عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: العربية في الغرب الجمعة يونيو 17, 2011 1:07 am | |
| معلومات مهمة جدا وعودة سعيدة معتزة إلى أمجاد الماضي التليد وتطلع بأمل مرافق للثورة العربية الراهنة إلى إحياء تلك الأمجاد في صورة معاصرة تعيد للأمة كرامتها ومكانتها بين الأمم السائدة في هذا العصر. شكرا لمجهودك الطيب سيد جاليلي. | |
|
jalili عضو ذهبي
عدد المساهمات : 631 تاريخ التسجيل : 14/07/2010
| موضوع: العربية في الغرب الخميس يونيو 16, 2011 12:52 am | |
| العربية في الغرب ا.د. حسيب شحادة جامعة هلسنكي امتدّت الامبراطورية العربية في القرن السابع للميلاد من المحيط الهندي شرقا الى المحيط الأطلسي غربا، ومن بحر العرب جنوبا، الى تركيا والقوقاز شمالا. هذه اللغة العربية التي كانت لهجة قبيلة بدوية، قريش، غدت في القرن الثامن لغة العلم والثقافة لامبراطورية مترامية الأطراف. وقد احتلت مدينة طليطلة في الأندلس مكانة مرموقة في فن الترجمة، إذ أقيم فيها ما يشبه "بيت الحكمة" في بغداد أيام الخليفة المأمون. ومما يجدر ذكره أنه لم يكن في العالم فيما بين القرنين الثامن والسادس عشر الميلاديين إلا لغتان للعلم والفلسفة هما العربية في الشرق، واللاتينية في الغرب. والعربية هي لغة الصلاة لدى المسلمين في العالم عربا وغير عرب، ولغة الصلاة بالنسبة للعرب المسيحيين في العالم العربي. وقد أثرت العربية على لغات كثيرة في الأندلس واندونيسيا والباكستان وبورما والهند الصينية وافغانستان وإيران. وكان الحكّام المسيحيون أمثال الفونسو السابع (٥٢١١-٧٥٢١) يدعمون حركة ترجمة العلوم من العربية إلى اللاتينية في مواضيعَ كثيرة مثل، الرياضيات والفلك والطبّ والكيمياء والفيزياء والفلسفة والعلوم الطبيعية. وهكذا أثّرت العربية على الإسبانية نتيجة للاحتكاك الطويل بينهما، وهناك الآلاف من المفردات والعبارات العربية التي دخلت الإسبانية مثل " ojalá" أي "ان شاء الله"، "usted" أي "استاذ" الفارسية الأصل، ”alacena” أي "خزانة المطبخ"، ”alarde” أي "العَرض"، ”alberca” أي "البِركة"، ويلاحظ أن قسما كبيرا من هذه الكلمات العربية الدخيلة في الإسبانية والبرتغالية تبدأ ب al وهي أل التعريف العربية (أنظر مثلا: Glossaire des mots espagnols et portugais dérivés de l’arabe par R. Dozy et R.W. H. Engelmann, une volume de XII + 426 pages) . حكَم العرب اسبانيا ١٨٧ عاما من ١١٧ إلى ٢٩٤١ وكانت الإسبانية العامل الأول والمباشر في نقل التأثير العربي إلى اللغات الأوروبية والأمريكية فهناك مثلاً حوالي ٠٠٢ كلمة عربية في لغة الهنود الحمر في أمريكا، ويشار إلى أن الإسبانية استعارت من العربية الأسماء والصفات بالآلاف ولكنها لم تقترض الأفعال. بدأت دراسة اللغة العربية في القرون الوسطى في أوروبا لأهداف تبشيرية ففي عام ١٤١١ دعا Peter the Venerable إلى ترجمة القرآن، أما Ramon Lull ٥٣٢١-٥١٣١؟ فكان مؤسس مدرسة للغة العربية ولغات أخرى وذهب إلى أن تعلّم العربية هو أفضل وسيلة لمخاطبة العرب، واقترح إنشاء كراسي لتدريس العربية في الجامعات. أما Guillume Postel ٠١٥١-١٨٥١ فقد ساهم في دراسة الساميات وكذلك تلميذه الفذ Joseph Scaliger ٠٤٥١-٩٠٦١. كما ولجأ الدارسون إلى معرفة العربية في نهاية القرن السادس عشربغية تعلم الطب عند الرئيس ابن سينا وبعد ذلك كمادة مساعدة في فهم لغة العهد القديم، اللغة العبرية بشكل أفضل. ومن كتب قواعد اللغة العربية الأولى التي كتبت في أوروپا يمكن الإشارة إلى كتاب پوستل (Guillaume Postel) باريس ٨٣٥١، الكَلا (Pedro de Alcalà) حوالي ٠٠٦١ وإيرپينيوس (Thomas Erpenius) ليدن ٣١٦١. وفي القرون الوسطى اعتبر الشرقي عدوا قاسيا ولكنه انسان كالغربي homo islamicus ويعتبر وليام بِدْويل William Bedwell)، ١٦٥١-٢٣٦١) أبا الدراسات العربية في انجلترا وكان معاصرا لشكسبير وكان تلميذه إدوارد پوكوك Edward Pococke)، ٤٠٦١-١٩٦١) أول من درَس العربية في أكسفورد حيث حضور المحاضرات كان إلزاميا ليس كما هي الحال عليه الآن في العديد من الجامعات الغربية. اعتمدت دراسة اللغة العربية في أوروبا في بدايتها على دراسات العرب النحوية القديمة، فمن كتب القواعد العربية في أوروبا يمكن الاشارة إلى Postel ٨٣٥١، Erpenius ٣١٦١، التي استندت الى كتب مدرسية متأخرة. ويبدو ان أول من استعمل كتبا قديمة كان المستشرق الفرنسي سلڤستر دي ساسي ٠١٨١، C.P. Caspari ٨٤٨١ الذي اعتمد على الزمخشري، D. Vernier ١٩٨١-٢٩٨١، استعمل سيبويه، M. S: Howell ٠٨٨١-١١٩١ نبش كل المصادر العربية. وفي المعجميات كانت البداية عام ٣١٦١ من قبل Raphelengius و Giggeius عام ٢٣٦١ اعتمادا على القاموس للفيروزابادي، ثم Golius ٣٥٦١ الذي اعتمد على الصحاح للجوهري. ما دور العربية بالنسبة لغير العرب ولغير المسلمين؟ أخذ الغرب عن العرب الأرقام العربية وتعرف في العالم الغربي بالأرقام العربية (Arabic numerals) في حين أن ما يستعمله العرب في المشرق العربي في يومنا هذا هو في الأساس أرقام هندية غبارية. ويشار إلى أنّ ترتيب الأرقام ما زال عربيا صرفا إذ ان خانة الآحاد على اليمين فالعشرات فالمئات فالألوف الخ. ولو لم تكن من أصل عربي لجاءت الآحاد في اليسار الخ. يبدو أن بدرو دي ألفونسو، يهودي إسباني، كان طبيب ملك انجلترا هنري الأول كان قد كتب أول كتاب عن النبي محمد في القرن الثاني عشر. أما روبرت كيتون الانجليزي فقد ترجم القرآن في نفس القرن إلى اللغة الانجليزية وفي نفس الوقت ترجم كتاب "الشفاء" لابن سينا. كانت فترة في أوروبا حيث عنت اللفظة "فيلسوف" "المسلم". توماس فون إروب الهولندي ألّف أوّل كتاب قواعد للغة العربية. كما أقيم أول كرسي للعربية في باريس في الكوليدج دي فرانس عام ٩٣٥١م للاستاذ پوستل. وفي أكسفورد شغل ادوارد پوكوك كرسي اللغة العربية عام ٨٣٦١م. أما في هولندا فلا بد من ذكر باحثين هما Thomas van Erpe أو Erpenius ٤٨٥١-٤٢٦١ الذي نشر للمرة الاولى قواعد اللغة العربية وتلميذه Francis van Ravelingen/Raphelengius ٦٩٥١-٧٦٦١ الذي بدأ بتدريس العربية في لايدن منذ عام ٨٣٦١. أما A. Galland فنشر ترجمته الانجليزية لألف ليلة وليلة ٤٠٧١-٧١٧١، و George Sale ٧٩٦١-٧٣٧١ نشر عام ٤٣٧١ ترجمة القرآن إلى الإنجليزية مشفوعة بمقدمة وملاحظات وافية. وكان J.J. Reiske ٦١٧١-٤٧٧١، الباحث الألماني الفذ في زمانه في الأدب والتاريخ العربيين، قد قاسى من الظلم من الأستاذين الشهيرين Michaels و Schutens لأنهما أرادا أن يبقيا الدراسات العربية في نطاق "الفيلولوجيا المقدسة والتفاسير التوراتية". ومن جهة أخرى، كان Volney الفرنسي الذي عرف اللغات الشرقية وزار الشرق العربي وكتب عنه في مؤلفين "رحلة إلى سوريا ومصر" عام ٧٨٧١ و"وصف مصر" عام ٩٠٨١-٢٢٨١ قد نادى بضرورة تعلم اللهجات العامية وانتقد الباحثين والمستشرقين الذين عرفوا الكثير عن النحويين العرب في العصور الوسطى إلا أنهم في الوقت ذاته لم يقدروا أن يتعاملوا مع العرب الأحياء. وفي القرن العشرين قال مكسيم رودنسون "فإن عصر هيمنة الفيلولوجيا في الاستشراق قد ولّت"، وفي ألمانيا قال Herder الألماني ٤٤٧١-٣٠٨١ بأن العرب "معلمو أوروبا" أما شاعر ألمانيا يوهان وولف چانچ فون چيته Johann Wolfgang) (von Goethe, 1794-1832 فقد مجّد النبي العربي، محمدا، في أشعاره. وڤولتير، الفيلسوف الفرنسي، (François-Marie Arouet, 1694-1778) قد كتب كتابا عن محمد عام ٢٤٧١ وغدت باريس قبلة المهتمين بلغات الشرق الأوسط وحضاراته منذ العام ٥٩٧١ الذي فيه افتتحت مدرسة اللغات الشرقية الحية. وكان الاستاذ Simon Ockley في أكسفورد قد كتب في بداية القرن الثامن عشر مادحا الشرق المسلم الذي فاق الغرب علما ومعرفة. وكذلك فعل Edward Gibbon ٧٣٧١-٤٩٧١. بعبارة أخرى، في القرن الثامن عشر نُظر إلى الشرق الإسلامي نظرة الاخوة والتفهم، وظهرت في انجلترا ففرنسا لفظة Orientalist أي "المستشرق"، وعقد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس عام ٣٧٨١وقبل ذلك بأكثرَ من قرن وبالتحديد في عام ٤٨٧١ أسست في الهند أول جمعية استشراقية. ومن المبشرين الذين كانوا في الشرق واستفادوا وأفادوا نذكر: James Bruce, Carsten Niebuhr, H. Maundrell, R. pocock, J. de la Roque, N. Savary, Thomas Shaw. وفي القرن التاسع عشر يظهر التفوق الغربي، الاستعمار والاكزوتية والتخصص، الشرق المسلم ما زال عدوا لكنه مهزوم. الأراضي الشرقية شاهدة على ماض عظيم. ويقول المستشرق الايطالي چويدي "موضوع دراسة اللغة العربية من أصعب الموضوعات وقلّما أتيح لعالم غربي أن يجيد فيه الإجادة كلّها. ما أصعبَ لغةَ العرب وما أغناها". إن بعض المختصين الغربيين باللغة العربية كما قال عباس محمود العقاد منذ عقود وما زالوا للأسف الشديد جاهلين بهذه اللغة لأنهم عاجزون عن الإحساس بها أو الاستيلاء على روحها عبر القواعد (العقاد، حقائق الاسلام وأباطيل خصومه. ط، ٢ القاهرة ٢٦٩١، ص. ٨٧١-٩٧١.). ويقول الاستاذ اللغوي ابراهيم مصطفى عن العربية: "وهي من أسهل اللغات ان لم اقل إنها اسهلها...وقد يكون ذلك عجيبا لأن الأحاديث التقليدية تصف اللغة العربية بالصعوبة ..ولكن العجبَ يرجع إلى جماعة من المستشرقين أرادوا أن يتعلموا العربية وهي غريبة عنهم أو هم غريبون عنها فأشاعوا عنها هذه الغربة...نعم إنها غير يسيرة على المستشرقين لا من طبيعتها هي ولكن من طبيعتهم هم". في اللغة الانجليزية حوالي ألف كلمة تتحدّر من أصول عربية وآلاف أخرى مشتقة منها. (المستشرق الانجليزي Walt Taylor ). معظم هذه الكلمات اصبحت غير مستعملة أو نادرة. يُقدّر عدد الكلمات المستعملة إذن ب ٠٥٢ كلمة. إلا ان معجم اكسفورد الوجيز يضم ٥٠٤ كلمة. من هذه الكلمات: Arsenal -دار الصناعة Assassin -الحشاشون عام ٩٥٢١ Carat - القيراط عام ٢٥٥١ Candy - القند عام ٠٢٤١ Admiral -أمير البحر عام ٥٠٢١ Alchemy -الكيمياء عام ٢٦٣١ Alcohol -الكحول عام ٣٤٥١ Algebra -الجبر عام ١٥٤١ Allah - الله عام ٠١٦١ كما يقول تايلور ويبدو انها اقدم من ذلك بكثير. Almanac - المناخ عام ١٩٣١ Chess - شطرنج عام ٦٠٤١ Cheque - صك عام ٤١٣١ Coffee - القهوة عام ٨٩٥١ Cipher - الصفر عام ٩٩٣١ Elixir - الاكسير عام ٦٦٢١ Dragoman - ترجمان حوالي ٠٠٣١ Gazelle - غزال عام ٢٨٥١ Jasmine - ياسمين عام ٢٦٥١ Jar - جرّة عام ٢٩٥١ Lute -العود عام ١٦٣١ Mosque مسجد عام ٠٠٤١ Sugar -سكر عام ٩٨٢١ Sofa - صفة عام ٥٢٦١ Tariff -تعريفة عام ١٩٥١ Arrak - عرق عام ٢٠٦١ Baksheesh -بخشيش عام ٥٢٦١ Khamseen - خمسين عام ٥٨٦١ Algorism - الخوارزمي عام ٠٣٢١ Soda -صداع عام ٠٤٥١ Guitar - قيثارة عام ١٢٦١ cable - حبل عام ٥٠٢١ Amulet - حمالة عام ٧٤٤١ Influenza - أنف العنزة Alborak - البراق عام ٥٣٦١ وفي إحدى مسرحيات شكسبير (٤٦٥١-٦١٦١) كلمة ذات سبعة وعشرين حرفا وهي اطول كلمة في الانجليزية وهي: Honor ifica bilit udini tatib us وهناك من يقول، ولا أظنه جادّاً في ذلك، إن هذه الكلمة الافعوانية عربية المنبت مؤلفة من ست كلمات هي: انظري في قلبي لتوديني (و) تعطي بوسة. ومنذ منتصف القرن العشرين فصاعدا تكاد كل جامعة معروفة في بلاد العالم قاطبة تدرّس اللغة العربية وآدابها والإسلام. وفي نفس الفترة نادى المستشرق الانجليزي المعروف H.A.R. Gibb بالتعلم عن العرب للعمل معهم على أساس تبادلي. ولا بد من الإشارة إلى أن العربية أصبحت لغة رسمية في مجلس الأمن بالإضافة إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية في ٠٢/٢١/٢٨٩١ وفي الجمعية العامة للامم المتحدة منذ ١/١/٣٨٩١. وبعد حوادث الحادي عشر من أيلول-سبتمبر ١٠٠٢ ازداد الإقبال على تعلم اللغة العربية في أمريكا وأصبح الاهتمام بالمسلمين والإسلام موضوع الساعة في وسائل الإعلام المختلفة من مكتوبة ومذاعة ويشاهد المتابع في العديد من الأحيان أساتذة للغة العربية والإسلام في الغرب يتكلمون عن الأحداث الإرهابية وعلاقة ذلك بمنظمات إسلامية متطرفة، والحق يجب أن يقال إن العديد من أولائك المتحدثين لا يكادون ينطقون ببضع جمل سليمة في العربية الأدبية الحديثة ناهيك عن أية لهجة عربية معاصرة. أولائك الأساتذة "الفطاحل" والباحثون في العربية والإسلام والمترجمون من العربية المكتوبة إلى لغاتهم يفقهون القراءة فقط، قراءة ما كتبه الأقدمون ولا يفهمون ما يقوله الأحياء القاطنون بين ظهرانيهم ولا يُفهمونهم!
| |
|