منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 أمريكا المكيافللية جزء 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيد أمين
العضو الملكي
سيد أمين


عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 17/07/2011
الموقع : albaas.maktoobblog.com

أمريكا المكيافللية جزء 3 Empty
مُساهمةموضوع: أمريكا المكيافللية جزء 3   أمريكا المكيافللية جزء 3 I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 20, 2011 2:58 pm


[center]دراسة تطبيقية:سيد أمين جزء 3

( إن أمريكا تتبع استراتيجية مجنونة مبيته فهى تريد أن تخيف خصومها المحتملين وتردعهم قبل أن يفكروا مهاجمتها ثم تنخرط فى حرب النجوم أى فى تشكيل دروع فضائية أو سماوية تحميها من أى هجوم محتمل واذا تم هذا المشروع فإنه سيمكنها من الهيمنة على العالم عن طريق الرعب والارهاب أن أمريكا تهدف من وراء كطل ذلك الى التخويف وتجييش العالم كله وراءها وبالتالى السيطرة على العالم هذا هو هدف أمريكا , السيطرة على العالم اذا خوفته باستمرار من خطر يتهدده) (42)
واذا كان الزعيم الصينى ماوتسى تونج قد وصف القوة الأمريكية بأنها مجرد (نمر من ورق ) فإن إيمانويل تود-المفكر الفرنسى قد وصفها بأنها ( أصبحت عالة على العالم ولا يمكن أن تحافظ على مستوى معيشة مواطنيها إلا إذا نهبت العالم وأخذت منه الثروات الاقتصادية وانها – أمريكا – تحاول أن تخفى هذا الوضع الجديد أو تغطى عليه عن طريق القيام بحملات عسكرية فى الخارج ضد دول ضعيفة كما هو الحال فى أفغانستان والعراق ولكن اذا تفحصنا وضع القوى السكانية والثقافية والصناعية والمصرفية والايديولوجية والعسكرية الموجودة فى العالم حاليا لوجدنا أن أمريكا ليست معصومة من الوهن والضعف كما يزعم البعض فأمريكا أكثر هشاشة مما نظن ) (43).
و الولايات المتحدة الامريكية دائما ما قللت من قوة اعدائها ( الوهميين ) وكثيرا ما تمسكت بأهداب القول أن الخلاص منهم هو انتصار للعدالة وأنه قريب جدا لأن النصر عليهم هو قدر إلهى.
«10»
(كيف يجب قياس قوة كافة الامارات؟) تحت هذا العنوان كتب مكيافيللى (أعتبر الذين فى حاجة الى غيرهم دائما هم اولئك الذين لا يقدرون أن ينزلوا أعدائهم فى الميدان ولكنهم يضطرون الى الانسحاب داخل مدنهم ويدافعون ) و ( ليس ثمة قول سوى أن تستنهض هذا ألامير لتحصن مدينته تحصينا منيعا ويهاجم باحجام شديد وذلك لأن الناس يعافون دائما المشروعات التى تنبئهم بمصاعبها ولا يمكن أبدا أن تبدو مهاجمة أمير له مدينة منيعة ولا يناوئه شعبه أمرا هنيا )
وعن المصاعب التى يواجهها الأمير الذى يحاصر الأعداء امارته ويخشى تغير ولاء رعيته نتيجة طول الحصار ينصحة مكيافيللى بأن ( يفعم القلوب بأمل الخلاص القريب وأن يثير فيهم الخوف من قسوة العدو وأن يستوثق بحذق من اولئك الذين يبدون له أصحاب جرأة مفرطة ) وذلك لأن ( من طبيعة الانسان أن النعمة التى ينعم بها على غيره تربطه به شأن تلك التى يأخذها منه ).
والحقيقة أن الولايات المتحدة الامريكية برعت دائما فى تحصين نفسها والتهويل من شأن هذا التحصين والمنعة من جانب وبرعت أيضا فى اضعاف اعدائها والتقليل من شأنهم .. وذلك لادراكها أنها بحاجة دائمة الى الدعم الدولى فى حروبها مع الأعداء ..مما يفسر لج}ها دائما الى كسب تأييد منظمة الأمم المتحدة فى حروبها.
والولايات المتحدة الامريكية تدرك تمام الادراك أنها ليست قادرة على منازلة اعدائها فى الميدان وجها لوجه وأنها لابد أن تتحصن خلف تقنيتها المتطورة – كبديل للمدن – فى كافة حروبها الخارجية بما يسمح لها بالتفوق والنجاة من الانكسارات.
( إن أمريكا تتبع استراتيجية مجنونة مبيته فهى تريد أن تخيف خصومها المحتملين وتردعهم قبل أن يفكروا مهاجمتها ثم تنخرط فى حرب النجوم أى فى تشكيل دروع فضائية أو سماوية تحميها من أى هجوم محتمل واذا تم هذا المشروع فإنه سيمكنها من الهيمنة على العالم عن طريق الرعب والارهاب أن أمريكا تهدف من وراء كطل ذلك الى التخويف وتجييش العالم كله وراءها وبالتالى السيطرة على العالم هذا هو هدف أمريكا , السيطرة على العالم اذا خوفته باستمرار من خطر يتهدده) (42)
واذا كان الزعيم الصينى ماوتسى تونج قد وصف القوة الأمريكية بأنها مجرد (نمر من ورق ) فإن إيمانويل تود-المفكر الفرنسى قد وصفها بأنها ( أصبحت عالة على العالم ولا يمكن أن تحافظ على مستوى معيشة مواطنيها إلا إذا نهبت العالم وأخذت منه الثروات الاقتصادية وانها – أمريكا – تحاول أن تخفى هذا الوضع الجديد أو تغطى عليه عن طريق القيام بحملات عسكرية فى الخارج ضد دول ضعيفة كما هو الحال فى أفغانستان والعراق ولكن اذا تفحصنا وضع القوى السكانية والثقافية والصناعية والمصرفية والايديولوجية والعسكرية الموجودة فى العالم حاليا لوجدنا أن أمريكا ليست معصومة من الوهن والضعف كما يزعم البعض فأمريكا أكثر هشاشة مما نظن ) (43).
و الولايات المتحدة الامريكية دائما ما قللت من قوة اعدائها ( الوهميين ) وكثيرا ما تمسكت بأهداب القول أن الخلاص منهم هو انتصار للعدالة وأنه قريب جدا لأن النصر عليهم هو قدر إلهى.
فبعد مرور ستة أشهر على أحداث 11سبتمبر وقف بوش الابن أمام حفل كبير يضم 1300 شخصية عامة أمريكية وعالمية وخطب فيهم ( أن حربه عادلة وأن الاعداء هم الذين ابتدأوا بالضرب وسوف يعاقبهم ويلاحقهم فى كل مكان ) وأضاف ( أنى أرى عالما من السلام والوئام سوف ينهض بعد القضاء على الارهاب فليبارك الله إذن تحالفنا ) , متناسيا المنطق الالهى الذى عبر عنه الصينى الزعيم ماوتسى تونج ( إن الأمم المضطهدة والطبقات المضطهدة وحدها هى التى تخوض غمار حروب عادلة )(44).
ودعونا نتسائل ما هى العدالة التى تحدث عنها بوش فى الحرب ضد العراق ؟ وكيف حاول تصوير الأمر عن أن العراق وهو بلد صغير وفقير وضعيف اعتدى على أمريكا زعيمة العالم؟
كيف شبه الأمر على أن حربه ضد هذه الشعوب الصغيرة هى حرب الحق والخير ضد الشر ؟ وكيف يتسنى لانثى النعامة أن تفرض ظلمها على الأسد ؟ إنه المنطق المعكوس وتزييف الحقائق ؟
يقول الفيلسوف الأمريكى نعوم تشومسكى فى كتابه ( محادثات ومقابلات ما بعد 11سبتمبر) ( إننا لا يمكن أن نوقف ارهاب الضعيفضد القوى إلا إذا أوقفنا ارهاب القوى .. انهم يعتقدون أن الأرهاب يجىْ من جهة واحدة إنه يجىء من الجهتين بل إن ارهاب القوى ( امريكا والغرب ) أشد خطورة بسبب الامكانيات الضخمة التى يمتلكها وان الجديد فى أحداث 11 سبتمبر أنه لأول مرة يتجرأ الضعيف على ضرب القوى فى عقر داره , ففى السابق كان يضربه فى الهوامش وفى مناطق أخرى تزعجه ولكن لا تجرحه أبدا) ويضيف فى مكان أخر ( لقد مارست الولايات المتحدة الارهاب على أوسع نطاق ثم لا تتفق على محاسبة الاخرين عليه فنجدها فى عام 1985 أرسلت سيارة شحن محملة بالمتفجرات ووضعتها على مقربة أحد المساجد فى ضاحية بيروت الجنوبية وكانت لتقتل أكبر عدد من المصلين المدنيين وبالفعل كانت الحصيلة 80 شخصا و250 جريحا ولكن الشخص المستهدف من العملية نجا وهو الشيخ حسين فضل الله , أليس هذا عملا ارهابيا ؟ أليس قتلا للمدنيين بالصدفة كما يحدث فى أى عمل ارهابى ؟ لماذا ندين الأخرين ولا ندين ارهاب أمريكا؟) (45)
وعودة الى ما قاله جيمس ووسلى المدير السابق للc.i.a. والمستشار البارز لجورج بوش كأحد أبرز صقور الحرب ضد العراق فى مقاله بصحيفة لوس انجلوس تايمز ( ابريل 2203) ما يلى ( إن الحرب الأخيرة ليست حربا منا ضدهم فهى ليست حربا بين دول ولكنها حرب الحرية ضد الطغيان)
بينما يقول ريتشارد هاس عضو المجلس القومى الأمريكى فى بحث له بعنوان ( امريكا الأمبراطورية ) – لحظ لفظ الامبراطورية الذى تحدثنا عنه فى فصل سابق – حيث يقول ( كى تنجح الولايات المتحدة الامريكية فى هدفها بتحقيق السيطرة العالمية سيكون من الضرورى على الأمريكيين اعادة التفكير فى سياق قوة امبراطورية إن دور الولايات المتحدة يشبه دور بريطانيا العظمى فى القرن 19 وهو القمع واستخدام القوة وسيكونان الملاذ الأخير , إن ما يقوله بول كينيدى حول أن الأمبراطورية الأمريكية تسير فى طريق الانحدار بسبب التمدد الاستراتيجى الزائد , هو قول غير صحيح , بل هو تمدد ناقص , إن الاحتلال الهادف الى بناء الأمة بغرض الحاق الهزيمة الكاملة بكل معارضة محلية وتجريدها من السلاح واقامة سلطة سياسية تتمتع وحدها بالاحتكار الكاملة لشرعية استخدام القوة وهذا قد يتطلب احتلال ذا ابعاد امبراطورية لأمد غير منظور)
بينما يقول مايكل اجناتييف استاذ حقوق الانسان بجامعة هارفارد فى مقال كتبه فى نيويورك ماجزين يناير 2003 أن ( الامبراطورية الامريكية لا تشبه الامبراطوريات الاخرى , انها امبراطورية القرن 21 إنها هيمنة عالمية تستند الى الأسواق الحرة وحقوق الانسان والديمقراطية بحراسة قوة عسكرية مرعبة لم يعرف العالم لها مثيل ).
بينما عبرت الكاتبة ناعومى كلاين فى الجاردين ابريل 2003 أن ( العراق الحر .. سيكون أكبر بلد تم بيعه فى التاريخ على سطح الارض ) واضافت ( أن بوش يتبع اسلوب جديد فى تحرير التجارة وهو (اقصف قبل أن تشترى )).
(11)
( فى الامارة الكنسية ) تحت هذا العنوان هذا العنوان تحدث مكيافيللى عن الامارات الكنسية فى عهده واصفا امرائها بأنهم هم ألوحداء الذين يملكون امارات دون أن يدافعوا عنها ولهم رعايا من غير أن يحكموهم واماراتهم لا تؤحذ منهم مع انها غير محمية وراعايا لا يتبرمون منها مع انهم غير محكومين.
ورغم أن هذ الباب من كتاب مكيافيللى لا يعنينا فى بحثنا الا أننا نذكر له ما برر به الصراع بين الأروزونى والكولونا وهم البارونات الرومان دون حسم هو أن حياة البابوات قصيرة وفى المتوسط عشرة سنوات وهى فترة غير كافية لكبح جماح طرف على آخر حيث أن البابا يناصر أحد الطرفين ثم يموت ويأتى بابا آخر فيناصر الطرف الثانى والنتيجة فى كل هى استمرار الصراع.
ونحب أن نذكر هنا أن النظام الرئاسى الأمريكى ومدته هى السبب فى تقلب الأمزجة فتارة تناصر العراق وتارة تحاربها وتحتلها.
(12)
تحت عنوان ( فى ألانواع المختلفة للجندية وفى الجنود المأجورين ) كتب مكيافيللى ( إن الدعائم الأولى لجميع الولايات سواء جديدة أو قديمة أو مختلطة هى القوانين الصالحة والأسلحة الصالحة ) وأضاف ( إن الاسلحة التى يدافع بها أمير عن ممتلكاته إما أن تكون خاصة أو أسلحة مأجورة أو حليفة أو أسلحة مختلطة والأسلحة المأجورة والحليفة خطرة ولا فائدة لها فلو أقام أحد الامراء ولاياته على الأسلحة المأجورة لن يقف راسخا واثقا لأنها أسلحة مفككة ذات مطامع وبلا نظام عسكرى ولا عهد لها وذات جسارة بين الأصدقاء وجبانة أمام الأعداء , والأسلحة المأجورة تسلبك فى السلم والعدو يسلبك فى الحرب , وذلك لأنها لا يدفعها للدفاع عنك حب سوى الأجر الزهيد , وهذا الأجر لا يجعلهم مستعدون للموت دفاعا عنك فى الميدان , هم يرغبون أن يكونوا جندك طالما لا تقوم بحرب وحيث كانت الحرب فإما أن يفروا أو يتكاسلوا) وأضاف ( اننا لا نحرز من الملك إلا قليلا تافها بالقوات المأجورة فى زمن طويل)

فى هذا الباب سوف نعالج الأمر على مرحلتين الأولى خاصة برفض الولايات المتحدة الاستعانة بشكل اساسى بقوات حليفة فى حروبها الخارجية ما لم يكن فقط لمجرد اشاعة احساس خاطىء بأن حروبها الخارجية حروب دولية .

والثانى خاص بأنها تسيطر على الشعوب الأخرى عبر تأجير جيشها لخدمة الدفاع عن حكام هذه البلدان كما حدث فى حرب الخليج الثانية 1991 وما تلاها.

وعن الحالة الأولى فاذا ككنا نعرف كيف سيطر اليهود على الحياة السياسية الأمريكية وكيف اقترنت الارادة الأمريكية بالارادة الصهيونية , رغم كل ما يقال عن أن أمريكا والصهيونية وجهان لعملة واحدة إلا إننا باستعراض التحذير الذى أطلقه المؤسس الأول والحقيقى للولايات المتحدة الأمريكية فى خطبة حاشدة له وجهها للشعب الامريكى عام 1779 حيث قال بنجامين فرانكلين ( انتبهوا جيدا للفكر اليهودى فاذا استمروا على هذا النحو فسوف يقودون الشعب الأمريكى من خلف مقاعدهم )

ومن الواضح أن فرانكلين كان يعمل بالنصيحة المكيافللية الخاصة بعدم الاستعانة بالأخرين رغم مسيس حاجة الولايات المتحدة فى هذا الوقت لكسب الانصار والحلفاء للحصول على الاستقلال وتثبيته والتأمين ضد الأعداء الأخرين مثل الهنود الحمر الذين لم تكن بعد قد كسرت شوكتهم أو ضد الفرنسيين فى الجنوب والشمال وكذا الاسبان وكذلك رغم ما هو معروف من دعم اليهود لاستقلال أمريكا التى وصفوها حينئذ بأرض الميعاد.

وحتى فى العصر الحديث , فرغم أن الولايات المتحدة سعت لكسب حلفاء خارجيين فى حربها ضد العراق , إلا أن هذا المسعى الأمريكى لم يكن من أجل نيل القوة منهم ولكن من أجل نيل الشرعية .. فمثلا حينما تحالفت أمريكا مع بريطانيا لاحتلال العراق وتزايد الضغط الشعبى على حكومة بلير رافضة لهذه الحرب .. ظهر بوش أمام شاشات التلفزة ليعلن أن الولايات المتحدة ستخوض الحرب منفردة !!

وحينما وقف المسئولون فى الادارة الأمريكية ليعلنوا أن هناك19 دولة فى العالم تحالفت مع أمريكا لخوض غمار الحرب ضد العراق ,فوجئنا بأن الدول المقصودة مجتمعين لا يشكلون سكانيا حجم ولاية من ولايات أمريكا وأنهم جميعا لا يملكون جيشا مسلحا بتسليح تمتلكه فرقة واحدة من فرق الجيش الأمريكى!!

إذن .. الولايات المتحدة لم تسع لنيل القوة العسكرية فى تحالفاتها العسكرية ولكن تسعى فقط لاستكمال الديكور الدعائى لصبغ حربها ضد الشعوب الحرة بصبغة الحرب ضد الارهاب وكأنه مطلب دولى وتطبيق للعدالة الحقة والشرعية , كحيلة من حيل خداع الشعب الامريكى فى انسانيته وكذا شعوب العالم الحر.

وتكرر نفس المشهد فى الحرب ضد افغانستان وضد فيتنام ونيكارجوا وغير ذلك من الشعوب الفقيرة والضعيفة التى تعرضت للتنمر الامريكى فى عالمنا المشحون بالمتناقضات والذى تستساغ فيه دماء الشعوب .

ودعونا نتذكر مقولة جيفرسون حينما خطب فى حشد من الأمريكيين يقول شارحا سياسة أمريكا الخارجية ( يجب أن تحافظ على صداقة صادقة مع كافة امم الأرض ولكن لا ترتبط بتحالف مع أى منه) (46)

ولأن الولايات المتحدة تدرك خطورة الاعتماد على قوة الآخرين فانها عمدت لأن تذيق العالم هذا الخطر حتى تحولت الولايات المتحدة الأمريكية الى أكبر نظام عسكرى لتأجير المرتزقة فى العالم.

هذه حقيقة .. الولايات المتحدة ليست سوى سوق ضخم للمرتزقة العسكريين فى العالم , تؤجرهم لمن يشاء ولمن يدفع اكثر نفطا سواء أو أموال سائلة .

وتجربة الخليج الثانية نموذج لا يحتاج لبس , فالولايات المتحدة التى دعمت وعبر وسطاء عرب العراق فى حربه ضد ايران.. حينما غزا العراق الكويت وقام النظام الحاكم فى الكويت والذى فر الى السعودية بمخاطبة امريكا للدفاع عنه وعن دويلته مقابل امتيازات ضخمة بعد نجاح التحرير من قواعد عسكرية دائمة وعقود اعمار واموال سائلة .. أليس فى هذا المشهد يكون الامريكيين مجرد مرتزقة ؟! وهل سيأمن أمير الكويت فيما بعد من صدق نوايا هؤلاء المحررين المرتزقة ؟ ألم تتحول الكويت الى دويلة مسلوبة الارادة فى قرارتها القومية فيما بعد, ولكى يتفادى المسئولون فى الكويت انتقادهم لذلك ولعدم قدرتهم على اتخاذ مواقف شجاعة تصون القومية العربية وتدمج الكويت مع قوميتها وعروبتها – بعكس ما يريده الجنود المرتزقة الامريكان والذين يمثلون الحاكم الفعلى للبلاد- قاموا بالادعاء بأن الانجراف وراء التيار الامريكى الصهيونى البريطانى هو هدف قومى وخيار استراتيجى صائب خططت له الارادة الوطنية الكويتية !

ويقولون ذلك كيلا ينتقدوا بأنهم طردوا المحتل العربى ليجلبوا المحتل الأمريكى البريطانى الاسرائيلى ؟!!!

ألم يقع حكام الكويت فى الشرك؟! ووقعع معهم حكام قطر والبحرين ؟ الذين رغم انجرافهم الشديد نحو تحويل بلدانهم الى قواعد عسكرية امريكية ضخمة هم يدركون تمام الادراك انهم باستعانتهم بالاجنبى فقدوا سلطتهم الوطنية الاستراتيجية على بلادهم !!

( هناك العديدة من الأحداث المهمة التى جرت بعد اجتياح العراق للكويت بأسابيع عندما جمع جورج بوش مساعدية وسألهم عما اذا كان انسحاب صدام حسين من الكويت يشكل حلا مرضيا بالنسبة للأمريكيين فقال لبرنت سكوكروفت رئيس مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض والر~يس بوش يهز رأسه موافقا :- ألا ترون بأنه اذا انسحب فسيكون الوضع صعبا جدا بالنسبة لنا فسوف لن نستطيع الابقاء على نصف مليون جندى باستمرار فى المنطقة .. فأضاف بوش: هذذا صحيح وينبغى أن تتوافر لقوات التحالف الدولى الوسائل لتدمير جيش صدام حسين فى المستقبل القريب ) (47)

ولذلك تعسفت الولايات المتحدة الامريكية فى قبول مبادرات العراق بالانسحاب حيث طلبت منه ذلك ولكن بدون أن يأخذ مع المعدات الحربية والعسكرية التى جلبها معه وكذلك بدون ضمانات لتأمين الانسحاب على حد الوثائق الخاصة بحرب 1991 والتى أفرجت عنها الكويت سهوا لتنشرها هيئة الاستعلامات الكويتية فى كتاب حمل عنوان ( العدوان العراقى الغاشم على الكويت عام 1991 ) وسرعان ما تم سحبه ثانية من ألأسواق لخطرورته الشديدة فى إجلاء الحقائق.

إذن القوات الأمريكية التى ذهبت لتحرير الكويت كانت تهدف الى احتلالها .. انها أمريكا .. الانتهازية .

(13)

( فى القوات المأجورة والمختلطة والوطنية ) امتداد للفصل السابق وتحت هذا العنوان قال أن ( قوات أحد الجيران الأقوياء التى يطلب أمير مجيئها لنجدته والدفاع عنه هى قوات مساعدة وهى عديمة الفائدة كالقوات المأجورة ) وذلك ( لأن الهزيمة لك إن انكسرت وإن انتصرت ظللت أسيرا لها ) واستعرض مثالا لامبراطور القسطنطينية الذى حشد فى فى بلاد اليونان عشرة الأف تركى لكى يقاوم جيرانه وبعد النصر رفضوا العودة وكان ذلك بداية استعباد من كفروا بالأمانة والولاء لبلاد اليونان – على حد تعبيره- وأضاف ( أن اشد اخطار القوات المأجورة فى جبنها واحجامها عن القتال ولكن أشد أخطار القوات المساعدة فى شجاعتها ) ,اضاف ( أن الأمير العاقل أفضل له أن ينكسر بقوات وطنه على أن ينكسر بقوات غيره) .. ثم روى ما ذهب اليه الحكماء قديما حينما قالوا ( لا شىء عند البشر مزعزع ولا يدوم مثل ولايات دعامتها الشهرة وليست قوتها الخاصة ).

( وقديما – كما جاء فى التوراة – قدم داود – عليه السلام – نفسه لشاؤل لكى يذهب وينازل جولياث – بطل فلسطينى – فدججه بالسلاح الخاص إلا أن داود بعدما جربه رفضه وقال له أنه لا يعرف كيف يحارب به مفضلا خنجره ومقلاعه الخاص ‍‍‍‍‌‍‍‍‍.(

ويعد هذا القول امتدادا لما قلناه فى الباب السابق من خطورة أن تستعين الكويت بالقوات الأجنبية والتى بفضل قوتها استطاعت هزيمة جيش العراق واحتلال أرضه .. وكيف أن القوة الأمريكيية صارت هاجسا يقض مضاجع أمراء الخليج ؟ وكيف تقلصت سلطات أمير الكويت على شئون بلاده الاستراتيجية بشكل لم يعد يحتمل سوى اعلان الاحتلال الامريكى الطوعى للكويت .

أننها خطيئة التآمر على الاصدقاء وعقوبتها احتلال الغرباء والنموذج لا يحتاج الى توضيح .

(14)
( واجبات الأمير فيما يتعلق بموضوع فن الحرب ) تحت هذا العنوان كتب مكيافللى يقول ( ينبغى على الأمير ألا تكون له غاية أو فكرة سوى الحرب وتنظيمها ونظامها لأن هذا الفن الوحيد اللازم لمن يقود ) و( إن الأمراء يقفدون ولايتهم حينما يفكرون فى الترف أكثر من الأسلحة ) و( ليس معقولا أن نتوهم أن رجلا مسلحا يطيع راغبا رجلا أعزلا أو أى رجل أعزل يسلم بين أتباع مسلحين ومن المستحيل أن يعمل الاثنان سويا فى وئام ) .

ويشير الى أن الأمير يجب أن يكون قارىء للتاريخ وسيرة العظماء وأن يتدرب على فنون القتال فى السلم أكثر من وقت الحرب.
…يتبع

المصادر:

«1» راجع دراسات في الفكر الاوربي -د. عبد الرازق حجاج ص35\ «2» راجع مقدمة كتاب الأمير بقلم كريستيان غاوس\ «3» راجع البلدان النامية وتجديد الفكر الاشتراكي-بهيج نصار -دار العالم الثالث ص162\ «4» راجع مصدر رقم «1»\ «5»أمريكا والعراق والتحدي الذهبي -دار الموقف العربي-عبد العظيم مناف ص507\«6» موجز تاريخ الولايات المتحدة-الان نيفينز،هنري ستيل كوماجر -مطابع المكتب المصري الحديث ص36\ «7» نفس المصدر ض41 \ «8» مصدر الثالث ص200 \«9» المصدر السابق ص328\ «10» المصدر السابق ص329\«11»لوكيربي ومحاكمة لامريكان -خالد غانم- دار الوفاء ص58\«12» الدعاية السياسية في العصر الأموي -محمد منير حجاب -دار سعيد ص242\«13» المرجع السابق ص244\« 14» البرنامج النووي الاسرائيلي والأمن القومي العربي -الهيئة العامة للكتاب- ممدوح حامد ص169\ ««15» المرجع الخامس ص338\«16» المرجع السابق \«17» الديمقراطية طبيعتها وقيمتها - هانسن كلسن - ترجمة علي الحمامصي ص37\«18» المرجع السابق ص91\«19» المرجع الخامس ص99\«20» نفس المرجع ص121\«21» حتي لا تضيع القدس- مجدي شندي\ «22» الاعلام والتنمية - دار الفكر العربي -محمد سيد أحمد ص161\ «23» المرجع الخامس ص215\«24» المرجع العشرون ص224\ «25» نفس المصدر ص222\ «26» نفس المصدر ص270\ «27» المرجع الخامس ص38\«28» المرجع الخامس\«29» علي اعتاب الالفية الثالثة -حمدان حمدان -نقلا عن سان دييجو\«30» المرجع الرابع عشر ص227\«31» المرجع العاشر ص228\«32» راجع المرجع 22\«33» نفس المصدر ص198\«34» تاريخ أوربا المعاصرة -مصطفي النحاس ص\«53» موجز تاريخ الولايات المتحدة- سابق من ص 76 ـ 37 بتصرف \«63» نفس المصدر ص 46\«73» المصدر السابق ص 48\«83» المصدر السابق ص 201\«93» المصدر السابق ص 811\«04» المصدر السابق ص 041\«14» المصدر السابق ص 696\«24» المصدر السابق ص 207\»34» المصدر السابق ص 207\(42) الامبراطورية الشريرة- مركز يافا للدراسات – خالد السيد وهدان 45\(43) نفس المصدر\(44) مؤلفات ماوتسى تونج المختارة – المجلد الأول – دار الشعب – بكين 249\(45) المصدر قبل السابق 33\(46) مجز تاريخ امريكا- مصدر سابق –158\(47) مجز تاريخ أمريكا – مصدر سابق - 35
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://albaas.maktoobblog.com
 
أمريكا المكيافللية جزء 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: منتدى العالم - 2ème forum :: العالم العربي-
انتقل الى: