إن الذين يخفصون رأسهم إلى الأرض سجوداً لله تعالى هم أقرب إليه من الذين يرفعون أيديهم إلى السماء بالدعاء ،
وفي ذلك إشارة أن الله الذي نؤمن به ونعبده لا يسكن الأرض ولا السماء بذاته العليا إنما أحل بهما تجلي صفاته المقدسة وأسماءه الحسنى ، فإن قلنا: ما قاله الله تعالى: الرحمن على العرش استوى، فالرحمن صفة لذات الله تجلى بها على عرشه ليرحم من يحاسبهم ويدير شأنهم بالرحمة لا بالغضب وهذا يدل عليه قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي) [متفق عليه .
والعرش مخلوق يحتاج إلى المكان والله تعالى لا يحتاج إليه ، وذات الله تعالى لا يجوز أن نتحدث عنها إلا بالصفات المنسوبة إليها بالقرآن والسنة وقد أعجز الله عقول الخلق أن تدركها ومن ادعى أنه أدرك جهة لذات الله فقد خالف القرآن: لا تدركه الأبصار .. وما ورد من آيات وأحاديث توهم الجهة والمكان والشكل فلا يجوز الأخذ بظاهرها وكذلك نترك تأويلها و نؤمن بها على مراد الله ورسوله وهذا هو قول السلف وجمهور السلف.
الداعية الإسلامي وليد علامة