الوصية السادسة عشر: لا تبخل على نفسك ببخلك على غيرك
انظروا في أمور الدنيا إلى من هو دونكم وفي أمور الآخرة إلى من هو فوقكم .
يا ابن آدم ما أبخلك على نفسك ، أليس قد استقرض الحق عزً وجل منك وأنت لا تقرضه ؟ أما سمعت قوله تعالى
مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة : 245]
إذا أقرضته وقبلت حوالته على يد الفقير ضاعف لك ، وأعطاك أكثر مما أعطيت اليوم وغداً,
عاملوه وقد رأيتم الأرباح ، عاملوه بغير تجربة . كان الإمام جعفر الصادق رحمة الله عليه إذا احتاج إلى خمسمائة ديناراً وعنده خمسون دينار تصدق بها ، فبعد أيام تجيئه خمسمائة ديناراً ، وإذا لم تجئه ما اتهم ربه عز وجل ولا عارضه ولا استبخله . وقد كان أحد الصالحين يملك ثلاث بيضات ، فجاء سائل فقال لجاريته : أعطه تلك البيضات، فأعطته بيضتين وخبّأت واحدة ، فبعد ساعة أهدى له صديق عشرين بيضه ، فقال لجاريته : كم أعطيت السائل: فقالت : بيضتين وخبّأت لك واحدة تفطر عليها ، فقال لها: يا قليلة اليقين حرمتنا عشرة.