المحرمات الجائزة
اللقاء السابع – المدح في الوجه
من المحرمات أن تمدح إنساناً في وجه خشيت أن يغتر بنفسه ويصبه العجب أو يعمل من أجل المدحة فيصبح مرائياً وربما يظن أنه وصل إلى القمة فيوقف العمل والاجتهاد، وأخطر ما في المدح أن يُمدح الظالمُ والفاسقُ والحاكمُ الجائر والغني لغناه .. فقد قال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام : احثوا في وجه المدّاحين التراب (مسند الشهاب)
والجائز أن يُمدح المؤمن لإيمانه ، والصابر لصبره والحليم لحلمه ، وكان السلف الصالح إذا مدحهم شخص قالوا : اللهم اغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيراً مما يظنون. (أخرجه البيهقي في الشعب)
وجائز مدح الكبار من أهل الله ممن ثبت أنهم روّضوا أنفسهم على التواضع وعرفوها أنها لا قيمة لها إلا بالتقوى ولم تغرهم لا في جمالها ولا في علمها ولا عملها ولا عطائها للغير ولا في منصبها ولا في عقلها وقد تيقنوا أن ما لديهم من خير هو من عند الله لا فضل لهم به والفضل لله وحده . ويجب عليك إذا مدحت شخصاً أن تقول : أحسبه كما قلتُ ولا أزكي على الله أحداً.
وقد مدح رسول الله محمد الإمام علي عليه السلام فقال:
يا علي، الناسُ من شجر شتى ، وأنا وأنت من شجرة واحدة: ثم قرأ رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ [الرعد : 4 (المستدرك على الصحيحين)
وقد مدح أبا بكر حين خرج رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة ، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر. (صحيح البخاري)
وإلى لقاء آخر إن شاء الله