.. كلامك غير صحيح.. هيثم مناع لا يمكن أن يقبل دعوة القصر الجمهوري لزيارة سورية، وهو يشاهد ويراقب كيف يرسل ذلك القصر الدبابات والأمن والشبيحة إلى مدينة درعا.. ويحاصرها ويقطع عنها الغذاء والماء والدواء والكهرباء والاتصالات.. وهيثم مناع يعرف جيداً أكثر مني ومن الجميع كم قتل النظام من أهل درعا واللاذقية وحمص وغيرها ظلماً وعدواناً، وكم زجّ في السجون، ومن بينهم أخوه، وهذا ما أكّده هيثم نفسه، حيث ذكر أن أحد زملاء أخيه في السجن اتصل به بعد خروجه، ووصف له كيف كان أخوه يعاني الويلات تحت العذيب.

فقال السيد مخبر بإصرار وتأكيد: بل إن هيثم جاء إلى سوريا منذ أيام قليلة.. أنا متأكد من ذلك.. ثم راح بشكل تمثيلي يضرب جبهته بكفه محاولاً أن يتذكر اسم ضابط القصر الذي استقبل هيثم مناع في المطار.

وفي هذه اللحظة رأيت صاحب المكان الذي كنا نجلس فيه، وكأنه وقع في حَيْصَ بَيْص، وقدماه تفركان بعضهما بعضاً دليل التوتر والاضطراب.. ثم وضع كفه بشكل عمودي على منتصف وجهه، ليخفي إحدى عينيه عن السيد مخبر.. ثم غمزني غمزة تحذيرية.. فقلت في نفسي.. ها..ها.. هذا هو إذن أحد المخبرين، بشحمه ولحمه..!!!.

لم أكترث بالطبع لغمزة صاحب المكان التحذيرية.. وقلت: يا سيد مخبر.. سواء أضرَبتَ جبهتك الذليلة أم قفاك النتن.. وسواء أتذكّرت اسم ضابط القصر أم لم تتذكّره.. فأنا لن أصدقك... هيثم مناع الذي يدافع عن حقوق الإنسان في الوطن العربي.. لا يمكن أن يقبل بهذه الزيارة.. وهو الإنسان الذي منعه النظام من زيارة بلده طوال خمسة وعشرين عاماً.. سوى مرة واحدة بعد الاحتلال الأميركي للعراق نتيجة لموقفه المندد بالاحتلال والرافض للتهديدات الأميركية ضد سورية..

ثم قلت لذلك المخبر: إن الخبر لو كان صحيحاً.. لكان الإعلام السوري والعالمي طبّل وزمّر بهذه الزيارة.. لأنها تُعدّ مادة دعائية مهمة ودسمة لصالح النظام.

ثم انقطع الحوار بيني وبين السيد مخبر.. وكان الحوار مفيداً في رأيي... فقد خرجتُ من ذلك الحوار مع السيد مخبر بفائدتين عظيمتين.

الفائدة الأولى؛ أدركت تماماً كيف تُصنِّع الأجهزة الأمنية الشائعات والأقاويل الكاذبة وتفبركها..

والفائدة الثانية؛ أدركت كيف تسوِّق مثل تلك الشائعات، وتنشرها بين الناس عن طريق أعوانها من المخبرين الذين يشكلون جيشاً عرمرماً من حيث العدد ومن حيث " الوطاوة " والدناءة والحقارة..

وأجاركم الله جميعاً من عناصر الأمن وأذنابهم من المخبرين أمثال ذلك المخبر الذي أخبرتكم عنه.

ملحق

نسيت أن أقول لكم: يبدو أن ذلك السيد مخبر كان مكلّفاً ببثّ وإرسال إشاعات أخرى، فقد أكد لنا أن درجة الحرارة ستهبط غداً من الدرجة 26 مئويّة إلى الدرجة 16.. يعني خلال أربع وعشرين ساعة فقط، ستهبط درجة الحرارة عشر درجات.. عشر درجات " حِتّة وَحدة " بلهجة أشقائنا المصريين...!!!!.

وقد حاولت جاهداً أن أعرف سبب هذا الانخفاض الحاد في درجات الحرارة.. وكذلك سبب نشر هذه الإشاعة، وما الغاية من نشرها، فلم أفلح حتى الآن..

فهل يعرف أحد منكم سبب ذلك..!!!؟.

أفيدونا..