الثورة العربية ماضية بثبات وعزم

بالرغم من التحالف الرهيب الذي يقف في سبيلها منذ تسجيلها الانتصار الأولي في كل من تونس ومصر .. تحالف أمريكي صهيوني غربي ومعه النظام العربي المنتهية صلاحيته بما في ذلك فلول النظام المنهار في تونس ومصر والقوى الاجتماعية المنتفعة بالاستبداد في شتى بلدان العرب .. لكن ذلك التحالف البائس لا يقوى على إيقاف مسار الثورة الأقوى منه بالرغم من قلة الزاد والعدة والعتاد ما دامت تمثل صراعا بين قوى التاريخ الممثلة في الشباب والشعب قوى اللاتاريخ الممثلة في هذا الحلف المعادي للمستقبل والقيم الإنسانية إن الوعي السائد بكون النظام العربي عدوا للشعب أكثر بكثير من العدو الصهيوأمريكي غربي كونه يمكن للعدو ويستعين به على الاحتماء من غضب شعبه المسحوق هو قاعدة الثورة الصلبة التي لا تتزعزع .. وإذا أردنا التوقف عند النتائج الملموسة في بضعة شهور لحد الآن فأمامنا معبر رفح المفتوح والمصالحة الفلسطينية وإعادة الاعتبار لتونس ومصر عالميا.. واعتبار الشعب العربي لأول مرة في التاريخ المعاصر كرقم مهم في المعادلة المحلية والجهوية والعالمية .. ثم هنالك حالة الرئيس الهارب طاغية تونس الذي يعاني الأمرين مهددا بالعدالة التونسية التي شرعت في محاكمته غيابيا, أما طاغية مصر الفرعون المخلوع فإنه وأسرته العريقة في الفساد والاستبداد والعمالة أمام المحاكم المصرية منذ مدة يذوقون مرارة الإهانة والتهم الثقيلة والمصير الأسود .. كما أن هناك مصير طاغية اليمن الذي انتهى إلى النهاية المأساوية التي شوهت جسمه ليتناسب مع سلوكه السياسي المشوه .. أما نيرون ليبيا فإنه تحت طائلة القصف آناء الليل وأطراف النهار وهو يضعف سريعا في حين يقوى الثوار تباعا ويحررون المدن والمناطق والقرى شيئا فشيئا .. وقد فقد أحد أبنائه على الأقل في الحرب التي أشعل نيرانها ضد شعب ليبيا المجاهد .. وأخيرا طاغية سوريا الذي يبدو أنه أسير نظامه .. وقد أخذت التلميحات الغربية تشير إلى أنه سيلاحق قريبا أمام محكمة الجنايات الدولية بعد أن جمدت أمواله المنهوبة من شعب سوريا الأبي ومنع من السفر من قبل الكثير من بلدان الغرب. كل هذه مؤشرات على أن إراد الشعب التي قررت الثورة لا يمكن أن تقهر لأنها من إرادة الله, وإعلان الحرب على الشعب هو الخطوة الحاسمة في انتهاء النظام المستبد منتحرا مشيعا باللعنة والعار والشنار..لقد حان عصر الشعب العربي الديمقراطي المزدهر.. وما على الطغاة إلا أن يرحلوا طوعا وإلا فكرها.

عبدو المعلم