الشبيح البوطي يقول : اسقاط النظام السوري معناه اسقاط الإسلام

علق أحدهم على موقف النخب العربية عموما وليس المثقفة فحسب بما معناه: إن النخب العربية خانت شعوبها وراحت تقتات على فتات موائد السلطان .. هذه المقولة أكدتها الثورة الشعبية الشبابية العربية المباركة .. حيث لم ينتظر فيها الشعب وطلائعه الشبابية النخب ليعلن الثورة على الاستبداد والفساد والعمالة .. في تونس كما في مصر وليبيا واليمن وسوريا .. وفيما ينتظر من بقية بلاد العرب التي لا حل لها غير الانضمام إلى موكب الثورة العربية المجيدة .. ألم تأت أحزاب الديكور السلطوي إلى الميادين بعدما أشرفت الثورة على إحراز النصر؟ ذلك أن تلك الأحزاب هي في الحقيقة تشكل إلى جانب السلطة النخبة السياسية في الكثير من البلدان العربية .. وقد كانت مستعملة خاصة "أقصد الأحزاب" لتخدير الشعب في الداخل وللتمويه على الخارج ومحاولة إيهامه بوجود ديمقراطية سياسية .. غير أن تلك الأحزاب هي كبقية النخب تقتات على موائد السلطان وتستفيد قياداتها من امتيازات شخصية معتبرة مقابل لعب ذلك الدور التمويهي .. عندما أيقنت أحزاب السلطان أن سيدها بلغ نهايته المحتومة سارعت إلى الميادين باحثة عن دور شبيه بذلك الذي كان لها مع السلطة البائدة لدى الثوار هذه المرة .. دور هامشي لتضمن تلك الامتيازات الشخصية والاستمرار في الاقتيات على مائدة السلطة الجديدة ظنا منها أن ذلك الدور الهامشي لا غنى عنه في أي نظام سياسي أي كان .. كل هذا لأقول لك أخي الفاضل السيد إبراهيم أحمد أن سقطة البوطي لا تثير الاستغراب عندما نضعها في هذا السياق العام ولا ينتظر منه إطلاقا غير ذلك .. فقد وضع نفسه في خدمة السلطان في دور ما يسمى بفقهاء السلطان أو علماؤه الدينيون منذ عقود من الزمن .. ربما يستغرب منه هذا الموقف الشنيع المفضوح هذه المرة كونه بلغ من الكبر عتيا 82 عاما فما ذا ينتظر من الدنيا حتى يتاجر في هذا العمر بالدين ويزيف الحقائق الدينية لفائدة سلطة تمارس الإجرام بأبشع معانيه؟؟ ألم يخطر بباله في أسوأ الأحوال أنه لا أحد يسمعه عندما ينطق كفرا وأن قدره سيهوى إلى مكان سحيق من العار والشنار والهوان في أعين السوريين وكل العرب والمسلمين؟ ولكن "إنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" والسيد تعود على هذه التجارة منذ زمن بعيد وهو يظن أن هذه المرة كسابقاتها يبيع ويربح ولا يلتفت إليه أحد .. ولم ينتبه تحت تأثير سحر الطمع وتوقع عطية ضخمة هذه المرة هي في النهاية من مال الشعب السوري الضحية .. لم ينتبه إلى أن الأمر هذه المرة مختلف وأن سيده السلطان قد تورط ورطة كبرى في مستنقع الجريمة وأن أي مؤيد له ستتبعه اللعنة معه .. فغلبته العادة الراسخة وراح يلهج بالتأييد والتمجيد والتقديس لسيده السلطان .. والغريب حقا - فيما أعلم - أن الطرق الصوفية كلها في بلاد العرب متورطة بنفس الشكل .. ولله في خلقه شؤون .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. مرحبا بك أخي الكريم الأديب الكاتب الشاعر السيد إبراهيم أحمد .. لقد أضفت إلى الموضوع ما زاده وضوحا وشمولا.. نعم أخي نتواصل ونتبادل الرأي ونتحاور في شؤون أمتنا المجيدة ذلك من أوكد واجباتنا .. تحياتي ومودتي.