عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: دراسة: الحرمان البشرى في الوطن العربي .. عن مركز اسبار للدراسات والبحوث والاعلام الأربعاء سبتمبر 21, 2011 7:37 am | |
| دراسة: الحرمان البشرى في الوطن العربي
الاثنين: 19 سبتمبر 2011
فى دراسة للتنمية البشرية, من اعداد الدكتور "أحمد فؤاد إبراهيم المغازى" , مدرس الجغرافية والتخطيط الحضري بالجامعة العربية المفتوحة لشمال أمريكا بعنوان"الحرمان البشرى فى الوطن العربى", تهدف الدراسة وفقا لكاتبها الى:
1- دراسة وتقييم واقع الحرمان البشري في الوطن العربي. 2- توزيع نسب الحرمان البشرى بدول الوطن العربي. 3- تحديد العوامل المؤثرة في الحرمان البشري بالوطن العربي . 4- إعداد خريطة للدول الوطن العربي حسب ترتيب درجة الحرمان. 5- تحديد أولويات التدخل المناسبة لكل دولة. 6- مكافحة الحرمان البشرى ، والوفاء بالمتطلبات الأساسية لهذه الفئة.
وتقول الدراسة:
تعانى الدول العربية من الحرمان البشرى شأنها في ذلك شأن باقي دول العالم ، مع الاختلاف في نسب التوزيع والأسباب ، وبموجب دليل الحرمان البشرى يمكن تقسيم الدول بالوطن العربي إلى ثلاثة مستويات : الأول وهو الأفضل والذي تحصل فيه الدولة على اقل من 10 % ، والثاني وهو المتوسط والذي يتراوح ما بين 10 % إلى 30 % ، والثالث وهو الأسوأ والذي تزيد فيه النسبة عن 30 % .
أولاً: دول الحرمان البشرى بها قليل: ظهرت في سبع دول عربية بنسبة 31.8% من جملة عدد الدول بالوطن العربية ، يسكنها ما نسبته 7.1% من جملة السكان بالوطن العربي, وهذه الدول هي الإمارات وقطر والبحرين والكويت والأردن ولبنان وفلسطين.
ثانياًً: دول الحرمان البشرى بها متوسط: ظهرت هذه الفئة في عشر دول بنسبة 45.5% من جملة عدد الدول بالوطن العربية ، يسكنها ما نسبته 61.6% من جملة السكان بالوطن العربي ، وهى من الغرب الجزائر وتونس وليبيا ومصر، وسوريا والعراق والسعودية وعمان إضافة إلى جيبوتي وجزر القمر.
ثالثاً: دول الحرمان بها مرتفع: توزعت هذه الفئة في أربع دول بنسبة 18.2 % من جملة عدد الدول بالوطن العربي ، يسكنها 28.5 % من جملة عدد السكان بالوطن العربي ، وهى المغرب وموريتانيا والسودان بالجناح الافريقى واليمن بالجناح الاسيوى.
ومن ملاحظة البيانات نجد أن قيمة نسبة الحرمان البشرى المحصورة بين 10% إلى اقل من 30% ليست على وتيرة واحدة فنجدها تتوزع ما بين 12.1 % للسعودية و 25.6 % لجيبوتي ، وإذا ما قسمنا هذه الفئة إلى فئتين داخليتين واستبعدنا الدول التي تقل القيمة بها عن 15% لوجدنا أن هناك عشر دول هي المغرب وموريتانيا وتونس والجزائر ومصر والعراق والسودان واليمن وجيبوتي وجزر القمر ، أو ما نسبته 45.5% من جملة عدد الدول بالوطن العربي ويسكنه 74.2% من جملة عدد السكان بالوطن العربي ، وهنا مكمن الخطورة حيث نجد وعلى العكس من ذلك أن الدول التي تنخفض بها نسب الحرمان البشرى هي في الغالب دول بترولية قليلة السكان ويتركز معظمها في الجناح الاسيوى من الوطن العربي.
أهم العوامل المؤثرة على دليل الحرمان البشرى في الوطن العربي:
تعددت العوامل المؤثرة على الحرمان البشري ، و يمكن حصر أهم العوامل المؤثرة على الحرمان البشرى ، فى نسبة السكان الذين لا يستخدمون مصدرا محسنا للمياه ، نسبة الاحتمال عند الولادة بعدم البقاء على قيد الحياة حتى سن 40 سنه ، ونسبة السكان تحت خط فقر الدخل (دولار واحد فى اليوم).
أولاً: نسبة السكان الذين لا يستخدمون مصدرا محسنا للمياه:
تعانى معظم الدول العربية من مشكلة ندرة المياه بشكل عام والمحسنة منها بشكل خاص لوقوع هذه الدول في مناطق قاحلة وشبة قاحلة ، وتتصاعد حدة هذه المشكلة بسبب النقص المستمر في هذا المورد، والذي يقابله زيادة سكانية كبيرة بلغت ثلاثة أضعاف عددهم عام 1970 حيث ارتفع من 128 مليونا إلى 359 مليونا ويتوقع أن يصبح عدد سكان المنطقة العربية 598 مليون نسمة عام 2050 ، مرتفعا بنسبة الثلثين أو بزيادة 239 مليون نسمة عما هو في العام 2010 ( بارى ميركن، 2010 ، ص 5) ، وتشكل الأنهار الدائمة في البلدان العربية المصدر الأول للمياه السطحية ، تليها الينابيع وقيعان الأنهار والأنهار الموسمية ، ويقدر الحجم الاجمالى لموارد المياه المتوافرة في البلدان العربية بنحو 300 مليار متر مكعب سنوياً ، أما الحجم الاجمالى لموارد المياه السطحية المتوافرة في البلدان العربية فيقدر بنحو 277 مليار متر مكعب في السنة ينبع 43 % منها في البلدان العربية والباقي من خارجها.ص 37 ، ويؤكد التقرير الاقتصادي العربي الموحد أن المنطقة قد دخلت بالفعل طور فقر المياه منذ العام 2001، ويقدر التقرير أن تزايد طلب السكان على المياه سيؤدى إلى انخفاض نصيب الفرد بحلول عام 2025 إلى 460 متر مكعب ، وهو دون مستوى فقر المياه المدقع وفق التصنيفات الدولية, ولا تتوقف المشكلة عند هذا الحد بل أيضاً يظل الحصول على كوب ماء نظيف هدف يسعى إلية السكان في أجزاء كبيرة من الوطن العربي .
ثانياً: نسبة الاحتمال عند الولادة بعدم البقاء على قيد الحياة حتى سن 40:
تعد المؤشرات الصحية ومدى كفاءتها وجودتها المحدد لقيمة مؤشر توقع الوفاة ، مابين الارتفاع أو الانخفاض ، وعلى الرغم من الاهتمام بالشئون الصحية فى غالبية الدول العربية ، إلا أن هذا الاهتمام يبدو أنه غير كاف ، بدليل ظهور نسبة الاحتمال عند الولادة بعدم البقاء على قيد الحياة حتى سن 40 سنه في الوطن العربي كثاني أهم المتغيرات المؤثرة في الحرمان البشرى.
ثالثاً: الدول الأولى بالرعاية: تواجدت هذه الفئة في دول جنوب الوطن العربي في اليمن وجيبوتي والصومال والسودان وموريتانيا ، وهى الأولى بالرعاية لما تعانيه من ارتفاع لنسب الحرمان البشرى بها ومعاناة هذه الفئة وعدم استطاعتها الحصول على الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة من مأكل وملبس ومسكن.
إن وضع سياسات عملية وفعالة للحد من درجة الحرمان البشرى تتطلب وضع إستراتيجية للتنمية الشاملة التي تغطى الاحتياجات الأساسية ، سواء في مداه القريب أو المتوسط أو البعيد، ولعل مثل هذه الإستراتيجية لابد أن يشترك في وضعها وتنفيذها كل من الجهات الحكومية والمجتمع المدني.
وفي هذا السياق نجد أن هناك نوعين من التدخلات:
الأولى: وهي التي تتعامل مع الآثار المباشرة للحرمان حيث يوجه إلى الفئات الضعيفة والمهشمة كالأسر التي تعيلها النساء والمعاقين والفقراء جداً، وخاصة في الصومال والسودان وجيبوتي واليمن وموريتانيا والتي تعانى جميعها من تفاقم هذه الظاهرة.
الثانية: وهى خاصة بصياغة السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تتعامل مع الأسباب الكامنة وراء الحرمان البشرى للوصول إلى ما يسمى بالتوازن في التنمية ، بمعنى توزيع مشروعات التنمية في كل دولة – وخاصة التي تعانى من ارتفاع نسبة الحرمان البشرى – من دول الوطن العربي بالشكل الذي يسمح بالنهوض بالفئات الفقيرة والمهشمة والتي تعانى من الحرمان البشرى. المصدر: مركز اسبار للدراسات والبحوث والاعلام | |
|