هل نتسامح مع من يبادلنا العطاء بالنكران
هل نتسامح مع من يبادلنا العطاء بالنكران هل نجعل بوابة التسامح مفتوحة لمن يمشي مغمضا عينيه متجاهلا كل من حوله يدوس زهور العطاء بقدميه واضعا نصب عينيه ذاته فقط هل نترك الأمور تأخذ مجراها على أمل أنه لا يصح إلا الصحيح ونتجاهل أنفسنا وحقوقنا من أجل أن تستمر العربة ونكتشف أن من قطفنا أجمل ورود العمر من أجلهم أخذوا الورود وتركوا الأشواك بين أيدينا نفرش لهم من العمر بساطا ليسيروا عليه نأخذ أجمل ساعات الفرح ونقدمها لهم نختصر أحداث العالم في محيطهم ونعتقد أن
ما نعمله يظل أقل مما نتمنى ونكتشف أننا كنا نراهن على الأشخاص الخطأ وأن الحياة ليست وردية كما كنا نعتقد وأن الإنسان غيّارتتبدل لديه الآراء والأهواء وربما الأهداف هؤلاء الذين يخدشون بأنانيتهم صفحات العطاء في حياتنا يكسرون بقسوة شيئا اسمه النقاء يلوثون وبحدة عالما اسمه الصفاء هناك أشخاص يسعدون بالعطاء يفرحون بلحظة يقدمون فيها ولو القليل همهم خلق الفرح بكل مراحله واحواله واوقاته للآخرين قضيتهم صنع السعادة لأنها حق مشاع للكل
هؤلاء هم الذين يجعلون هذا العالم مكانا قابلا للعيش هم الذين يبقون كلمة الأمل وقد جعلوها متداولة حتى الآن ومن أصعب
الأشياء أن نتعامل معهم ومع عطائهم كأمر طبيعي بل وواجب وكأننا نعاقبهم على طيبتهم وحسن نيتهم حينما نتعامل معهم بهذه الطريقة فنحن نتحول إلى انتهازيين نحاول الحصول منهم على أكبر قدر ممكن متجاهلين العدالة والرقيب الذاتي وكيف ستكون الصورة مزعجة لو حاولنا للحظة تبادل المواقع ولو في الخيال هل التسامح مع هؤلاء يجدي وإذا تسامحنا واستوعبنا إلى أي مدى
يمكن أن يصلوا في التجاوز والاستغلال هل نراهن على ضميرهم في أن يجعلوا من ذاتهم حكما وأن يراقبوا الله في تصرفاتهم فالحياة وإن سايرت فترة إلا أنها في لحظة تفرض عدالتها على الجميع وربما بثمن غال أسعد الناس في الحياة من يجعلوا من ذواتهم حكما عليهم ومن ضميرهم رقيبا عليهم هؤلاء يشعرون بالسعادة في كل لحظة، ويدركون حقيقة الأمان والاطمئنان وقفة أشقى الناس في هذه الحياة من يسعى للحصول على الكثير ليكتشف أنه فقط اشترى الوهم وأنه خسر نفسه وعاش ط عمره تعيساً