ليفهم الجميع أن معظم كلامنا صراخ في بئر
أو في ملجأ تحت الأرض
بقلم : أبوخالد نازك ضمرة/ أمريكا
أمرنا نحن الفلسطينيين غريب، ما زلنا لم نتعلم من مآسي الماضي ولم نحقق أي فائدة من سرد ما يحدث لشعبنا وحقوقنا يومياً، كل فلسطيني يعرف أنه مصاب ومخدوع ومظلوم، ويستمر الجميع في الكتابة بالعربية ليقنعوا هذا الإنسان ونعيد ونزيد، ونسمعه كل يوم نفس الكلام ملخصه : أن الإنسان الفلسطيني مظلوم ، العدوان الصهيوني القوي المغرور، الاستعمار الغربي وخاصة الأمريكي، المعابر ، الحدود ، السجون ، الأسرى، ماذا يريد السياسيون والصحفيون والحزبيون والمنظمات من كل ذلك، قلنا أن كل فلسطيني يفهم أنه يريد استرجاع وطنه، بالكلام؟؟؟؟
، اوكي إذا كنا نصرّ أن نستمر في مواصلة الشكوى بالكلام، فيلزم أن نتكلم بلغة مختلفة، وأساليب تختلف عما مضى من البكاء على الأطلال ، والشكوى لله ولعباد الله، نريد كلاماً مقنعاً لغير العربي، لغير الفلسطيني، العرب ليس بهم أي فائدة لفلسطين، ستون أو سبعون سنة تكفي، ولم تثمر ، ولم تنجز أي تحرك عربي، تبلدت المشاعر العربية وتفرقت الأهواء ، وتباعدت المسافات أكثر من ذي قبل، بل وتزداد المسافات اتساعاً بين العرب أنفسهم، فلا أمل فيهم، إذن علينا بلغة تقنع الأجانب بلغاتهم، ولكن أفضل أن يكتب الكتاب ما في نفوسهم عن معاناة الإنسان الفلسطيني وحقوقه باللغة الإنجليزية باللغة الفرنسية ومترجمة للعربية حتى يفهم الفلسطيني و العربي القصد منها، ثم يقدمها لمعارفه ، لجيرانه ، لأصدقائه من الشعوب الأخرى، وحتى للهنود والباكستانيين والإيرانيين والنيجيرييين وجنوب أفريقيا ودول أمريكا اللاتينيه، انكم لا تعرفون كثرة الفلسطينيين في أمريكا اللاتينية؟؟!!!!..... ، وأظن انكم تعرفون كثرة الفلسطينيين في أمريكا الشمالية، لكن لا تصلهم إلا مقالات عن معاناة أهلهم باللغة العربية، وأقترح أن تنشر الصحف والمجلات العربية صفحة أو نصف صفحة كل يوم باللغة الإنجليزية مترجمة للعربية، على الأقل المقال الافتتاحي للصحيفة، أو رأي أحد الكتاب، كما تفعل بعض الصحف المجانية في أمريكا، وللأسف إنها غير منتشرة على مدى امريكا كلها، بل غالباً ما تكون لمدينة واحدة أو لولاية واحدة، ، ومما يمكن عمله يتخصص صحفيون بإصدار صفحات من الأخبار اليومية ، وحاجة المجتمع الفلسطيني ومظالمه في صفحة خاصة أو نشرة خاصة يومية بأربع لغات هي الإنجليزية ، الفرنسية ، الإسبانية، الروسية بالإضافة إلى العربية، حتى يواجه المغترب معارفه وأصدقاءه في العمل أو للموظفين عنده ومعه، او إرسال المقال لصحف محلية، او التبرع بتوزيعها ونشرها على حسابه الخاص، او باتصالاته وبأسلوبه.
فكل كلامنا لأنفسنا لا يفيدنا حتى نحن الفلسطينيين، وكأننا نصرخ في بئر، لأننا نعرف كل ماسيقال، ونحس به دون كلام، وكل فلسطيني يعاني بطريقةما، سواء كان تحت الحكم الإسرائيلي أو مواطن أسرائيلي، أو مواطن أردني أو لاجئ في سوري او مصر أو لبنان او في جهنم او الجنة ، فكلامنا عن حقوقنا بالعربية لا يفيد الفلسطينيين ولا يكشف الظلم للسياسيين الغرباء والناس العاديين، كي يتعاطفوا معناً، والعرب لا يقراون ولا يتعلمون، اعنى العرب من غير الفلسطينيين، كلهم مشغولون بهمومهم ومشاكلهم والحفاظ على ثرواتهم او تكثيرها واستغلال تلك الثروات للاستمتاع بالحياة ولاستجلاب المزيد من النساء الجميلات مختلفات الصفات والمزايا ومن جنسيات والوان مختلفة وليتم ذلك بهدوء وراحة بال. يكفينا نحن الفلسطينييين أن نسمع الأخبار، أما للقراءة فلا نريد أن نقرأ عن حالنا باللغة العربية، نريد كل ما ينشر بلغات اجنبية حية، لنواجه بها أعداءنا واصدقاءنا
nazekdhamra1@hotmail.com العجوز ابوخالد نازك ضمرة