موافي الذي ترأس عملية تجنيد سعاد حسنى إستعان بضابط اخر يدعي محمود كامل شوقي واتفقا على أن يصلا إلى من تستطيع أن تأتى بسعاد حسنى إلى المكان المعد لإدارة عملية (الكنترول) وفي النهاية توصلوا إلى أن الممثلة ليلي حمدي هي التي تستطيع تدبير موعد مع سعاد حسنى لليلة غرام مدفوعة الأجر وأن الأجر المطلوب الذي تتقاضاه سعاد حسنى هو 300 جنيه وأنها لا تتعامل مع مصريين...فقط عرب أو أجانب
ليلى حمدي
استعان موافي بأحد ضباط المخابرات ويدعي ممدوح كامل لسببين ، أولهما أنه يجيد الفرنسية والثاني أنه يشبه إلى حد كبير الفرنسيين وتم الإتفاق على أن يكون ممدوح كامل هو العشيق مدفوع الأجر الذي يقدم لسعاد حسنى
[right]
[right]في إحدي شقق مصر الجديدة بدأت الخطوات النهائية للعملية فذهبت سعاد حسنى التى تقاضت 300 جنيه مقابل ليلة واحدة وبدأت تفاصيل ليلة حمراء بين سعاد حسنى وممدوح كامل تتلاحق بينما كاميرات جهاز المخابرات تسجل الأمر دقيقة بدقيقة تحت إشراف موافي الذي كان يستاء كثيرا كلما وضع ممدوح كامل الملاءة على جسده وجسد سعاد حسنى العارية تماما لأنه كان يريد تسجيل أكبر قدر من التفاصيل مستعينا بكاميرا 35 مم تساندها كاميرا أخري 8 مم للتصوير من زاويتين
[right]في النهاية وبعد أن وجد موافي أن الجلسة على وشك الإنتهاء أعطي أوامره إلى أعوانه يسري الجزار ومحمود كامل شوقي بتنفيذ عملية إقتحام الشقة وغرفة النوم كما لو كانوا من شرطة الأداب واصروا على نزول سعاد حسنى من المبنى عارية إلا من ملاءة بيضاء حيث تم اصطحابها إلى مبنى الإستجواب بإدارة المخابرات وتم عرض الأمر عليها بإعتبار أنها كانت تمارس الجنس مع جاسوس فرنسي مطلوب القبض عليه وتحت الضغط والخوف والشعور بالبرد الذي سري في جسدها بعد أن قضت الكثير من الوقت عارية قبلت أن توقع على نموذج مطبوع بالتعاون مع جهاز المخابرات مقابل ستر الفضيحة التى علمت أنها ستظل مسجلة لحين الحاجة إليها
[right]بعد ذلك طلب موافي إلى معاونيه توصيل سعاد حسنى إلى منزلها وإستعادة ال300 جنيه منها أعطي منها 100 جنيه لحسن عليش واحتفظ ب200 جنيه لنفسه
[right]
المثير في الأمر أن سعاد حسنى بعد الحادثة بدأت تحد من خروجها كثيرا وتحاول أن تقلص من نطاق معارفها وأصدقائها إلى أن طلبها موافي ثانية في صيف 1964 بينما كانت موجودة في الإسكندرية طالبا منها (تغطية مؤتمر القمة العربي ) ولك أن تتخيل ما كان مقصودا من كلمة (تغطية) [right][right][right]
[right]ومن الواضح أن استخدام موافي لسعاد حسنى امتد لوقت طويل إلى أن نساها تماما بعد تفجر فضيحة جهاز المخابرات عام 1968م. وافترقت الطرق بالإثنين إلى أن ظهر موافي ثانية في عهد حسنى مبارك كرجل النظام القوي بينما كانت سعاد حسنى تودع آخر ما بقى لها من رحيق وأنوثة وهي الأشياء الوحيدة التى يحتاجها موافي ليقدمها بإستمرار كثمن مدفوع للخدمة أو للمعلومات وبالتالي لم تعد سعاد حسنى تساوي بالنسبة له سوى ما يساويه ملف قديم تم إهماله
[right]
[right]
سعاد حسنى بدأت تصاب بأمراض كثيرة وأصبحت حادة المزاج إضافة لدخولها في نوبات إكتئاب حادة دفعتها في النهاية الى السفر إلى لندن طلبا للعلاج وهناك بدأت أموالها في النفاذ وأصبح عليها أن تجد مصدر رزق فقررت أن تخاطب الجهاز الذي إمتصها تماما لكن يبدو أن الخيوط كانت قد تقطعت ولا أحد يعلم بملف سعاد حسنى سوى موافي
[right]سعاد بدأت ممارسة أي شئ للحصول على أموال إلى أن وصل الأمر بها إلى أن قررت بيع آخر ما لديها: المعلومات
[right]سعاد في لحظة يأس قررت بيع المعلومات التى لديها للجرائد العربية أو الأجنبية وبدأت في إجراء إتصالات بهذا الخصوص وهو ما يمثل خرقا واضحا لسياج الأمن الذي فرضه موافي حول نفسه أو هكذا يظن
[right]موافي لم يعدم حيلة لوقف عزمها فأوفد إليها زميلتها الفنانة نبيلة عبيد إلى لندن محاولة إثناءها عن فكرة كتابة أو بيع المذكرات وأن تستعيض عن ذلك بستجيل القرآن بصوتها مؤكدة لها أن ذلك سيعود عليها بأرباح وفيرة
وبالفعل حاولت سعاد حسنى لكن أحدا لم يلتفت لشرائط القرآن المسجلة بصوت سعاد حسنى وهنا مرة أخرى بدأت سعاد حسنى في الإعداد لبيع مذكراتها أو معلوماتها لا فارق
[right]هذه المرة لم يكن لدي موافي شك أن العميل خرج عن السيطرة وفي هذه الحالة وفقا لما هو معمول به في هذا العالم الخفي يصبح على العميل أن يختفي بأي صورة يجد ضابط الحالة أنها مناسبة
[right]صباح يوم ضبابي في لندن وجد المارة جثة سعاد حسنى ملقاة على أرض الشارع الذي تسكن إحدي بناياته فيما يشبه الإنتحار وبينما تحدث التليفزيون المصري الرسمي عن إنتحار سعاد حسنى نتيجة لحالة من حالات الإكتئاب الحاد الذي تمر به شككت بعض المصادر في فكرة الإنتحار مستندة إلى أن سعاد حسنى كانت تعد العدة للعودة إلى مصر خلال أيام قليلة بعد أن تنتهى من تسجيل مذكراتها
[right]التليفزيون المصري أصر على أن موت سعاد حسنى هو حادثة إنتحار وإستند في ذلك إلى مقالة نشرتها مجلة روزاليوسف قبل الحادث بأسبوع لكاتبة مازالت موجودة من أيام الستينات بإسم مديحة تكتب مقال خفيف تحت عنوان (مع تحياتي لزوجك العزيز) تتحدث عن أن كثير من العائدين من لندن يتأذون من سعاد حسنى التى أصبحت تشرب الشوربة من السلطانية وأهملت نظافتها الشخصية وتقوم بأفعال لا أخلاقية وأن مرد ذلك هو حالة إكتئاب شديد تمر بها
[right]التليفزيون المصري كما هو معروف فاقدا للمصداقية الإعلامية فيما يخص المعلومة ونفس الشئ ينسحب على مجلة مثل روز اليوسف خاصة أن الإثنان في ذلك الوقت كانا ومازالا تحت سيطرة موافي الذي كان يشغل منصب وزير الإعلام في هذا الوقت ولكن الناس كانت تعرفه بإسمه الحقيقي وليس الإسم الحركي الذي عرفته به سعاد حسنى (موافي ) وكان الجميع يسبح بحمد وزير الإعلام في ذلك الوقت ... إنه صفوت الشريف