المحرمات الجائزة اللقاء الخامس –الجدال الجائزة

المحرمات الجائزة
اللقاء الخامس –الجدال الجائزة
من المحرمات الجدال بين المسلمين وخاصة في أداء فريضة الحج .. ومن يتركه وهو محق بنى الله له بيتا في أعلى الجنة، ومن تركه وهو مبطل بنى الله له بيتا في ربض الجنة . كما ورد عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام.
ولكن يجوز جدال أهل الكتاب من المسيحيين واليهود شرط أن يكون بالأدب العالي والخلق الرفيع والاحترام المتبادل ولين الكلام والحجة العلمية والمنطقية ورد الباطل والشبهات لا لمجرد الجدال والتعالي به، وإلا لا يجوز أن يجادلهم من لا يملك ما ذًكر أعلاه وقياساً على أهل الكتاب الفرق الإسلامية فيما بينها من السنة والشيعة أو فيما بينهما .
قال الله تعالى : وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [العنكبوت : 46
ومعنى (إلا الذين ظلموا من أهل الكتاب) بأن ظهر من قصد المجادلة منهم وحاله أنه لا إرادة له في الحق وإنما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة فهذا لا فائدة في جداله لأن المقصود منها ضائع .

وإلى لقاء آخر إن شاء الله

الجدال هو أقرب ما يكون عادة إلى الخصام .. وهو حالة غوغائية لا تناسب المسلم بتاتا .. والبرهان الجدلي ظني كما يذهب إلى ذلك أبو الوليد بن رشد القرطبي العلامة الذي تتلمذت أوروبا على يده في نهضتها الحديثة..وفي هذا الصدد ينتقد الفرق الكلامية التي هي في نظره قائمة على أساس البرهان الجدلي الذي لا ينفع الخاصة من المشتغلين بالتفكير المنطقي اليقيني ولا العامة لأنهم لا يفهمونه وقد يفسد عقيدتهم بإثارة الشك الذي لا يخالطهم في الأصل.."لا جدال في الحج" ولا في غير الحج لأن الجدل يضر ولا ينفع أو على الأقل مضيعة للوقت فيما لا يعني فالعامة راسخة الإيمان بطبعها والخاصة لا تلتفت إلى البرهان الجدلي الظني غير المنطقي .. أما المقصود هنا - فيما فهمت - فهو ما يسمى المناظرة مع أهل الكتاب وبين الفرق والمذاهب الإسلامية مما يفيد في حسم المشكلات ويفضي إلى مزيد من القناعة والإيمان الراسخ وتجنب الاحتكاكات المدمرة والصدامات العنيفة الهالكة والعياذ بالله.. ومن هنا حكمة الدين الإسلامي الحنيف في التحريم والإجازاة والرخصة وللضرورة أحكام .. قضية جوهرية هذه التي طرحت أخي العزيز الداعية الإسلامي الكبير العالم العامل شيخنا وليد عدنان علامة شكرا لك

أستاذي عبدو القدير أشكر تعليقك الذي استفدت أنا منه لبيارك الله بما وهبك من فهم وعلم .