فضيحة جديدة للإعلام الإيراني

فضيحة جديدة للإعلام الإيراني
السيد زهره

قبل ثلاثة ايام، فجرت صحيفة «جارديان» البريطانية فضيحة مدوية لأجهزة الاعلام الايراني. الفضيحة تتعلق بتغطية اجهزة الاعلام الايراني لأحداث العنف والشغب الاخيرة التي شهدتها بريطانيا.
والذي كشف ابعاد الفضيحة لم تكن الصحيفة نفسها وانما احد المدونين الايرانيين الذي اكتشفها ونشرت الصحيفة ابعادها كما توصل اليها.
الذي حدث انه في اطار الحملة التي شنتها اجهزة الاعلام الايرانية على بريطانيا بسبب الاحداث الاخيرة، ومحاولتها تصوير هذه الاحداث على اعتبار انها تمثل «انتفاضة للمظلومين ضد النظام الملكي البريطاني»، وفي اطار محاولتها تصوير ما ذكرت انها وحشية مارستها الشرطة ضد المحتجين.. في اطار هذا، قامت وكالات الانباء والصحف الايرانية، بنشر عدد كبير من الصور تؤكد مدى وحشية الشرطة وقمعها الدموي للمحتجين.
والذي اكتشفه المدون الايراني بعد تدقيق طويل هو ان عددا كبيرا من هذه الصور لا علاقة له بالأحداث الاخيرة اصلا، وهي صور لأحداث سابقة في اماكن متفرقة.
أي ان اجهزة الاعلام الايراني باختصار قامت بعملية تزوير وتلفيق وفبركة واسعة النطاق في تغطيتها للأحداث.
وتقول الصحيفة البريطانية ان اكثر الوكالات الايرانية التي نشرت هذه الصور المزورة كانت وكالة انباء «فارس»، التابعة للحرس الثوري الايراني، وبالطبع فان صحفا ايرانية اخرى نقلت عنها هذه الصور ونشرتها. وكانت اكثر الصحف التي نشرت هذه الصور صحيفة كايهان التابعة للمرشد آية الله خامنئي.
اما التفاصيل فهي على النحو التالي:
* نشرت اجهزة الاعلام الايرانية صورة لرجل ملقى على الارض ووجهه مغطى بالدماء، كأحد ضحايا القمع في الاحداث الاخيرة. ثم تبين ان الصورة سبق أن نشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في سبتمبر عام 2010 مع موضوع متعلق بالاستعدادت الامنية لقوات الشرطة قبيل مباراة لكرة القدم بين فريقي مانشستر يونايتد ورينجرز.
* نشرت وكالة فارس صورة من احتجاجات في بريطانيا لمناصرة الشعب الفلسطيني في عام 2009، على اعتبار انها من الاحداث الاخيرة.
* نشرت اجهزة الاعلام الايرانية صورة تصور رجال شرطة يلاحقون محتجين بوحشية في الاحداث الاخيرة كما هو مفترض. ثم تبين ان الصورة من شيلي، ويظهر فيها احدى علامات الطريق مكتوبة بالاسبانية.
* ونشرت صورة لتجمع كبير لرجال الشرطة في احد شوارع لندن. ثم تبين ان الصورة من كرنفال احتفالي في نوتينج هيل في عام .2008
* ونشرت صورة لرجال شرطة على ظهور الخيل في الاحداث الاخيرة. وتبين ان الصورة تعود الى عام 1984 اثناء اضراب عمال المناجم.
هذه هي وقائع فضيحة الاعلام الايراني كما فجرتها الصحيفة البريطانية.
لكن الصحيفة البريطانية جانبها التوفيق في امر واحد.
في عنوان موضوعها عن الفضيحة جاء «حمرة الخجل تعلو وجه الاعلام الايراني». الصحيفة تقصد بالطبع ان الكشف عن الفضيحة على هذا النحو يدفع الاعلام الايراني الى الشعور بالخجل مما فعل. وليس هذا صحيحا.
ليس صحيحا ان الاعلام الايراني يعتبر ان الامر يمثل فضيحة اصلا، ناهيك عن ان تكون مخجلة. ولذلك اسباب كثيرة اهمها:
1- ان هذا الذي فعلته اجهزة الاعلام الايراني من تزوير وتضليل بنشر هذه الصور، لم تفعله على سبيل السهو او الخطأ غير المقصود.
هي فعلت هذا عن عمد وسبق اصرار. بل انها اصلا بذلت جهدا كبيرا في سبيل البحث وانتقاء هذه الصور المزورة كي تنشرها وتدعم بها وجهة نظرها في الاحداث التي شهدتها بريطانيا.
وان تخطط اجهزة الاعلام الايرانية لفعل هذا وتنفذه معناه ببساطة انها تعتبر ان ما فعلته ليس فيه ما يدعو الى الخجل كما تصورت الصحيفة البريطانية.
2- ان الصحيفة البريطانية ربما لا تعرف ان هذه ليست المرة الاولى التي يقدم فيها الاعلام الايراني على مثل هذا الكذب والتزوير والتلفيق.
حقيقة الامر ان هذا النهج هو نهج دائم ثابت ودائم ويومي تقريبا بالنسبة الى أجهزة الاعلام الايرانية، وخصوصا حين يتعلق الأمر بتغطياته لما يجري في البحرين ودول الخليج العربية عموما.
والتزوير والتضليل هنا لا يقتصران على مثل هذه الصور التي ازعجت الصحيفة البريطاني وانما يتجاوز ذلك الى اشكال شتى للتزوير والتضليل والخداع.
3- والأمر في جوهره ان الاعلام الايراني لا يعتبر ان هذا الذي يفعله من تزوير وتضليل خطأ او ان فيه ما يعيب او يشين. بالعكس هو يعتبر هذا مقبولا، بل مطلوبا سياسيا.
للحديث بقية في غاية الاهمية، سوف احدثك فيها عزيزي القارئ، فيما يتعلق بالكذب والتزوير الذي يمارسه الاعلام الايراني في تعطيته لأحداث البحرين، عن واقعة غريبة لا تخطر على بال بشر كما يقولون.

http://www.guardian.co.uk/world/2011/aug/15/uk-riots-iran-media-red-faced?INTCMP=SRCH

» أحزاب جديدة اختارت ''الجمود'' برنامجا لها موجة ''موالاة جديدة'' قبرت مسعى التغيير .. محمد شراق
» تقارير إعلامية محمومة عن العرين الإيراني
» تفاصيل إجتماع سري بين مشيمع و السفير الإيراني في البحرين
» بواعث القلق الإسرائيلي من احتمالات التقارب الأميركي - الإيراني
» فضيحة أمريكية في تونس