عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: الفترة الانتقالبية في تونس ومصر الخميس يونيو 16, 2011 7:12 pm | |
| الفترة الانتقالبية في تونس ومصر تكاد التجربة تكون واحدة في كل من تونس ومصر, وقد برزت مشكلة كبرى في البلدين تتمثل في تسيير المرحلة الانتقالية بعد الإطاحة برأس النظام وبعض رموزه المقربة, فلأول مرة في التاريخ تندلع ثورة ولا تتولى شؤون الحكم فورا بل تقوم مرحلة انتقالية يسيرها البعض من الشخصيات التي كانت ضمن طاقم الحكم المنهار أو المحسوبة بشكل أو بآخر على النظام السابق المطاح به أو على الأقل تكون قد تولت مسؤوليات ومناصب فيما مضى لكن المؤكد أن أي من الثوار لا يتولى أي مسؤولية في المرحلة الانتقالية وفي بعض الأحوال تولت بعض الأطراف في المعارضة كما حدث في تونس وزارات فيما يشبه حكومة وحدة وطنية لكن أحزاب المعارضة الصورية التي كانت في الواقع أجنحة من النظام السابق ليست هي التي قامت بالثورة وإنما هي في أحسن الأحوال قامت بالتأييد ومحاولة ركوب موجة الثورة الشبابية الشعبية لكنها تبقى هامشية بالنسبة للحركة الثورية, لذلك لم تستطع الحكومة المشكلة في تونس في أول الأمر والتي كان للمعارضة بما فيها النقابة مناصب وزارية لم تستطع الاستمرار بل انهارت بسرعة لأنها في الحقيقة لا هي من فلول النظام السابق ولا هي من صميم القوة الثورية وبالتالي لا قاعدة لها تسندها وتمكنها من الاستمرار. هذه الظاهرة في الثورة العربية الراهنة فريدة في التاريخ والجغرافيا ولأن التجربة لم تكتمل بعد فلا زالت الانتخابات التشريعية والرئاسية والمحلية لم تحدث بعد وبالتالي لا زلنا في المرحلة الانتقالية فإنه من السابق لأوانه إصدار أحكام نهائية أو بلورة نظرية جديدة مستخلصة من حيثيات هذه الظاهرة الثورية التاريخية. الذي يمكن تسجيله هو أن رئيس النظام تمت الإطاحة به وهو الذي سلم السلطة قبل رحيله للمجلس العسكري في مصر وللوزير الأول في تونس, هذا الذي لم يعمر طويلا بسبب انتمائه الحميم للعهد البائد والمناورات التي كان يسيرها لفائدة فلول النظام المنهار, وبالتالي تم تعويضه واستقر الأمر على العمل بالدستور القديم بإسناد الرئاسة المؤقتة لرئيس البرلمان ورئاسة الحكومة لشخصية سياسية تبدو غير متورطة في الفساد بالرغم من انتمائها ولو من بعيد للنظام البائد. وتبقى الأسئلة الكبيرة مطروحة: لما ذا لم يتسلم الثوار الحكم فورا في شكل تسيير المرحلة الانتقالية في انتظار إجراء الانتخابات واستقرار الوضع؟ يمكن تقديم ملاحظات لكن التفسير النهائي لا يمكن بلورته إلا بعد انتهاء التجربة وقيام مؤسسات العهد الجديد المنتخبة ديمقراطيا. هذا الوضع الانتقالي الغريب الذي يتولى فيه سياسيون قدماء تسيير المرحلة سمح ببروز صراعات قوية بين شباب الثورة مسنودة بالشعب وفلول النظام البائد مسنودة بالقوى الخارجية وببقايا النظام العربي وبتسهيلات وتعاطف من الحكومة الانتقالية والإدارة الموروثة التي تحاول مع قوى الأمن السياسي المطاح به زعزعة الأمور وإشاعة الفوضى ونشر الرعب واللاأمن لتخويف الشعب وجعله يقبل طلبا للأمن باستمرارهم بشكل أو بآخر ومن خلالهم استمرار النفوذ الأجنبي بدرجة أو بأخرى حتى لا يفقدوا كل شيء. إن القوى الداخلية والخارجية المتحالفة والمعادية للثورة والشعب تحاول استثمار وضع المرحلة الانتقالية الغريب لإجهاض الثورة أو تحويلها عن مسارها أو على الأقل الوصول معها إلى حلول وسطى تحافظ على بعض مصالحهم ومصالح حلفائهم الاستعماريين والصهاينة وبقايا النظام العربي. فهل تنجح الثورة في القضاء على هذه المحاولات المشبوهة وتعبر سالمة سليمة معافاة إلى المرحلة الدائمة مسجلة نصرها النهائي في قيام نظام ديمقراطي حر بريء من الاستباداد أو بعض الاستبداد ومن النفوذ الخارجي الأمريكي الصهيوني الغربي ومن معه من بقايا النظام العربي المستبد الفاسد العميل؟ يبقى السؤال قائما والإجابة عنه تسجل جزئيا في مجريات الأمور اليويمية حتى نهاية المرحلة الانتقالية, وليس بمقدورنا سوى الملاحظة والمتابعة عن كثب وترصد الإجابة المتنامية شيئا فشيئا حتى نهاية المطاف وهو إجراء الانتخابات وتنصيب النظام الجديد, والذي نتمنى أن يكون جديدا كل الجدة ولا أثر فيه كبيرا أو صغيرا للنظام البائد. عبدو المعلم | |
|