أخي الأستاذ عبدو الكريم ،، القارئ العزيز: القصة ذات عبرة عميقة
ويستنبط منها مفاهيم شرعية وأحكام اجتهادية ومخارج من الحرج للفقيه وخاص في النذور والحلف وأقوال
الطلاق وغيرها
على سبيل المثال ضرب مائة جلدة بجلدة واحدة فقط رخص الله له
بجمع مائة عود وجعلها حزمة وبذلك أوفى بقسمه ولم يحنث وأيضاً
هنا مسألة وهي أن العلماء أجمعوا على أن الله لا يخلف الميعاد (أي
الوعد بالثواب) واختلفوا في أن الله يخلف الوعيد للمؤمنين أي
العذاب قال الخلف من علماء العقيدة جائز أن يخلف الله الوعيد
للمؤمنين وقد ثبت أن العذاب للمؤمنين بالمشيئة إن شاء عذّب وإن
شاء غفر ورحم ، وقال السلف لا يجوز عقلاً أن يخلف الوعيد إذا
وعد به ولكن يجوز أن يعذب طائفة من كل لا الكل ليحق ما قاله، وهذا
شبيه بالضغث لقد أرشده الله لتخفيف العقاب في وعيده ، فسبحانه
من رب رؤوف رحيم عليم ،، وهذه القصة أيضا هي تحتاج إلى
توضيح لبعض النقاط.. النصب من الشيطان لم يصبه بنفسه لأن
الأنبياء محفوظون من الشيطان ومكائده وحيله ولكن النصب
أصاب زوجته ولأن الزوجة الأنثى وإن كانت جزءاً خارجاً عن ذات الرجل (الزوج) فهي لازم له و يطلق عليه معها وعلى أولادهما نفس واحدة فالعائلة نفس واحدة.
فجاء الخطاب أصابني أي أصاب أهلي، والمسألة الثانية أنه يجب على المسلم المكلف أن
يعتقد بالأنبياء ما يلي: فواجب لهم صفة الصدق والأمانة والفطنة
والتبليغ والعصمة ، ومستحيل عليهم شرعا وعقلاً الكذب والخيانة
والبلادة وعدم التبليغ عن الله وما ينفر طبعاً .. وهذه
الأخيرة تتعارض مع نقطة أن الناس نفروا منه فالعقل يرفض أن
يكون النبي منفراً للغير لأن ذلك يتنافى مع تبليغ الرسالة عن الله
تعالى ، فالأنبياء هم أجمل الناس صورةً وأعطر الناس رائحة
وأنظف الناس ثوباً وأحسن الناس قولاً وأوضح الناس حجة وأرقى
الناس أخلاقاً وأطيب الناس معدناً وأكرم الناس عطاء وأعدل الناس
قضاء ،، فلا مرضهم ولا طبعهم منفر ولا قولهم معسر... هذا والله
أعلم وأحكم ,, فبارك الله بك أخي وأستاذي عبدو وزادني وإياك من
ميزان العلم الذي لا ينحرف عن القواعد الأصولية ..