عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: أهداف وكالة الطاقة الدولية من السحب من مخزون النفط الاستراتيجي الإثنين يوليو 18, 2011 3:02 am | |
| أهداف وكالة الطاقة الدولية من السحب من مخزون النفط الاستراتيجي
دراسة عن أهداف وكالة الطاقة الدولية من السحب من مخزون النفط الاستراتيجي
الاحد: 17 يوليو 2011 فى دراسة للباحث"وليد خدورى", حول اهداف وكالة الطاقة الدولية من السحب من مخزون النفط الاستراتيجى, تتناول الدراسة قرار وكالة الطاقة الدولية في 23 حزيران (يونيو) الماضي الخاص بسحب نحو 60 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية من الاحتياطي الاستراتيجي للدول الأعضاء على مدى شهر تموز (يوليو)، أي ما يعادل مليوني برميل يومياً، وما سبقه من بيانات وتصريحات تهديدية للدول الأعضاء في منظمة أوبك، وللمنظمة نفسها، باعتبار ان هذه الخطوات تشكل منعطفاً خطيراً في العلاقات بين المنظمتين، وبالتالي بين المنتجين والمستهلكين.
تبدا الدراسة بالتعريف بوكالة الطاقة الدولية, ذاكرة, انها تأسست في عام 1974، بمبادرة من وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، هنري كيسنجر، كرد فعل على قرار الدول العربية النفطية إعلان مقاطعتها النفطية للولايات المتحدة وهولندا لمساندتهما إسرائيل في حرب عام 1973. ومنذ تأسيسها في تلك الفترة، وحتى سنوات قريبة، نشب صراع كبير بين المنظمتين العالميتين (وكالة الطاقة الدولية، التي تدافع عن مصالح الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للنفط، ومنظمة أوبك، التي تدافع عن مصالح الدول المنتجة للنفط).
ثم تستعرض الدراسة الخلاف الاخير والذى وصفته بامنعطف الخطير فى العلاقات بين المنظمتين, حيث ترجع الدراسة السبب فى هذا الخلاف الى الهدف من عملية السحب, فالادعاء الرسمي للوكالة أن سبب اللجوء للسحب هو تعويض النقص الناتج عن انقطاع النفط الليبي (1.6 مليون برميل يومياً)، على الرغم من أن دول الخليج العربية (السعودية، الإمارات، والكويت) كانت قد أعلنت أن لديها طاقة إنتاجية فائضة، وأنها مستعدة لتعويض أي انقطاع للإمدادات الليبية.
وتضيف الدراسة أن تعهدات هذه الدول الثلاث كانت في محلها في الفترات السابقة، أي إنها ذات مصداقية مجربة، وأنها قامت فعلاً، بتعويض النقص الذي حدث في الإمدادات في حينه, بمعنى آخر أن لديها ما يكفي من المصداقية في هذا المجال، علماً بأن هذه الدول تتحمل مليارات الدولارات من النفقات سنوياً للمحافظة على هذه الطاقة الإنتاجية الفائضة للأوقات الاستثنائية، مثل تلك التي نشاهدها الآن، والشركات النفطية العالمية وحكوماتها على علم بهذا الامر.
لكن الدول المستهلكة تحججت بأن النفط الذي يتم تعويضه، ليس من نوعية النفط الليبي الخفيف، فمواصفاته تختلف، على الرغم من تأكيد شركة أرامكو السعودية أنها تزود الأسواق بنوعية النفط الليبي نفسها.
كما أعلنت الدول المستهلكة أيضاً، ضمن سلسلة اعتراضاتها، أن النفط الذي يتم تعويضه من دول الخليج لا يصل إلى الأسواق في الوقت المناسب.
وتعلق الدراسة, قائلة, ان هذه التبريرات تبقى محل شك، ولاسيما عند مراجعة البيانات الأخيرة لوكالة الطاقة الدولية، والتي تشير إلى وجود نحو 4.1 مليار برميل من النفط في المخزونات الاستراتيجية للدول الأعضاء بالوكالة، وأن نحو 1.6 مليار برميل منها هو "للحالات الاضطرارية"؛ أي احتياطي استراتيجي, وهذا يعني أن لدى دول الوكالة احتياطي استراتيجي يكفي لفترة 146 يوماً (نحو خمسة أشهر)، بينما تطالب قوانين وقرارات الوكالة أقطارها الأعضاء بمخزون استراتيجي لمدة ثلاث شهور فقط من النفط المستورد, بمعنى آخر، كان لدى الوكالة احتياطي استراتيجي كاف من دون اللجوء للسحب من الاحتياطي الاستراتيجي، فلماذا إذا قرار السحب في الوقت الحاضر؟
وتقول الدراسة, وبعد استعراض تكهنات متعددة, انه, ومهما كان السبب الحقيقي، فإن معظم التكهنات تدور حول محاولة الوكالة السحب من الاحتياطي الاستراتيجي من أجل الضغط على أسعار النفط وتخفيضها, وهنا محور الخلاف بين الوكالة ومنظمة أوبك.
فالهدف من الاحتياطي الاستراتيجي هو ضخ الإمدادات النفطية اللازمة في حال حدث نقص أو تعطل لهذه الإمدادات لأسباب سياسية أو صناعية.
أما موضوع توازن العرض والطلب، فهذا من مهام المخزون التجاري النفطي الذي تشيده وتموله شركات النفط العالمية في الدول المختلفة.
وتعلق الدراسة قائلة, ان استعمال السحب من الاحتياطي الاستراتيجي يعتبر تدخلاً سياسياً من قبل حكومات الدول الصناعية للضغط على الأسعار بعيداً عن التعاملات الحرة في أسواق النفط.
وتختتم الدراسة بالقول, انه لا بد من التنويه بأن قرار الوكالة الدولية للطاقة باللجوء إلى السحب من الاحتياطي الاستراتيجي يعتبر مفصلاً تاريخياً مهما في العلاقات بين المنتجين والمستهلكين.
ومن الضرورة بمكان مراجعة أسباب ودوافع هذا القرار من أجل تصليح التداعيات التي خلقها، والتي من الممكن أن تكون بعيدة المدى.
المصدر: مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية | |
|