عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: مستقبل ليبيا بعد القذافى...وهل انتهى الحل العربى؟ الثلاثاء أغسطس 30, 2011 12:36 pm | |
| مستقبل ليبيا بعد القذافى...وهل انتهى الحل العربى؟
تحقيق: إيهاب شوقى
الاثنين , 29 اغسطس 2011
نجحت الثورة الليبية فى الاطاحة برأس النظام, وسط انباء عن هروبه للجزائر ووسط انباء عن وجود جيوب مقاومة لنظامه, وان السيطرة باتت وشيكة للثوار وان المجلس الانتقالى بات حاكما وممثلا وحيدا لليبيا.
وهناك انقسامات تبدو فى الافاق بين قوى داخلية معارضة للقذافى ومعارضة فى ذات الوقت للتدخل الخارجى, وبين قوى اخرى رفعت اعلام امريكا وفرنسا ابتهاجا بالنصر.
وهناك انقسامات ايضا فى الرأى العام العربى حول ماحدث فى ليبيا وكلها تدين القذافى ولكنها تدين الاستعانة بالناتو ولاسيما وسط الانباء التى تسربت عن عزم المجلس الانتقالى على اقامة علاقات مع اسرائيل وتحالفات جديدة قد تضر بالشأن العربى.
فى هذه الاجواء المعقدة والتى صاحبت الثورة الليبية منذ بدايتها, فان هناك سؤالاً محورياً هام يتعلق بمستقبل ليبيا ومستقبل عروبتها وهل انتهت الحلول العربية ام لازالت هناك فرصة لنجاح الثورة الليبية فى امتحانها الصعب.
وكان لشبكة الاخبار العربية هذا التحقيق لاستكشاف هذا المستقبل:
يقول "هانى ماضى" الامين العام لجمعية دراسات الوحدة الوطنية والخبير بالشؤون العربية, ان مايحدث فى ليبيا هو حصاد لحقبة القذافى, من حيث افتقاد وجود قوى سياسية داخل المجتمع الليبى, وكذلك من حيث اعادة انتاج الانفصاليات القبلية, وكل ذلك يعتبر مؤشر سئ عما سوف يحدث فى ليبيا وخاصة وان المجموعات المتقاتلة جميعا لها روابط اتصال بالخارج وماسيحدث فى المستقبل هو مزيد من تكريس الحركات السياسية الانفصالية المعبرة عن قيادات قبلية واسلاموية.
ويضيف هانى ماضى ان هناك مؤشرات لحرب اهلية بين القبائل الشرقية والغربية قبليا, وسياسيا بين الاسلامويين وحلفاء الناتو.
اما على مستوى النفط فيختتم هانى كلامه قائلا, ان شركات البترول قد يكون هدفها تمييع سلطة الدولة والتعامل مع كيانات قبلية لان ذلك اسهل فى التنقيب والتوريد وستكون حصص شراكتهم فى الارباح اقل كثيرا من حصة الدولة, وبالتالى ستعمل هذه الشركات المرتبطة بالقوى الكبرى على تمييع سلطة الدولة لان ذلك يصب فى مصالحها.
اما الدكتور " حسين حمود" الباحث فى العلاقات الدولية ومؤلف موسوعة"اسرائيل فى افريقيه" يقول انه وفى اطار ادارة الصراع الدولى يجب ان ننطلق من مفهوم السيناريوهات وفقا للاسلوب الشرطى(ماذا لو), حيث ان المستقبل وسيناريوهاته تتوقف على ردود افعال ومبادرات الساحة المحيطة بليبيا.
ويضيف حسين حموده ان هناك سيناريوهين :
الاول وهو الاسوأ وهو ان تواجه ليبيا انقسامات داخلية وينفرد بها الخارج وينفذ المخطط القديم الجديد المعروف بالشرق الاوسط الكبير وجعل ليبيا منطقة عازلة بين تونس والجزائر من ناحية وبين مصر من الناحية الاخرى وفى هذا السيناريو سيحدث مزيد من التدخل الخارجى وسيستمر وجود الناتو وستتحكم المصالح الغربية فى مستقبل ليبيا.
والثانى وهو الافضل وهو ان تتدخل مصر وتمارس الدور الداعم للاستقرار الليبى والمصريين فى ليبيا حوالى 3 مليون مصرى وهم احتياطى استراتيجى لليبيا.
وحول شكل الدور المصرى يستطرد حسين حمودة قائلا ان مصر يجب ان تشارك فى اعمار ليبيا وتعمل على تفعيل الدفاع العربى المشترك وتدعو الى اتحاد ثلاثى(يونى لوكس) بين مصر وليبيا وشمال السودان وهذا سيمنع الناتو من التدخل فى المستقبل الليبى.
ويختتم حسين حموده كلامه قائلا انه لابد من تفعيل دور الدبلوماسية الشعبية ويجب ان تمارس مصر دورها من خلال الجامعة العربية والاتحاد الافريقى ومنظمة المؤتمر الاسلامى ويجب ان تمارس هذه المنظمات عملها بفاعلية للوصل بين دول الشمال الافريقى والجنوب الافريقى لضرب مخطط الفصل القاضى بتشكيل مايسمى بافريقية جنوب الصحراء لعزل الشمال الافريقى عن جنوبه.
ويقول الدكتور " عبد العظيم المغربى", نائب الامين العام لاتحاد المحامين العرب والناشط السياسى القومى, ان الوضع فى ليبيا معقد منذ البداية والاصل اننا جميعا مع حق الشعوب فى تغيير النظم, لكن الاصل ايضا اننا نعتبر الاستعانة بالخارج ولاسيما التدخل الخارجى العسكرى خطا احمر, لان الاجنبى لن يأتى لتحرير الشعب العربى من اجل (سواد عيونه) ولكنه يأتى لمصالحه ولمصالح اسرائيل.
ويضيف عبد العظيم المغربى ان التدخل العسكرى تم بطريقة غير شرعية وبها تحايل على القانون الدولى, حيث تدخلوا كقوات اعتداء لا لفرض الحظر الجوى كما كان القرار, كما اعتدوا على المدنيين برغم مجيئهم لحمايتهم.
ويستطرد المغربى قائلا ان الهدف الاساسى من التدخل العسكرى هو المطامع فى البترول الليبى واقامة نظام حكم داخلى موالى للغرب .
ويختتم عبد العظيم المغربى كلامه قائلا ان الاستقرار لن يعود الى ليبيا الا بعد فترة طويلة وستكون ليبيا اقرب للنموذج العراقى, وسيتواجد الغرب لاعادة الاعمار وللتدريب, مما سيضعف الامن القومى العربى ويخدم المصالح الغربية والصهيونية, والحادث حاليا اقرب لحرب اهلية, حيث توجد قوى معارضة للقذافى ولكنها ضد التدخل الاجنبى وستوجد مقاومة للقوات الاجنبية.
ويقول " ابراهيم بدراوى" الناشط اليسارى المعروف, ان مستقبل ليبيا غامض, حيث تنتمى قوى الثورة لتيارات عديدة وهى ليست موحدة فكريا, كما ان تدخل الاطلسى بكل ثقله ووجود صراع خفى بين دوله للحصول على اكبر نصيب من الكعكة من شأنه ان يجعل مصير الثورة الليبية غامضا, حيث لاتوجد ضمانات لتوحد هذه القوى فى مواجهة اطماع الاطلسى.
ويضيف بدراوى ان ماحدث هو نتيجة لاستبداد القذافى واحتفاظ نظامه بالاوضاع القبلية والعشائرية, وهذا الوضع القبلى يزيد الامور تعقيدا, كما ان الامريكان والاطلسى يلعبون دورا فى تعميق النظرة القبلية لان توحد ليبيا ليس هدفا امريكيا وغربيا وليس امامهم الا استخدام الورقة القبلية لان ليبيا ليس بها تعدد دينى او مذهبى والحل الامثل للغرب الطامع هو استخدام التفسخ والتناحر القبلى لخدمة مصالحه.
ويختتم ابراهيم بدراوى كلامه قائلا ان مستقبل ليبيا سيتوقف على موازين الامور وفى اى كفة ستميل, نحو القوى الوطنية ام ستميل لقوى اخرى سلفية مثلا وخاصة انها متمركزة فى الشرق ولاتتناقض مع امريكا وبالتالى فان المسألة مخيفة برغم وجود قوى اخرى ضد القذافى وضد التدخل الاجنبى فى ذات الوقت.
ويقول الدكتور" صفوت حاتم" المفكر والكاتب القومى, ان الشعب الليبى وطنى وعروبى ولن يقبل بالتدخل الاجنبى ولن تمضى ايام او اسابيع حتى تبدأ المقاومة لعملاء الناتو وقواتها وهو نفس ماحدث بالعراق.
ويضيف صفوت حاتم ان الحل العربى لم ينته بعد والقوات الليبية سترحب باى قوات عربية او مصرية, واذا لم تتحرك مصر وتونس فان هناك مخاطر كبيرة لان هروب القذافى للجزائر يؤجج الحرب وستحدث امدادات للقبائل من طريق الجزائر لمقاومة الثورة ومحاولة افشالها, والتدخل المصرى هام جدا لان مصر قادرة على فرض اى قرار على الجامعة العربية.
ويستطرد صفوت حاتم قائلا ان وقوف مصر على الحياد فى قضية تخص ليبيا والامن القومى المصرى هو الذى فتح الباب للتدخل الخارجى بعد ان اعطته الجامعة العربية الشرعية اللازمة, ثم حدث ماحدث من استبعاد مصر من اعمار ليبيا مثلما حدث فى العراق على الرغم من ان مصر تستطيع قلب المائدة على الجميع لانها دولة جوار وعمق سكانى واستراتيجى لليبيا واذا لم ينتبه المجلس العسكرى والحكومة لاقصاء مصر فلنتوقع كوارث فى مصر بسبب مايحدث فى ليبيا.
ويختتم صفوت حاتم كلامه قائلا انه لابد من وجود قوات ردع عربية وقد قدمنا مذكرة للمجلس العسكرى المصرى مبكرا بذلك الخصوص , على ان تكون القوات مشكلة من قوات مصرية وعربية على غرار ماحدث بلبنان عام 1976 لحماية الشعب الليبى والمصريين المتواجدين هناك وحماية مستقبل ليبيا وعلى كل من يريد ان يقاوم امريكا فنقول له ان امريكا جاءت عندك ولتذهب لمقاومتها.
المصدر
| |
|