منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 صرخات تحت سحابة الظلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبير البرازي
مديرة
مديرة
عبير البرازي


عدد المساهمات : 7200
تاريخ التسجيل : 02/03/2010
الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com

صرخات تحت سحابة الظلم Empty
مُساهمةموضوع: صرخات تحت سحابة الظلم   صرخات تحت سحابة الظلم I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 22, 2011 2:53 pm

صرخات تحت سحابة الظلم

بقلم أفنان شمس الدين

الليل ساج، والهدوء يرمي بأثقاله على كل بقاع الأرض إلا أرضنا
لا يقطعه إلا نسائم الصيف التي تهب محركة خيمتنا المنصوبة في ضواحي الأراضي السورية
قرب حدود تركيا، كنا ننام مفترشين الأرض الجرداء، ملتحفين السماء، تهبّ علينا التيارات الباردة
لتجمّد أطرافنا .

ارتميت فوق التراب وسبحت في محيط لا نهائي من الأفكار إلى أن غرقت في الكوابيس المزعجة
التي اتخذت من رأسي ملعبا لتركل كرتها، ولم ينقذني منها إلا صراخها الذي في الحقيقة زادني غرقا .

هزت ذراعي بكفها الضعيفة وهي تصرخ وتنادي :
أيمن ...... أيمن

كالمجنون انتفضت وارتجفت جميع أطرافي، قمت مذعورا أسألها :
ماذا ...؟؟

فأتلقّى كلماتها المبعثرة بين الصراخ والأنين قائلة :
لقد حان الوقت .

عندها أضيف سهما جديدا إلى رصيد حياتي الذي اخترق قلبي وحطّم ما تبقّى منه .

أحاول تماسك أعصابي رغم دمارها، لا وقت للانهيار الآن، أسرعت فأجلستها على الأرض
قائلا لها :
سأحضر الطبيب حالا..... لا تخافي .

أطلقت ساقيّ للريح وأخذت أركض إلى خيمة صديقي وعندما وصلت صرخت :
نبيل....نبيل.... أنا أيمن .

فخرج مذعورا يلتقط جملتي الملقية على الدموع :
زوجتي ستلد يا نبيل .....ساعدني أرجوك .

هز كتفي بقوة قائلا :
سأخبر زوجتي بالذهاب إليها والبقاء معها لحين أن نحضر الطبيب معا .

دقائق معدودة وشعرت بيده تمسك يدي وتشدني لأركض، نركض ونركض نسابق الزمن ونكاد
نسبقه، نتخبّط في طريقنا من خيمة لأخرى باحثين عن طبيب يساعدنا.....
عن رحمة تنقذنا....
عن أمل يكشف هذا السواد عنّا....
وفي كل خطوة تتسارع نبضاتي وتتصارع أنفاسي لتحتل رقعة في السماء مستغيثة رب العباد .

لم نعثر على طبيب وإنما ممرض، شرح نبيل له وضع زوجتي بينما كنت أمسك رأسي المعاني
من صداع فظيع كأنّما انفجرت احدى الشرايين فيه خوفا على زوجتي .

وصلنا إلى خيمتي حيث تجمع النسوة عندها إثر صراخ زوجتي، دخلت مع الممرض لأرى أسوأ
مشهد في حياتي .
حيث ترتمي زوجتي فوق التراب الممزوج بدمائها والمحيط بصرخاتها المدوية مزلزلة الأرض
مبكية التراب .

أخرجني الممرض بسرعة مخاطبا إياي بنبرات قوية مذعورة :
الوضع خطير ......يجب أن تلد الآن .

قاطعته بكل قوتي وضعفي :
ألن ننقلها إلى أقرب مستشفى في تركيا ..؟؟؟

رد صارخا:
لن نستطيع فهناك خطر على صحتها غير أنّ الجيش السوري على الحدود سيقتلونا هناك .

حدّق بعينيّ ينتظر مني إجابة، فهززت رأسي قبولا مستجيبا لصرخاتها المؤلمة المتقطعة .

هو يدخل إلى الخيمة وأنا ارمي بجسدي المثقل على صدر نبيل وأطلق العنان لشلالات الدموع
لأن تعبّر عن حزنها بالقدر الذي تشاء .

كانت صرخاتها المؤلمة تنفذ إلى قلبي المفجوع وتنهال عليه بطعن عنيف فيفيض دمعا غزيرا
ومع كل صرخة ينقطع شريان فيني ليفجّر بركان القهر في داخلي فيقذف جسدي بحمم نارية
مؤلمة صرخت بسببها صرخة تكوي السماء مناديا يا رب .

لطالما انتظرت هذه اللحظة ورسمتها بإتقان على لوحة حياتي حيث سنستقبل طفلتنا هدية السماء
في بيتنا الصغير في جسر الشغور، سنقيم حفلة....

سنأكل الحلوى....
سأشتري لها كل الألعاب، ولم أتوقع أنني ساستقبلها في عتمة الليل على أرض جرداء عند خيام المظلومين، حيث يحاصرنا الجيش من أبناء وطننا .

ساد الصمت فجأة، وتوقف كل شيء في الكون عن الدوران بما فيهم قلبي المزلزل، توقفت عيناي
عن سكب الدموع وتشبثت بشفتيّ الممرض تستحثه على الكلام فسرعان ما استجاب لندائها المتوسل الصامت، اقترب مني قائلا : إنّا لله وإنّا إليه راجعون .

لقد حطم هذا النبأ القاتل البقايا الحية فيني فأمات ما تبقّى من قلبي وعقلي وروحي وكياني كله
تاركا بعض النبضات المريضة التي تتنفس قهرا وحزنا وألما .

لم أرى بعدها إلا الدمار والحطام....
الجحيم والنار....والصراخ في كل مكان....
احترقت الدموع....وضاعت الأحلام...
فقد خيّمت علينا سحابة ظلم سوداء هطل منها مطر العنف والقسوة والعذاب ليدمر محصول
الأرواح الفتية...
الشباب والشابات...الرجال والنساء...الشيوخ والأطفال...وطفلتي النديّة...
عصفورتي الوردية...والتي أسميتها حرّية ...........
لقد حملتها ملطخة بالدم...
ضممتها إلى صدري بقوة...
أمطرتها بالقبلات...
وأخذنا نبكي سويا بكاءاً يعجز الكون عن وصفه، هي تبكي منادية أمها الشهيدة لتضمّها بحنان
إلى صدرها، وأنا أبكي على وطني وأرضي...
زوجتي وأبناء شعبي الشهداء...
أبكي على الحرّية التي قتلونا وسجنونا وذبّحونا وشرّدونا لأننا حلمنا بها.

تسللت خيوط الشمس عبر عباءة السماء فطردت الظلام، كنت قد جهّزت نفسي للعودة إلى جسر
الشغور حيث سأخرج مع أبناء شعبي الأبي في مظاهراتنا السلمية عراة الصدور نطالب بالحرية،
فنحن أبناء الشعب السوري نأبى الذل والهوان.
وتركت طفلتي حرّية أمانة عند صديقي نبيل حيث سيهاجر بها مع باقي الأطفال إلى تركيا لتنعم
بالأمن والاطمئنان...
الدفء والمسكن...
الطعام والهواء اللائي حُرمت منهم في وطنها سوريا .

واستشهد أيمن إثر رصاصات الجيش السوري في مظاهرة سلمية ترفع شعارات للحرية
رحل تاركا ابنته حرّية تنادي الأحرار ليحموها من الظلم.
ستكبر يوما لتسأل من قتل أمي وأبي ....؟؟؟؟

تلك قصة أيمن من بين ملايين القصص التي تحدث يوميا في وطني الحبيب سوريا .

************

مشهد نراه منذ زمن بفلسطيننا الحبيبة وبالمخيمات الفلسطينية كافة



**************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
 
صرخات تحت سحابة الظلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درس تونس البليغ
» لقد بلغ الظلم حده .. وبلغ السيل الزبى - حسن ابراهيم(الإمارات)
» الإخوان المسلمون بين الظلم والبهتان .. د. مصطفى يوسف اللداوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: في الجزائر-
انتقل الى: